هذه قصيدة الدكتور عبد الرحمن العشماوي التي ألقاها في برنامج ( إلا رسول الله ) في قناة المجد العلمية ، سجلتها ثم كتبتها على عجالة فأعتذر إن كان بها أخطاء .
أعلم ان مكانها ليس هنا ولكني وضعتها هنا للتذكير بهذه المأساة مناشدا أصحاب المواقع بالتكاتف لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم سواءاً بموضوع يثبت في منتدياتهم او بمقالة أو حتى بتصميم أو بأي وسيلة


القصيدة بعنوان ( هو المختار )

من نبع هديك تستقي النوار
وإلى ضيائك تنتهي القمار
رب العباد حباك أعظم نعمة
ديناً يَعِزُ بِعِزِهِ الأخيار
حفظت بك الأخلاق بعد ضياعها
وتسابقت في روضها الأشجار
وبعثت للثقلين بعثة سيدٍ
صدقت به وبدينهِ الأخبار
أصغت إلك الجن وانبهرت بما
تتلوا وعم قلوبها استبشار
يا خير من وطأ الثرى وتشرفت
بمسيره الكثبان والأحجار
يا من تشوق إلى محاسن وجهه
شمس ويطمح أن يراه نهار
بأبي وأمي أنت حين تشرفت
بك هجرة وتشرفت أمطار
أنشأت مدرسة النبوة فاستقى
من علمها ويقينها الأبرار
هي للعلوم قديمها وحديثها
ولمنهج الدين الحنيف منار
لله درك مرشداً معلماً
شرفت به وبعلمه الآثار
ربت فيها من رجالك ثلة
بالحق طافوا بالبلاد وناروا
قوم إذا دعت المظامع أغلقوا فمها
وإن دعت المكارم طاروا
إن واجهوا ظلماً رموه بعدلهم
وإذا رأوا ليل الضلال أناروا
قد كنت قرآنا يسير أمامهم
وبك اقتدوا فأضاءت الأفكار
عمروا القلوب كما عمرت فما
مضوا إلا وأفئدة العباد عمار
لو أطلق الكون الفسيح لسانه
لسَرَت إليك بمدحه الأشعار
لو قيل من خير العباد لرددت
أصوات من سمعوا هو المختار
لما لا تكون وأنت أفضل مرسل
وأعز من رسموا الطريق وساروا
ما أنت إلا الشمس يملأ نورها
آفاقنا مهما أثير غبار
ما أنت إلا أحمد المحمود في
كل الأمور بذاك يشهد غار
والكعبة الغراء تشهد مثلما
شهد المقام وركنها والدار
يا خير من صلى وصام وخير
من قاد الحجيج وخير من يشتار
سقطت مكانة شاتم وجزاءه
إن لم يتب مما جناه النار
لكأنني بخطاه تأكل بعضها
وهناً وقد ثقلت بها الأوزار
ما نال من منافق او كافر
بل منه نالت ذلة وصغار
حلقت في الأفق البعيد فلا يد
وصلت إليك ولا فم مهدار
وسكنت في الفردوس سكنى
من به وبدينه يتكفل القهار
أعلاك ربك همة ومكانةً
فلك السمو وللحسود بوار
إنا ليؤلمنا تطاول كافر
ملأت مشارب نفسه الأقذار
ويزيدنا ألماً تخاذل أمّة
يشكوا اندحار غثاءها المليار
وقفت على باب الخضوع امامها
وهن القلوب وخلفها الكفار
يا ليتها صانت محارم دارها
من قبل أن يتحرك الإعصار
يا خير من وطئ الثرى في عصرنا
جيش الرذيلة والهوى جرار
في عصرنا احتدم المحيط ولم يزل
متخبطاً في موجه البحار
جنحت عقول الناس طاش بها الهوى
ومن الهوى تتسرب الأخبار
أنت البشير لهم وأنت نذيرهم
نعم البشارة منك والإنذار
لكنهم بهوى النفوس تشربوا
فأصابهم غبش الضنون وحاروا
ربطوا الحضارة بالرذيلة فالتقى
بالذئب فيها الثعلب المكار
ما دَانِمَركُ القومِ ما نَرويجهم
يصغي الرّعاة وتفهم الأبقار
ما بالهم سكتوا على سفهائهم
حتى تمادى الشر والأشرار
عجباً لهذا الحقد يجري مثلما
يجري صديد في القلوب وقار
يا عصر إلحاد العقول لقد جرى
بك في طريق الموبقات قطار
قربت خطاك من النهاية فانتبه
فلربما تتحطم الأسوار
إني أقول وللدموع حكاية
عن مثلها تتحدث الأمصار
إنا لنعلم أن قدر نبينا
أسمى وان الشانئين صغار
لكنه ألم المحب يزيده
شرفاً وفيه لم يحب فَخَار
يشقي غفاة القوم موت قلوبهم
ويذوق طعم الراحة الأخيار