اضغط هنا للحصول على العضوية الذهبية في منتدى سوالف سوفت

حاسباتكمبيوتر محمولمقالات

تحت الإختبار: الألترا بوك, فئة جديدة لمستقبل متغير أم محاولة أخيرة لإنقاذ الحاسب الشخصي ؟ .. Acer Aspire S3

تحت الإختبار: الألترا بوك, فئة جديدة لمستقبل متغير أم محاولة أخيرة لإنقاذ الحاسب الشخصي ؟ .. Acer Aspire S3 13

لا يختلف إثنين على أن السنوات القليلة الماضية قد شهدت تغيرات متسارعة طرأت على وضع سوق الحاسبات بشكل عام و الحاسبات المحمولة بشكل خاص, فئات جديدة و منتجات مستحدثة ولدت و أخرى اندثرت, و لكن الحقيقة هي أنني إذا ما سؤلت بشكل شخصي عن النتاج النهائي لهذة الحقبة من التغيرات فإنني سأجيب دون تردد بأن المحصلة النهائية لم تكن بأي حال من الأحوال في صالح الحاسبات الشخصية بفئتيها المكتبية و المحمولة. و الواقع أن هذا ليس مجرد رأي شخصي و لكنها الحقيقة التي تدعمها أرقام المبيعات لهذة المنتجات التي شهدت عصور من الإزدهار و الإنتشار في الماضي القريب, إنها الحقيقة التي تؤكدها قدرة شركة مثل أبل على بيع جهاز لوحي مثل الآي باد بأعداد تتخطى ما استطاعت أي شركة من شركات إنتاج الحاسبات أن تحققه خلال الشهور الثلاثة الأخيرة.

و لكن يبقى السؤال, هل قارب عصر الحاسب الشخصي على الزوال ؟ هل هذا العصر الذي نعيشه هو حقا عصر منتجات ما بعد الحاسب الشخصي ؟ .. للأسف لا توجد لدي إجابة بسيطة أو مختصرة على هذا السؤال, فالحاسب الشخصي في تقديري في تلك اللحظة من الزمان لا يزال يحتفظ لنفسه بأهمية مطلقة و دور محوري لا يغني عنه بديل آخر من تلك الأجهزة التي تسمى بأجهزة ما بعد الحاسب الشخصي, و لكن كيف يبدو المستقبل خلال السنوات القليلة القادمة ؟ .. هذا ما سأحاول أن أجيبه في هذة السطور عبر نظرة متعمقة في هذة الفئة الجديدة من الحاسبات الشخصية و التي تحمل اسم الألترا بوك – Ultrabook – و التي ابتدعتها إنتل مؤخرا بهدف معلن سمعته منهم مباشرة هو أن تمثل هذة الفئة الجديدة ٨٠٪ من مبيعات الحاسبات المحمولة خلال العامين الى الثلاثة أعوام القادمة, و بهدف آخر أراه مرأى العين هو إنقاذ سوق الحاسبات المحمولة و الشخصية من الإندثار, فالحاسب المحمول لم يطرأ عليه تغيير محوري في هيئتة و ما هو قادر على القيام به منذ سنوات طويلة و اكتفى صانعوه بتحديثات إضافية متتالية و لكن يبدو أن الوقت بالفعل قد حان لهذا التغيير الذي يعيد تعريف مفهوم الحاسب المحمول من جديد. السؤال الآن, هل ينجح الألترا بوك في القيام بهذا الدور ؟

جهاز الألترا بوك الذي اختبرته هو الحاسب أسباير إس ٣ من إيسر في أعلى تجهيزاته -Acer Aspire S3 951-2634 – و التي تشمل معالج Core i7 من Intel بسرعة 1.7GHz, ذاكرة RAM بسعة 4GB, قرص صلب SSD بسعة 256GB, بطاقة رسوميات مدمجة Intel® HD Graphics 3000 و نظام صوتي Dolby® Home Theater® v4 مع إثنين من سماعات الاستيريو المدمجة Acer 3DSonic. الحاسب مجهز ببطارية مدمجة من ثلاث خلايا توفر زمن تشغيل افتراضي يصل الى ٧ ساعات, و يشمل من خواص الإتصال الواي فاي 802.11n و البلوتوث ٤.٠  + HS.

