الرصاصات تنهمر فوق رؤوسنا , و في قلوبنا ... وقرت تلك الكلمات ( بايديكم بدنا نحرر الاقصى يا ابطال ) , و في عقلي انا ... تدوي عبارة واحدة , لقد حان الوقت
>
>و ارتفع صوت يقول ( انهم يتحصنون جيدا ... لن يجدي تبادل النار معهم ... لابد ان نقتحم هذا الحصار الى داخل المسجد ... ) تبادلنا النظرات , و اتخذنا القرار . قبضنا على مدافعنا , و قرانا الشهادتين ... ثم اندفعنا صوب المسجد
>
>اشتد وطا النيران من حولنا حتى لاخال ان الرصاصات كانت تمر بين خصلات شعري !!! لم اتوقف عن العدو الى ان اقتربت من باب المسجد , و جدت ثلاثة من الجنود يقفون دونه , ارتفعت يدي بالسلاح و ... ماهذا!؟ ان ذراعي لا يطيعني !!؟ اجابني عقلي ( لانك فقدت ذراعك يا احمق ... اسرع و استخدم يدك الاخرى ...) ( يدي الاخرى !؟ و لكنك تعلم اني لا اجيد شيئا بيسراي !؟ ) يتمتم ساخرا ( و لا حتى بيمناك ...) ثم سمعته يصرخ ( و لكن لا وقت لهذا العبث ...) القيت المدفع في يدي اليسرى و رحنا نتراشق بالرصاص حتى سقط ثلاثتهم و لا ادري كيف !؟ اكاد اقسم اني كنت لا ادري اين اصوب مدفعي !!؟

>دخلت المسجد و عقلي يهتف ( اسرع , اسرع ) ( تمهل قليلا ... الا ترى اني فقدت ساقي !؟ ) قال بلهفة , ( لا يهم , لا يهم , هيا اسرع ) خلعت حذائي و اخذت احجل في المسجد اتخير مكانا لاصلي ركعتين كم حلمت بهما من قبل

>اعتدلت لاشرع في الصلاة , و ارتفعت يدي السليمة لتكبيرة الاحرام , و لكني عدلت عن ذلك ... اخذت اتامل نفسي و افكر ... قاطعني صوت عقلي يصيح في غضب ( ماذا نتظر الان هه !؟ ) ( هممم لا ادري ولكن ... هل تصح الصلاة و جسدي مغطى بالدماء هكذا ؟ ) يجيبني بنفاد صبر ( عمر ابن الخطاب اكمل صلاته و جرحه يخض دما ... ) حسن , حسن ... الله اكبر

>مضيت في الصلاة الى ان خررت ساجدا و عيناي تفيضان بالدمع ... لا اصدق اني ساجد في قلب المسجد الاقصى ... سبحان ربي الاعلى , سبحان ربي الاعلى , سبح... اوه يا الهي ما هذا ... اشعر ببرودة في اطرافي ... و ما هذا الخدر العجيب الذي يتسلل الى جسدي !؟ وجدت عقلي متهللا يهتف ( اخيرا , اخيرا ) ( ماذا حدث !؟ ) يجيب عقلي في حبور ( انها الرصاصة ) ( اي رصاصة !؟ ) يجيب مرة اخرى ( الم تشعر بالرصاصة التي اخترقت قلبك الان ؟ ) ... لم اصدق ما اسمع !!! انني اشعر بها بالفعل ... يا الهي لا اصدق , هل يتحقق ما ظللت احلم به طوال عمري ... ارتسمت على و جهي ابتسامة شاحبة , وعيي يتضاءل بشدة , و اشعر بروحي و هي تخرج الان ... عقلي , الذي طالما ارهقني و ارهقته , لا اكاد اسمع صوته , و لكني اعلم انه يقول شيئا ... استنفرت ما تبقى لي من حياة , كي اسمع كلماته الاخيرة ... و جدته يردد , شهيد ...شهيد ... شهيد


هذه القصة وقف لها شعر رأسى واهتز لها بدنى فما قولكم