::ذكرى الألم وألم الذكرى::
التاريخُ يعيدُ نفسهُ مراراً وتكراراً .. ونحنُ يأكلُ الغبارُ ذاكرتَنا الصدِئَة ..
تَتَشابَهُ الوُجوهُ وتَتَعاقَبُ المجازِرُ ويتطابَقُ الألم ..
فدمعةٌ نُزفَتْ عَلى صَبرا سَقطَتْ في بركَةِ دِمَاءٍ طَازَجَةٍ في جنين ..
وصرخَةٌ أُطْلِقَتْ في شَاتيلا تَلَقَّفَتْهَا شَهْقَةُ يَتيْمٍ في الخَليْل
التَاريْخُ يُعيْدُ نَفسَهُ ونحنُ لماًّ نمِلُّ دَورَ الجمهورِ في مَسْرَحِ الأحْدَاث ..
نُتَابِعُ بِبَلاهَة وَنَتَجَرَّعُ نخْبَ عَارِنَا الكأْسَ تِلوَ الكأَس
هَتَكَ صَمْتُنَا طُهْرَ الكَلمَات وَتَسَابَقْنَا في صُنْعِ رَاياتٍ بيضِ
مِنْ قُمْصَانٍ لَنَا قَدْ قُدَّتْ مِنْ كُلِّ اتجاه !!!!!!
آلتاريخُ يُعيْدُ نَفْسَهُ أَمْ نحنُ اسْتَمْرَأْنَا دَوْرَ الضَحِيَّة فَصِرْنَا نُتقِنُ اللُّعْبَةَ بحرَفِيَّةٍ نَكَادُ نحْسَدُ عَلَيهَا؟!!
أَنَعْتَذِرُ لِصَبرا، لِبِيسَانَ أمْ لجِنِيْنَ ؟!!
كَلا، لَنْ أَعْتَذِرَ عَمَّا فَعَلْتُ يَا دَرْويش ....
لكنَّني مُضْطَرَةٌ هُنَا أَنْ أَعْتَذِرَ عَنْ كُلِّ مَا لمْ أَفْعَلْ (وَمَا لَنْ أَفْعَلْ)
صَبْرا رَعْشَةٌ أُخْرَى .. قِيَامةٌ صُغْرَى .. تَرْنيْمَةُ مَوْت .. بُسْتَانُ خَطَايَانَا ..
تَنْهَضُ فَجْأَةً مِنْ مَرْقَدِهَا، تَنْفُضُ الغُبَارَ بِعُنْفٍ عَنْ عَفَنِ ذَاكِرَتِنَا ..
صَبْرا مِرآةٌ مَشْرُوخَةٌ تَعْكِسُ مَأسَاتَنَا
عَجَباً لَكَ أَيُّهَا التَاريْخ أَلا تُعِيْدُ إلا الآلامَ؟!!
عَفْوَكِ صَبرا .. فَمَا عُدْتُ أَقْوَى عَلَى الذُلِّ صَبْرا












******** وللامانة منقول من الايميل ********