- مقيم في الدنمارك

بسم الله الرحمن الرحيم

اقرأ من هنا:
#1- ساخن: الحجر الذي يلقم فم Jyllands-Posten وإدعائاتها "حول التصريح الأخير"
#2- تحديث ساخن: الحجر الذي يلقم فم Jyllands-Posten وإدعائاتها "حول التصريح الأخير"

... أما عن النقاط التي تصدرت الحديث هنا، سنتناولها بالتفصيل:

2- اذاَ رئيس التحرير العنصري يتخبط مجدداًَ في تبريراته التي لا تـقـنع طفلاً فما بالك باللبيب الحصيف! فهل وصل غباء رئيس التحرير وطاقمه ومن حرّضه من الممولين لصحيفته العنصرين امثال الممول (كوهين) لحظة الاقدام على نشر الرسومات العنصرية والحاقدة بأن هذه الفعلة المغرضة تشكل إساءةً وتحاملاً وتحريفاً وتعريضاً بحق زهاء المليار ونصف المليار مسلم! فإن أقـرّ بغبائه فتلك والله مهزلة المهازل، اذ رئيس تحرير ثُاني أكبر صحيفة يومية دنماركية لايعلم أن مثل هذه الرسوم المدججة بالحقد والكراهية يمكن أن تثير حفيظة المسلمين في العالم وتسيء اليهم وقبل هذا وذاك تسيء لنبي الاسلام (ص)، واذا لم يقّر بغبائه فالفعل مقرون بسبق الاصرار، وهنا لا يحق لرئيس التحرير تبرئة نفسه صحيفته. وبالطبع سواء أقرّ بهذا أم لم يقر فالأمر سيّان ولم ولن تنطلي على المسلمين تلك الفعلة الشنعاء!
أما عن المعتقدات الدينية من الدنماركيين- أقولها وأنا واثق- بأن 95% من الدنماركيين هم من الملحدين الذين يتبجحون ويعلنون ذلك كلما سنحت الفرصة، والتقيت بمدرس قال انه لم يذهب الى الكنيسة سوى مرة واحدة فقط في حياته حينما حضر عقد قران اخته، والآن ناهز الـ 65 عاماً. لذا فمفهوم (المعتقدات الدينية) في الدنمارك هلامية المعنى وضبابية الحدود، وعندهم قسيس نشرت نفس الصحيفة فضيحته العام الفائت اذ أعلن انه لايؤمن بوجود الخالق ولكن وظيفته تستدعى ان يلقن الآخرين في الكنيسة ما تمليه منهج الوظيفة! وأثار هذا القس زوبعة اعلامية ، ودافعت عنه رئيسة مجلس الكنائس في محافظته وقالت ان تقرير العمل يقول انه قسّ كفء، أما رأيه في عدم وجود الخالق فهذا من حقه وهو حق مكفول قانونياً!!
فهل بعد هذا الهراء نثق بفهم رئيس التحرير او الدنماركيين لـ (المعتقدات الدينية)؟ من هنا يمكننا القول ان إطلاع رئيس التحرير على مفهوم (المعتقدات الدينية) لدى المسلمين الذي هو أعمق بكثير مما يفهمه المجتمع الدنماركي بالنسبة للسائد هناك، هو إطلاع قائم وضروري ولايمكن ان نسوق لرئيس التحرير العنصري العذر بأنه عديم الاطلاع بشأن مكانة (المعتقدات الدينية) لدى المسلمين، مما يعني ان نشر تلك الرسوم جاء عن وعي بمدى اساءتها وعدم وعي بمدى ردود الأفعال، التي اجتاحت العالم وجعلت رئيس التحرير والدنماركيين يفيقون على كابوس النقمة والاستنكار التي اجتاحت العالم الاسلامي بل والمعمورة ضدهم.
وتمعّن معي عزيزي القارئ في كلمة (وللأسف) التي وردت في الفقرة التي نحن بصددها من رسالة رئيس التحرير، فهذه الكلمة يرددها كثيراً الاوربيون حتى تماهت معانيها في مثل حالتنا هنا، فهي تعني ان قائلها يشعر بالأسف لأنك فهمته عكس مايتمنى ان تفهمه، واحيانا يعني بها انه يتأسف او يلفظ كلمة الأسف للتعبير عن ان قصده قد أصاب منك إزعاجاً ( ويعني انها لا ينبغي أن تفضي الى الازعاج)، وتوجد حالة اخرى تعني عنده كلمة الاسف انه يأسف لما حصل معك جراء رأي أو قول أو فعل قام به (المتأسف)، وهنا في كلمة رئيس التحرير لانعلم أي نوع من (الأسف) يقصده في السياق ، وكان يمكن أن يكون أكثر وضوحا، ويستبدل الكلمة بـ (الاعتـــــــذار) الصريح بدون التخفي وراء الستائر اللغوية! وهذا خير دليل ان رئيس التحرير لايريد (التنازل) والاعتذار، انطلاقاً من تشربه العنصري والعنجهية الغربية التي لايمكن اخفاءها طويلاً، فمتى تنازل هؤلاء ليقدموا الاعتذار للمسلمين، لقد دمروا شعوباً منّا واحتلوا اوطاننا على مدى قرون ولم يعتذروا لمرة واحدة (سيأتي الحديث عن اعتذار شركة Arla الدنماركية للألبان في مناسبة لاحقة).


للحديث صلة.... تابعونا