ضرب الجزء الشمالي من محيط مركز إعصار ريتا الشواطئ بين ولايتي تكساس ولويزيانا مصحوبا برياح تصل سرعتها 195 كم/ساعة صباح اليوم، حسبما أفاد المركز الوطني الأميركي للأعاصير.

وكانت أمطار غزيرة تصاحبها هبات من الرياح الشديدة قد ضربت الساحل الجنوبي لتكساس، قبل ساعات من وصول ريتا الذي كان على بعد 65 كم فقط عن المنطقة.

وحسب توقعات المركز الوطني للأعاصير فإن الإعصار سيضرب هذه المنطقة التي تضم عددا كبيرا من مصافي النفط، وقد شعر عدد من الأشخاص الذين رفضوا إخلاء بيوتهم على الحدود بين تكساس ولويزيانا بمقدمات الإعصار.

وأطلقت الإنذارات في مدينة سارجنت في ولاية تكساس ومورغان سيتي في ولاية لويزيانا فيما قطع التيار الكهربائي في مدينة بومون في ولاية تكساس والتي تبعد نحو 50 كم عن الساحل. وبدأت مولدات الكهرباء تتفجر متأثرة بالصواعق، وقد أخليت المدينة بشكل كامل تقريبا من سكانها البالغ عددهم نحو 114 ألف نسمة.

وقد توقع المركز الوطني للأعاصير بأن يضرب ريتا بومون بعد أن يمر في بورت آرثر جنوبا التي يخشى المسؤولون فيها أن تغرق الفيضانات المدينة التي تعد مركزا مهما لتكرير النفط، وقال أحد رجال الإطفاء في بورت آرثر إنهم يتوقعون كارثة.

وكان حريق كبير قد اندلع الليلة الماضية في غالفستون، بعد أن تعرضت لهطول كثيف للأمطار وضربتها رياح عاتية بلغت سرعتها 110 كم /ساعة. ولم يعرف سبب الحريق الذي امتد إلى عدد من المباني بالمدينة التي تبعد 80 كم جنوب ولاية هوستن, وقد أعلنت السلطات الأميركية أنها أجلت أكثر من 90% من سكان غالفستون التي فقدت نحو 12 ألفا من سكانها عام 1900 بإعصار عنيف دمرها.

وقال المركز الوطني للأعاصير إن قوة الإعصار تراجعت أمس الجمعة، ليحل بين الفئتين الرابعة والثالثة على مقياس سافير-سمبسون المؤلف من خمس درجات.


نزوح وتأهب
وخوفا من إعصار ريتا قرر الملايين من سكان ولايتي تكساس ولويزيانا المغادرة، وأغلقت الشركات والمصانع والمدارس. وقد أعدت الحكومة حافلات لإجلاء السكان.

وفي خضم ذلك النزوح الجماعي نحو الشمال قتل 24 شخصا وأصيب آخرون في حريق اندلع بحافلة بين طوابير طويلة من السيارات على الشارع الرئيسي بهيوستن وهي في طريقها إلى أماكن آمنة من الإعصار، وكان معظم الضحايا من المسنين.


من جانبها جندت السلطات الأميركية كل إمكاناتها وطاقتها لمواجهة ريتا، وسط مخاوف من تكرار سيناريو كاترينا وما خلفه من تشريد مئات الآلاف وخسائر بمليارات الدولارات. ويتوقع أن يبلغ عدد المتضررين نحو خمسة ملايين شخص.

ووضعت وحدات من عناصر الحرس الوطني والرعاية الطبية على أهبة الاستعداد بينما اتخذت مروحيات الإنقاذ وقوارب البحث والنجاة مواقعها استعدادا لمواجهة ما هو أسوأ، وطلبت حاكمة ولاية لويزيانا كاثرين بلانكو 15 ألف جندي اتحادي إضافي لتعزيز فرق الإغاثة.


وقد أكد الجيش الأميركي أنه نشر آلاف الجنود ووفر الموارد على الأرض من أجل مساعدة المسؤولين الاتحاديين والمحليين على التحرك بطريقة سريعة وفعالة، مشيرا إلى تعيين الأميرال لاري هيريت لقيادة عمليات الإغاثة.

من جانبه ألغى الرئيس الأميركي جورج بوش رحلته المقررة إلى تكساس أمس الجمعة، لتفادي أي تداخل مع تحركات فرق للبحث والإنقاذ قريبة من المنطقة التي يتوقع أن يضربها ريتا.

وطالب بوش في كلمة ألقاها أمس بمبنى وزارة الدفاع (البنتاغون) سكان المناطق الساحلية في خليج المكسيك، بامتثال التوجيهات الرسمية عبر اللجوء إلى مناطق شمالية قبل وصول الإعصار.


المصدر: الجزيرة