تخيلوا معي الوضع التالي:

مجموعتين يتكونون من عدد من المسلمين:
المجموعه الاولى:
دايم يتذمرون من وضعهم و يشكون من زمن الذل و الهوان و تسلط الدول العظمى على دولهم, يقولون انهم متخلفين و ذليلين و يبحثون عن الاسباب, يقضون وقتهم بالدعاء الى الله و طلب الفرج و رجوع المسلمين الى عزهم و قوتهم, يبكون ليل نهار على القتلى من المسلمين في جميع العالم و يتأوهون, يشوفون النماذج السيئه (المنتشره للاسف) و يقولون "يا رجال وش ترجي من ورانا؟ طول العمر العرب متخلفين و مب متفقين بشي", كل اللي يبونه هو انه تتيسر امورهم الماديه و يخلفون عيال و يناظرون الساعه بانتظار رجوع العز و النصره و التفوق للمسلمين.

طبعا الواحد فيهم يشكو من الضعف و كل اللي يسوي هو الدعاء على الاعداء, يذكرني بداعيه مصري قال بما معناه " بيدعوا ربنا 'يا رب اهلك الظالمين بالظالمين و اخرجنا من بينهم سالمين' يعني يا رب خبط الاعداء كده ببعض و احنا نتفرج"


المجموعه الثانيه:
موقنين ان التغير ما راح يصير بالدعا وحده, فالمطلوب بذل الاسباب لقبول الدعاء, كل واحد فيهم يتعلم و يغوص في مجاله اللي يتقنه و يتبحر فيه عشان يساعد المسلمين فيه او حتى يعطي دورات عنه, شايلين هم الامه لكن بدون تضييع الوقت بالبكاء او التباكى لانهم عارفين ان الوضع ما راح يتغير الا اذا تحركوا,مفتخرين و معتزين اشد الافتخار و الاعتزاز بدينهم و ما عليهم من اي مخلوق ,يستثمرون اموالهم بمشاريع دعويه و علميه و تقنيه لتطوير الشباب المسلم, ينشؤون مراكز لتطوير قدرات الشباب عموما و اماكن للشباب عشان يستثمرون اوقاتهم فيها بشي نافع .... باختصار مسخرين انفسهم و اموالهم لنصرة الاسلام و المسلمين بافعالهم مو باقوالهم..


الفرق بين المجموعتين ببساطه, ان الاولى تقول و الثانيه تفعل, الاولى تركز على الفشل و الثانيه تركز على بلوغ النجاح, الاولى اختارت الذل بارادتها و الثانيه عزيزه في زمن الذل, الاولى تولد لتموت و الثانيه تولد لتقود...

فالى اي مجموعه تنتمي انت؟ هل انت لاعب في ملعب الحياة تساهم في التغيير ام تكتفي بمقعدك بين الجماهير؟