عبدالمنعم الاعسم-لندن

دعت مجموعات عمل بريطانية شبه رسمية الى اعادة النظر في مناهج التعليم بما يرد الاعتبار الى صورة الاسلام واعادت اسباب التفجيرات التي شهدتها لندن منتصف العام الجاري، في جزء كبير منها، الى السياسة الخارجية للحكومات البريطانية التي تستفز مشاعر المسلمين في العالم فبعد أكثر من ثلاثة أشهر من اللقاءات والنقاشات مع الجاليات المسلمة في بريطانياج، توصلت ''مجموعات العمل الخاصة'' السبع التي شكلت بطلب من رئيس الوزراء توني بلير الى استنتاجات مثيرة ترسم صورة سوداء لسمعة بريطانيا في العالم الاسلامي ومستقبل سيئ لهذه السمعة إذا ما استمرت السياسة البريطانية على حالها في التبعية للولايات المتحدة ومساندة اسرائيل، ودعت الى فتح تحقيق عام شامل للوقوف على الاسباب الحقيقية لتفجيرات لندن والاسباب الرئيسية للجوء الشبيبة الاسلامية للتطرف والعنف.. واعد التقرير الصادر عن هذه المجموعات الذي تسلمت(المدينة) نسخة عنه ج104ج من الشخصيات الاسلامية عملت بالتعاون مع الحكومة وترأس ثلاثا منها عضوا مجلس اللوردات المسلمينج لورد نذير أحمد والليدي أودين بالاضافة الى الناطق باسم مجلس مسلمي بريطانيا عنايت بنجالاولا.. ووجه التقرير الذي قدم لوزارة الداخلية البريطانية نهاية الاسبوع الماضي انتقادات حادة لما وصفه بـ الظلم الموروث المتأصل في سياسة بريطانيا الخارجية وأكد أن هذه السياسةج عامل مساهم في نشر التطرف بين المسلمينج، لكنه أكد مع ذلك أن المتطرفين قلة للغاية بين مسلمي بريطانيا.ج.ج علي الصعيد الداخليج حذر التقرير من أسلوب صياغة مشروع قانون مكافحة الارهاب الجديد للبنود الخاصة بتمجيد أو الدعوة للإرهاب وحذر بشدة من أن هذه الصياغة لاتراعي الخيط الرفيع الفاصل بين الارهاب والحق في المقاومة وحق تقرير المصير ونبه الى خطورة مثل هذه القوانين،ج مشيرا الى أن القوانين الحالية صارمة بشكل مبالغ فيه..ج واقترحت مجموعات العمل الخاصة اعادة النظر في السياسة التعليمية لتصحيح صورة الاسلام الغريب حسب وصف التقرير ونصح بأن تتضمن المناهج قدرا أكبر عن الاسلام والمسلمين..ج وفيما يتعلق بالائمة اقترح التقرير توفير برامج تدريب لهم لاكتساب المهارات غير الدينية اللازمة للدعوة الفعالة..ج من ناحيته قال هازل بليزر وزير الدولة للشؤون الداخلية بان التقرير يطرح على الحكومة البريطانية أمورا مهمة ودقيقة وتشكل تحدياج، وانه يمثل تقدما حقيقيا وانجازا فريدا في ضوء التحديات الحالية والمرحلة الراهنة في بريطانيا، ووعد بالعمل على تنفيذ التوصيات التي جري بالفعل - كما قال - العمل ببعضهاج.جوفي غضون ذلكج،ج اعترف رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بأنه يواجه الآن طريقا وعرا للغاية فيما يتعلق بالمضي قدما في الاصلاحات،ج وذلك بعد أن رفض البرلمان مقترحاته الخاصة بمنح الشرطة سلطات جديدة لمكافحة الإرهابج.جإلا أن بلير أعرب عن ايمانه بأنه كان على حق في السعي لمنح الشرطة سلطات تمكنها من اعتقال من يشتبه في صلتهم بالارهاب لمدة تصل إلى 90 يوما بدون توجيه اتهامات.

المصدر