تحت الإختبار: الألترا بوك, فئة جديدة لمستقبل متغير أم محاولة أخيرة لإنقاذ الحاسب الشخصي ؟ .. Acer Aspire S3 14

البنية و التصميم:

ربما تكون هذة واحدة من أبرز التحديثات التي دخلت مؤخرا على سوق الحاسبات المحمولة التي اكتفت لعقود طويلة بتقديم تشكيلات مختلفة الألوان من الحاسبات ذات البنية البلاستيكية متعددة القطع و التي – و إن اختلفت أشكالها – لم تأتي يوما بجديد أو بمظهر جذاب يشعر المشتري بفارق فعلي عن حاسبه المحمول القديم.

الجيل الجديد من أجهزة الألترا بوك من الصانعين المختلفين وصل الى توافق فيما يتعلق بعدد من النقاط الرئيسية التي تخص التصميم و البنية و تشمل نحافة الهيكل, خفة الوزن و التصميم الجذاب الذي بات يعتمد بالأساس على المعدن كبديل عن البلاستيك. جهاز Acer Aspire S3 يستخدم الألومنيوم في بنية تصميمية متميزة من قطعة واحدة متماسكة الى أبعد مدى, الشعور العام بالجودة يصلك من اللمسات الأولى للهيكل الخارجي و يتأكد أكثر عندما تحرك أناملك شاشة العرض لتفتحها أو تصل الى لوحة المفاتيح. الحاسب يزن ١.٣ كيلوجرام مع توزيع متكافئ للوزن على مساحة الهيكل ما يشعرك بأنه أخف وزنا مما تنتظره.

المنافذ المتاحة هي منفذ الHDMI و إثنين من منافذ الUSB تتواجد جميعها في الجهة الخلفية للجهاز بجوار منفذ الشاحن و هو اختيار يختلف الإعجاب به من شخص لآخر و إن كنت على الصعيد الشخصي أفضل المنافذ الجانبية عن الخلفية. الجانب الأيمن يضم منفذ بطاقات الذاكرة و الأيسر يحتوي على منفذ توصيل سماعات الأذن أما سماعات الجهاز الرئيسية فهي موزعة على جانبي الجهة السفلى للهيكل المعدني.

تحت الإختبار: الألترا بوك, فئة جديدة لمستقبل متغير أم محاولة أخيرة لإنقاذ الحاسب الشخصي ؟ .. Acer Aspire S3 15

لوحة المفاتيح و التوجيه:

لوحة المفاتيح ذات الأزرار المتباعدة أصبحت هي السمة الغالبة على الحاسبات المحمولة عالية الجودة مؤخرا, و الواقع هو أنني من محبي لوحة المفاتيح تلك و أجدها مريحة الى أبعد مدى مقارنة بلوحات المفاتيح العادية. حاسب أسباير إس ٣ مزود بلوحة مفاتيح بملمس جيد أما لوحة الماوس فهي الأخرى تم تضمينها في التصميم بطريقة سلسة دون أزرار إضافية حيث تعمل اللوحة بأكملها كزر كما تدعم اللمس المتعدد عبر تطبيق خاص تم تحميله مع النظام يمكنك من تخصيص تلك اللمسات بأكثر من إصبع للقيام بوظائف مختلفة. على الرغم من أنني كنت متفائل الى مدى بعيد بمظهر الماوس باد إلا أن الأداء جاء مخيبا لآمالي, التنقل الى أعلى و أسفل تنقصه الإنسيابية و الإختصارات المعتمدة على حركة أكثر من إصبع أحيانا لا يتم التعرف عليها.

