بسم الله الرحمن الرحيم
نجوم ذهبوا ...ولم تذهب سيرتهم
فتعالوا نتعرف عليهم ونعش معهم كل ليلة من ليالي رمضان مع نجم من .....نجوم أضائوا سماء الإسلام
وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم .................. إن التشبه بالكرام فلاح


26- قيس بن سعد بن عبادة


أدهى العرب لولا الاسلام


" ان الجود شيمة أهل هذا البيت "
حديث شريف

انه الأنصاري الخزرجي ابن سعد بن عبادة زعيم الخزرج ، حين أسلم والده أخذ بيده الى
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائلا :( هذا خادمك يا رسول الله )...رأى الرسول
صلى الله عليه وسلم- فيه سمات التفوق والصلاح ، فأدناه منه حتى أصبح بمكان صاحب
الشرطة من الأمير...كما قال أنس -رضي الله عنه- ، وكان يعامله الأنصار على حداثة
سنه كزعيم ويقولون :( لو استطعنا أن نشتري لقيس لحية بأموالنا لفعلنا "...فلم ينقصه
شيء من الزعامة سوى اللحية ، فقد كان أجرد...



دهاء قيس
لقد كان قيس بن سعد ذكيا ، يعامل الناس بفطنة ، لذا كان أهل المدينة يحسبون لدهائه ألف حساب ، ولكن بعد اسلامه أخذ يعامل الناس باخلاصه لا دهائه ولم يعد ينسج المناورات القاتلة ، وعندما يتذكر ماضيه يضحك قائلا :( لولا الاسلام ، لمكرت مكرا لا تطيقه العرب )...


جوده وكرمه
وكان الشيء الوحيد الذي يفوق ذكاءه هو كرمه وجوده ، فهو من بيت جود وكرم ، وكان لأسرته مناد يقف فوق مرتفع لهم ينادي الضيفان الى طعامهم نهارا ، أو يوقد النار لتهدي الغريب ليلا ، وكان الناس يقولون :( من أحب الشحم ، واللحم ، فليأت أطم دليم بن حارثة )...ودليم هو الجد الثاني لقيس ، ويقول أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- :( لو تركنا هذا الفتى لسخائه ، لأهلك مال أبيه )...فلما سمعهما والده سعد صاح قائلا :( من يعذرني من أبي قحافة وابن الخطاب ، يبخلان علي ابني )...كما كان قيس اذا جاءه من يرد له دينه يقول :( انا لا نعود في شيء أعطيناه )...


شجاعته
تألقت شجاعة قيس -رضي الله عنه- في جميع المشاهد التي صاحب فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو حي ، شجاعة نابعة من الصدق مع النفس والاخلاص للحق ، تألقت حتى بعد رحيل الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وحين حدث الخلاف بين علي و معاوية بحث قيس -رضي الله عنه- عن الحق مع نفسه حتى وجده مصاحبا لعلي -رضي الله عنه- ، فنهض الى جانبه قويا شامخا ، فقد تألق في معارك صفين ، والجمل ، والنهروان ، وكان يحمل لواء الأنصار ويصيح قائلا
هذا اللواء الذي كنا نحف به...مع النبي ، وجبريل لنا مدد
ما ضر من كانت الأنصار عيبته.......ألا يكون له من غيرهم أحد
وقد ولاه علي حكم مصر ، وكانت عين معاوية عليها دوما ، فأخذ معاوية يدس الحيل عند علي ضد قيس ، حتى استدعاه الأمير ، فادرك قيس بذكائه حيلة معاوية ضده ، فلم يكترث لعزله من الولاية ، وانما زاد ولاء لعلي -كرم الله وجهه- ...
وبعد استشهاد علي -رضي الله عنه- بايع قيس الحسن -رضي الله عنه- مقتنعا بأنه الوارث الشرعي للامامة ، وحينما حملوا السيوف أمام معاوية يقود قيس خمسة آلاف ممن حلقوا رءوسهم حدادا على علي ، ولكن يؤثر الحسن أن يحقن دماء المسلمين ، فيبايع معاوية -رضي الله عنه- ، وهنا يجد قيس -رضي الله عنه- نفسه أمام جيشه الذي من حقه الشورى في مبايعة معاوية أو الاستمرار في القتال ، فاختاروا المبايعة...


موته
وفي عام تسع وخمسين للهجرة مات الداهية في المدينة المنورة ، بعد أن روض الاسلام دهاءه ، مات الرجل الذي يقول :( لولا سمعت الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول :" المكر والخديعة في النار "...لكنت من أمكر هذه الأمة)...



المصادر:
- الإصابة في تميز الصحابة للحافظ ابن حجر العسقلاني
- موقع الصحابة