أبو فلعــــة !!
(أبوفلعه) رجل خدوم تعدى عمره الستين معروف عنه كثرة مشاكله مع الآخرين ولكن في سبيل المصلحة العامة ، وبما أن الناس لايتقبلون الشخص الذي ينصحهم أو يحاول تغيير الخطأ ، فكانوا يضربون (ابوفلعة) على راسه مكونين له (مطبة) كالتي نراها في بعض الشوارع !!
ذات يوم جلس (أبوفلعة ) يتصفح دفتره القديم والذي يكتب فيه مواقفه مع مختلف الفئات التي احتك بها وذلك بهدف تقديم النصيحة الا أن النتيجة دائما تكون هي (الفلعة) المؤلمة والمؤثرة التي تتطلب منه عدم لبس غترته لعدة أيام ..!! ومن تلك المواقف:
· انقطعت الكهرباء عن منطقته لفترة طويلة وتسبب ذلك في افساد جميع المأكولات الموجودة في الثلاجة اضافة الى تحول البيت الى (حمام سونا) خاصة في ظل ارتفاع درجة الحرارة في الصيف ، حاول الاتصال بموظف الطوارئ ولكن الأخير ( مطنش) وجالس في غرفة مساحتها متر في متر ومكيفة ، فقرر(ابوفلعة) الذهاب للتشاجر مع الموظف الآسيوي فماكان من الاخير الا أن رماه بدباسة على رأسه وما هي الا لحظات حتى عادت الكهرباء الى بيت بوفلعة..!!
· كان (ابوفلعة )يعمل في احدى الوزارات فلاحظ أن احد الموظفين يستغل سيارة الوزارة لأغراضه الشخصية ، فقد شاهده ذات مرة مع عائلته في رحلة لاحدى المناطق الجبلية ويقود السيارة بطريقة عنيفة مثل متسابقي الراليات ، كما أنه يدخل بها الى المناطق الوعرة والشوارع المكسرة التي لم تنتهي الصيانة فيها منذ سنوات ، فأثار ذلك أبو فلعة حيث ذهب الى الموظف (الاستغلالي) ونصحه بطريقة حكيمة فكان رد الأخير(مال عمك مايهمك .. الله يخلي كراج الوزارة) !!وعندما اشتد الغضب بينهما أمسك الموظف بكوب الشاي ورماه على (بوفلعه) الذي عاد الى بيته بدون غترة كالعادة..!!
· في احدى الدوائر المزدحمة يوميا ذهب لانهاء معاملته فرأى سيدة تحاول أن تصل الى شباك المراجعات ولكن المراجعين (شفطوا) كل ذرة اكسجين في الجو ومن المستحيل التسلل من بين هذه الكتل البشرية ، ونظرا لمعرفته الشخصية بمسؤول الدائرة سحب رجله اليه فدخل عليه وقبله على (خشمه) ولم ينتظر سوى دقيقة واحدة حتى أنجز المعاملتين وقبل خروجه سقط أحد الملفات من يده فنزل ليحمله من على الارض وأثناء اعتداله ( اصدم رأسه) بالطاولة فكانت (الفلعة) الثالثة..!!
في احد مراكز التسوق شاهد ابنة جاره ( تتدلع ) في الحديث مع بائع في محل أحذية فذهب اليها ونصحها بهدوء ولكن حواجبها كادت تسقط من شدة الغضب فقالت له أنه هذا مجرد آسيوي لاأكثر ، وعليها الحذر فقط من الشباب المواطنين فقط ، وبعد ان يئس من الكلام معها اتصل بوالدها وأخبره بالأمر ولكن الأخير لم يهتم الموضوع لأنه مشغول في رحلة صيد ، المهم اصيب (ابوفلعة) بالاحباط فخرج من المحل ، وأثناء تجواله شاهد نفس الفتاة تتحدث مع شاب مواطن فصرخ في وجهها من الطابق الأرضي( وهذا مب مواطن)..؟؟!! فأرسلت اليه كعب من نوع ( جو_ارض) فهوى على راسه كالصاروخ وفقد وعيه وتم نقله الى المستشفى (بدون غترة) كالعادة!!
(عيسى-الامارات)