بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله
كان يسير تائها في الطريق
لم اعهده بهذا الشكل العجيب
كان مطأطئا رأسه وبصره لا يمتد إلا ما بين أطراف عينيه إلى مكان قدمه في الأرض ولحيته المبعثرة تجعل وجهه شاحبا أكثر من شحوبه الذي هو عليه
ربما نظر إلي بطرف من بصره الحزين ولم يجرئان يرفع رأسه ولو حتى للسلام
كان ينظر فقط إلى الأرض
حدثت نفسي .... لا بد أن مكروه أصابه
ناديته فلم يجيب
آه من هذا الإنسان العجيب
كنت أراه في المسجد عابدا قائما راكعا ساجدا
أمر من أمام دكانه الصغير فلا أراه إلا حاملا للقرآن أو مستمعا إلى شريط يدني فاجلس معه واستمع إلى صوته الندي وقراءته الرائعة
يا لروعة صوته ونقاؤه
ويا لجمال وجهه المشرق ولحيته الجميلة
وكانت نقطة في جبينه من أثر السجود تزين جبهته الجملية
بقي سائرا في الطريق ولم يلتفت لندائي
سبحان الله
ما عدت رأيته في المسجد كثيرا كما كان وما عدت رأيته يقرأ القرآن
يا ترى ماذا دهاه
أغلقت باب دكاني وأسرعت حتى وصلت إلى جانبه وأمسكت يده فنظر إلي وقلت له
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فرد السلام بصوت ما كنت إلا لأسمع منه إلا القليل
وسحبته بيدي إلى الدكان بعد أن دعوته لنشرب الشاي سويا فأتى
جلس واضعا رأسه بين كفيه وكان صامتا هادئا
سبحان الله ... لقد تغيرت ملامحه كثيرا
أحضرت الشاي وجلست ودار بيننا هذا الحديث