تحت الإختبار: الألترا بوك, فئة جديدة لمستقبل متغير أم محاولة أخيرة لإنقاذ الحاسب الشخصي ؟ .. Acer Aspire S3 16

الأداء:

التحدي الفعلي الذي واجه مفهوم إعادة تعريف الحاسب المحمول في صورة هذة الفئة الجديدة من أجهزة الUltrabook يكمن بالأساس في تقديم حاسب محمول خفيف, نحيف, معد للحركة و التنقل لفترات طويلة و لكن دون إخلال بالأداء الذي يستطيع هذا الحاسب أن يقدمه, أو بكلمات أخرى أن يبقى هذا الجهاز المعد للحركة مزودا بنفس تلك القدرات التي لا تخل بكونه حاسب شخصي متكامل.

إن أجهزة جيل ما بعد الحاسب الشخصي من أجهزة نت بوك و أجهزة لوحية و غيرها من تلك الفئات المستحدثة التي باتت تهدد عرش الحاسب الشخصي – في نظر البعض – عولت بالأساس على خفة الوزن و سرعة التشغيل و كونها مناسبة للحركة و التنقل مقارنة بالحاسبات المحمولة الأثقل وزنا و الأكبر حجما, و لكي يستعيد الألترا بوك هذا المجد المهدد كان لابد و أن يقترب من ميزات هذة الأجهزة الجديدة مع الحفاظ على مميزاته الرئيسية المتمثلة في الأداء, لوحة المفاتيح المريحة و شاشة العرض عالية الجودة كبيرة الحجم.

إذا, هل نجحت أجهزة الألترا بوك في تحقيق هذة المعادلة الحرجة ؟ أو هل نجح هذا الحاسب موطن الإختبار على وجه التحديد في إجابة هذا السؤال ؟ .. في كلمة واحدة, نعم. سوف تعتمد هذة الأجيال الجديدة من الالترا بوك على عدة محاور لتحقيق توازن مرضي في هذة المعادلة الصعبة, أولا معالج متقدم مع استهلاك منخفض للطاقة و هو ما تحقق دون قيود من واقع تجربتي هنا مع المعالج Intel Core i7 2637M رباعي الأنوية, ثانيا قرص صلب سريع الإستجابة تمثل هنا في قرص SSD بسعة 256GB لا تخطئ أداؤه العين يمكن حاسب يعمل بنظام ويندوز ٧ من الإنطلاق من الصفر في زمن قدره ٢٤ ثانية و العودة من وضع Hibernate في ثواني معدودات فضلا عن تشغيل لحظي لمعظم التطبيقات اليومية التقليدية.

من بين ما لفت انتباهي هو محدودية الإنبعاث الحراري الناتج عن استخدام الحاسب الى مدى بعيد و هي من بين النقاط الهامة للغاية في هذة الفئة من الحاسبات المعدة للعمل أثناء الحركة و التنقل.

تحت الإختبار: الألترا بوك, فئة جديدة لمستقبل متغير أم محاولة أخيرة لإنقاذ الحاسب الشخصي ؟ .. Acer Aspire S3 17

شاشة العرض و الأداء الصوتي:

جهاز إيسر أسباير إس ٣ مزود بشاشة عرض CineCrystal عالية التحديد بقياس ١٣.٣ إنش بإضاءة LED, و لكن الواقع هو أن أملي قد خاب في هذا الموضع ربما بداعي من كوني قد رفعت من سقف توقعاتي لهذة الشاشة. شاشة العرض جيدة بشكل عام, و لكن لا تنتظر تناظر لوني مماثل لما قد تحصل عليه مع شاشة أجهزة الماك بوك برو على سبيل المثال. إلا أنه تجدر الإشارة الى أن شدة إضاءة الشاشة جيدة جدا.

الحاسب مزود بنظام Dolby® Home Theater® v4 الصوتي المتقدم و النتيجة واضحة بجلاء و لا تحتاج الى أذن خبيرة لتستشعرها, الصوت محيطي متميز و من بين أفضل ما سمعت في هذة الفئة من الحاسبات المحمولة.

