بسم الله الرحمن الرحيم
نجوم ذهبوا ...ولم تذهب سيرتهم
فتعالوا نتعرف عليهم ونعش معهم كل ليلة من ليالي رمضان مع نجم من .....نجوم أضائوا سماء الإسلام
وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم .................. إن التشبه بالكرام فلاح
3.- خباب بن الأرت
رضي الله عنه
" اللهم انصر خبابا "
حديث شريف
خبّاب بن الأرت بن جندلة التَّميمي وكنيته أبو يحيى وقيل أبو عبد الله
صحابي من السابقين إلى الإسلام ، فأسلم سادس ستة ، وهو أول من
أظهر إسلامه ، وكان قد سُبيَ في الجاهليـة ، فبيع في مكة ثم حالف
بني زُهرة ، وأسلم وكان من المستضعفين...
اسلامه
لقد كان خباب سيافا ، يصنع السيوف ويبيعها لقريش ، وفي يوم اسلامه جاء الى عمله ، وكان هناك نفر ينتظرون فسألوه :( هل أتممت صنع السيوف يا خباب ؟)...فقال وهو يناجي نفسه :( ان أمره لعجب )...فسألوه :( أي أمر ؟)...فيقول :( هل رأيتموه ؟ وهل سمعتم كلامه ؟)...وحينها صرح بما في نفسه :( أجل رأيته وسمعته ، رأيت الحق يتفجر من جوانبه ، والنور يتلألأ بين ثناياه )...وفهم القرشيون فصاح أحدهم:( من هذا الذي تتحدث عنه يا عبد أم أنمار ؟)...فأجاب :( ومن سواه يا أخا العرب ، من سواه في قومك يتفجر من جوانبه الحق ، ويخرج النور من بين ثناياه ؟)...فهب آخر مذعورا قائلا :(أراك تعني محمدا )...وهز خباب رأسه قائلا :( نعم انه هو رسول الله الينا ليخرجنا من الظلمات الى النور )...كلمات أفاق بعدها خباب من غيبوبته وجسمه وعظامه تعاني رضوضا وآلاما...ودمه ينزف من جسده...فكانت هذه هي البداية لعذاب وآلام جديدة قادمة...
الاضطهاد و الصبر
وفي استبسال عظيم حمل خباب تبعاته كرائد ، فقد صبر ولم يلن بأيدي الكفار على الرغم من أنهم كانوا يذيقونه أشد ألوان العذاب ، فقد حولوا الحديد الذي بمنزله الى سلاسل وقيود يحمونها بالنار ويلفون جسده بها ، ولكنه صبر واحتسب ، فها هو يحدث :( شكونا الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو متوسد ببرد له في ظل الكعبة ، فقلنا : يا رسول الله ألا تستنصر لنا ؟؟...فجلس -صلى الله عليه وسلم- وقد احمر وجهه وقال :( قد كان من قبلكم يؤخذ منهم الرجل فيحفر له في الأرض ، ثم يجاء بالمنشار فيجعل فوق رأسه ، ما يصرفه ذلك عن دينه !...وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخشى إلا الله عز وجل ، والذئب على غنمه ، ولكنكم تعجلون )...وبعد أن سمع خباب ورفاقه هذه الكلمات ، ازدادوا إيمانا وإصرارا على الصبر والتضحية...
أم أنمار
واستنجد الكفار بأم أنمار ، السيدة التي كان خباب -رضي الله عنه- عبدا لها قبل أن تعتقه ، فأقبلت تأخذ الحديد المحمى وتضعه فوق رأسه ونافوخه ، وخباب يتلوى من الألم ، ولكنه يكظم أنفاسه حتى لايرضي غرور جلاديه ، ومر به الرسول -صلى الله عليه وسلم- والحديد المحمى فوق رأسه ، فطار قلبه رحمة وأسى ، ولكن ماذا يملك أن يفعل له غير أن يثبته ويدعو له :( اللهم انصر خبابا )...وبعد أيام قليلة نزل بأم أنمار قصاص عاجل ، اذ أنها أصيبت بسعار عصيب وغريب جعلها -كما يقولون- تعوي مثل الكلاب ، وكان علاجها أن يكوى رأسها بالنار !!...
خدمة الدين
لم يكتف -رضي الله عنه- في الأيام الأولى بالعبادة والصلاة ، بل كان يقصد بيوت المسلمين الذين يكتمون إسلامهم خوفا من المشركين ، فيقرأ معهم القرآن ويعلمهم إياه ، فقد نبغ الخباب بدراسة القرآن أية أية ، حتى اعتبره الكثيرون ومنهم عبدالله بن مسعود مرجعا للقرآن حفظا ودراسة ، وهو الذي كان يعلم القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندما فاجأهم عمر بن الخطاب متقلدا سيفه الذي خرج به ليصفي حسابه مع الإسلام ورسوله لكنه لم يكد يتلو القرآن المسطور في الصحيفة حتى صاح صيحته المباركة :( دلوني على محمد )...
وسمع خباب كلمات عمر ، فخرج من مخبئه وصاح :( يا عمر والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ، فإني سمعته بالأمس يقول :( اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك ، أبي الحكم بن هشام ، وعمر بن الخطاب )...فسأله عمر من فوره :( وأين أجد الرسول الآن يا خباب ؟)...وأجاب خباب :( عند الصفا في دار الأرقم بن أبي الأرقم )...فمضى عمر الى مصيره العظيم...
المصادر:
- الإصابة في تميز الصحابة للحافظ ابن حجر العسقلاني
-
موقع الصحابة