• سلام من الله عليك ورحمة وبركة
• وعليك من اله ألف سلام ورحمة وبركه
• أخي مالي أراك وقد تغيرت أحوالك ..ما عهدتك هكذا ما عهدت إلا ابتسامة فوق شفتيك ومالك وكأن هموم كل البشر محمولة بين كتفيك بالله عليك أخي ماذا دهاك ما عدت أراك تقرأ القرآن وما عدت أراك في المسجد معنا ماذا جرى ماذا هو الخبر
• لا شيء أخي سوى أني ربما ضللت الطريق أو أني مبتلى من الله ....
• خير إن شاء الله يا أخي فوالله لم اعهد منك إلا الخير فأنت رجل أعرفك منذ زمن عابد لله قارئا لكتابه زائرا لبيته الحرام ما عدت رأيت وجهك مشرقا كما كان انه شاحب جدا
• أخي بالله عليك اتركني فأني لا أحب أن اشكوا إلا لله
• أخي إننا في الله أخوة كما تعاهدنا تكلم يا أخي تكلم
وبدأ الكلام وكانت الدموع واقفة على باب عينه فلم اعهده في البكاء ابدا الا اذا كان يقرأ القرآن
• أخي سأروي لك الحكاية وهي حكايتي وأحس أنها حكاية الدنيا ومن فيها من شباب امتنا وأتمنى من الله أن تكون أنت من يساعدني ويسخرك ربي لتكون بجانبي
• أخي تفضل فاني والله لأتقطع ألما على ما أراه منك من هذه الهيئة الحزينة
• نعم أما كنت أنا العابد المتعبد لله والقارئ لكتاب الله أما كنت أنا الصائم المزكي الزائر لبيت الله
• نعم يا أخي
• أحس أن هذا العمل كله سدى وهباء منثورا لأني ابتعدت عن الله وعن سنة نبيه بسبب النساء لقد دخل الشيطان في صدري وعاث فسادا في قلبي إنني اعرف أني مذنب وعاصي وربما أكون فاسقا وفاجرا وأخاف أن أكون من المنافقين ولكني أخي لا أشرك بالله شئ فهو ربي وهو الهي ولكن لا اعرف ما قد كتب لي هل أنا من الذين سعدوا أم من الأشقياء
هل مكتوب علي أن ادخل النار أم الجنة فانا لا اعلم انه علم الله تعالى ولكني يا أخي عرفت إني مذنب وأهملت الصلاة وقصرت بها أني اصلي ولكن لست في همة كالسابق بل إني لا أحس بلذة العبادة وعندما اقرأ القرآن لا اشعر بلذة به ولا خشوع أخي أذنبت ذنوبا عظيمة وتورطت في ذنوبي وران على قلبي نعم لقد ران على قلبي ولا معين لي إلا الله
والله إني غير راض عن ما أقوم به
أخي أدمنت حب النساء ولا فائدة من هذا فلا أستطيع الزواج
وها أنا مدمن على عادة حقيرة لا اعرف كيف اخلص نفسي منها
حاولت بالصيام ما استفدت حاولت بالكثير ما استطعت
النساء كاسيات عاريات مائلات مميلات وأنا لا أستطيع أن أكون من الصابرين ها أنا الآن أتابع أخبار غلمان لكي افرغ شهوتي معهم
من أين هم لا اعرف المهم أني اعرف نفسي حقير ووضيع وعاصي ومذنب
ولكني لا أستطيع أريد حلا لهذا
ستقول لي تب إلى الله
والله إني لأعرف ما هي التوبة وكيف تكون التوبة ولكني لا اعرف كيف أتوب
حاولت أن اندم وما ندمت
حاولت أن لا أعود وها أنا أعود
أنا لم اقترب لا من نساء ولا من غلمان أخي أي أني ما زنيت وما كنت لوطيا
ولكني أفكر باستمرار في هذا واكلم شبابا على الإنترنت وأتواعد معهم ولا اذهب إليهم لأني أخاف من الله وأخاف من سوء الختام
ومع هذا كل يوم أقول لنفسي هي الأخيرة
واغتسل واصلي
ولكن لا اخشع وأعود إلى الكلام وممارسة العادة كل يوم على الهاتف مع البنات والأولاد
أخي والله إني لأخجل من نفسي
يا ليت قتل النفس عند الله جائز لقتلت نفسي وكنت أنا الجاني
يا ليت قتل نفسي ليس جرم جائر لرميت نفسي من سطوح عالي
لا فائدة مني أخي فلقد ران على قلبي ولا اعرف كيف أتوب لا اعرف كيف أتوب



بكى كثيرا ثم قام من عندي وذهب وهو يقول لي كلا بل ران على قلوبهم
كلا بل ران على قلوبهم



أحبتي في الله
هذه قصة واقعية أنا رويتها لكم وحدثت معي أنا أخوكم أبو مجاهد
واني اصدق كلام هذا الشخص لأني اعرفه جيدا والقصة هي في بضع أيام قد مضت من اليوم
نعم اعرفه جيدا وهذا واقع في مجتمعاتنا الإسلامية
وما يحدث لشباب امتنا يأتي لسببين الفقر أولا بسبب عدم توافر القدرات على إتمام الزواج من ناحية والناحية الثانية ما نراه في شوارعنا من سفور ومناظر والله إنها لتجعل الحجارة تشتهي النساء
أحبتي من المسئول عن هذا الشاب
من المسئول عنا نحن جميعا بهذا الشئ الصعب
قبل أن يخرج من دكاني قال لي كلمة
قال لي
أخي أتجد لي عروسا تأخذني فقيرا وتجعلني أعود إلى بيت الله تائبا ...........
سبحان الله
أحبتي تعالوا جميعا لكي نرى ما بوسعنا أن نقدم لهذا الشاب
فوالله إن القلب ليتقطع عليه من الأسى
اخوكم ابو مجاهد " موقع طريق التوبة
for-twbhcom@hotmail.com