تحت الإختبار: الألترا بوك, فئة جديدة لمستقبل متغير أم محاولة أخيرة لإنقاذ الحاسب الشخصي ؟ .. Acer Aspire S3 18

البطارية:

البطارية من ٣ خلايا و هو ما تصورته أن يكون رقم متواضع, نظريا تفترض الشركة أن يصل زمن التشغيل الى ٧ ساعات في ظروف التشغيل المثالية, من واقع التجربة حصلت على ما يقارب الساعات الست من استخدام الإنترنت بالأساس مع الحرص على الحد من سطوع شاشة العرض الى أدنى مستوياتها.

الخلاصة:

أعود مرة أخرى الى سؤال البداية محاولا الإجابة عليه, هل قارب عصر الحاسب الشخصي على الزوال ؟ هل هذا العصر الذي نعيشه هو حقا عصر منتجات ما بعد الحاسب الشخصي ؟ .. نعم ربما تشير القرائن جميعها الى أننا نعيش حاليا في عصر ما بعد الحاسب, قد يكون ذلك صحيح بالنظر الى إنبهار المستخدم النهائي بتلك الفئات المتنوعة من الأجهزة الجديدة من أجهزة لوحية و غيرها, و لكنني أميل الى الإعتقاد بأن الحاسب الشخصي لا يزال محتفظا بمكانته و أن أيا من تلك البدائل المستحدثة لا تغني عنه كليا في الوقت الحالي و لا أظنها – و قد أكون مخطئا – تغني عنه في المستقبل القريب.

إن فئة الUltrabook هي ذلك التطور الحتمي الذي طال انتظاره – في اعتقادي – للحاسب المحمول في صورته المألوفة, نعم ربما يكون هذا التطور قد تأخر, و لكن الألترا بوك في تصوري هو بحق مستقبل الحاسبات المحمولة. إذا كنت مقبل على شراء حاسب لوحي جديد في الفترة الحالية, نصيحتي لك هي إما أن تختار أحد أجهزة الألترا بوك المتوفرة بالفعل حاليا – و هي محدودة الى حد كبير – و إما أن تنتظر قليلا حتى تزداد خيارات الألترا بوك المتوفرة أمامك. الحاسب المحمول يعاد تقديمه, و الأجيال الحالية قريبا ستستبدل بحاسبات أكثر جمالا, أكثر صلابة, أكثر سرعة و الأهم أكثر قدرة على الحركة.

جهاز Acer Aspire S3 يثبت نفسه دون شك كخيار متميز في سوق الألترا بوك المحدود للغاية حاليا, و إذا كنت تبحث عن جهاز ألترا بوك بمواصفات متقدمة و تصميم و بنية رائعة فإن هذا المنتج يبدو كخيار جيد. و لكن نعود لنؤكد أن هناك مواطن أخطأتها إيسر أفقدت الجهاز موضعه في مقدمة هذة الفئة على رأسها شاشة عرض ليست مثالية و ماوس باد تنقصها الإنسيابية و الدقة.

لا يسمح بنقل هذا المحتوى من سوالف دون الاشارة برابط مباشر

اقرأ أيضا:

‫6 تعليقات

  1. مبدع حقا اخي احمد ..

    فيما يخص المقارنة بين الالترابوك و الاجهزة اللوحية فنا اظن انه لا يوجد مجال للمقارنة بل لا توجد علاقة اصلا .. الالترابوك في واد و الاجهزة اللوحية في واد اخر ..
    و اذا فرضنا جدلا مقارنة بين الصنفين فالاجدر حينئذ ان نقارن ايضا الاجهزة اللوحية بالحواسيب الثابتة ! و طبعا هذه المعادلة يؤول حلها الى مجموعة خالية ! ..

    شخصيا , أفضل لوحة المفاتيح العادية على لوحة التحكم الافتراضية , و في اعتقادي هذا سبب كافي لاختار الالترابوك بكل سرور ..

زر الذهاب إلى الأعلى