ماذا تعنيه حرية التعبير حين تمس العقائد والأديان والشخصيات الدينية.. والتمييز.. والعنصرية؟
أنا لا أشك في أنها حرية قائمة على خطأ.. حرية عبثية وتساندها قوة تتآلب على المسلمين وعلى كافة رموزه.
همّتها اضعاف الروح المعنوية للمسلمين فلا يعودوا كما كانوا من قبل.. وهمّ مؤيديها اظهار الاسلام بالشكل الأسوء فلا يزداد عدد معتنقيه من الخارجين عن مللهم والداخلين فيه.

لكن بالرغم من ذلك.. نتيجة الضغط الاقتصادي القوي.. والسياسي الـ مازال ضعيفاً.. هل سيمكنهم تبرير ما فعلوه ؟
وهل يمكننا تجاهل ما حصل ؟

نحن أمة تربو عن رقم يتعدى الـ 9 أصفار عن يمينه..
إذا نسي فرد منها ذكّره البقية.. وكلنا على اختلاف مذاهبنا الاسلامية نحبّ محمداً.. صلى الله عليه وسلم.. ونضعه فوق أي اعتبار وكل اعتبار.. وحتى فوق أنفسنا..

ولذا نحن لسنا بحاجة لاعتذار من جريدة تطاولت وتطاول رساميها بدعوى حرية الرأي وحرية الصحافة..
ولسنا بحاجة لرد اعتبار هيبتنا التي تأذّت بـ كريكاتيرات ( لا تودي ولا تجيب ) ..
ولسنا بحاجة لاعتذار دبلوماسي من دولة علمانية ملحدة لم تطبّق الحرية كما تدّعي .. ولم تحاول حتى أن تطّلع على ( الاسلام ) كدين ومذهب وطريقة حياة..
لسنا بحاجة.. لكلام يُقال ويذوب مع طلوع النهار..
لسنا بحاجة لأفعال تتملق آبار بترولنا.. وأرصدتنا البنكية..
ولسنا بحاجة لكل هؤلاء الّذين يسعون للاعتذار خوفاً على اقتصادهم وعلى علاقاتهم السياسية.. فالدنمارك في كل الأحوال مجرد بيدق على رقعة شطرنج مقارنة بنا كـ رخ أو قلعة أو حصان أو وزير وحتى ملك !

لإننا ببساطة لسنا بحاجة إلا إلى عقول وقلوب تقتنع أنّ ما ندعو إليه هو صحيح وصادق مقارنة بالعبث الذي يعيشون فيه.. وأن إسلامنا ليس كما تدّعيه خلفيتهم الاعلامية الفاسدة..
وإن لم تريدوا فتح أعينكم على دين آخر غير دينكم فلا بأس.. هذا عائد لكم.. لكننا أبداً.. لن نسمح بالتطاول والمساس أكثر بكل ما هو اسلامي وبأي شكل من الأشكال مرة أخرى !

فاعتذاركم البارد -برودة دمكم- والمقرون ببيانكم الذي يؤكد سوء النوايا.. دعوه لكم.. لا نريده..
شأنكم إن لم تودوا معرفة الاسلام على الأقل.. شأنكم إن لم تريدوا الاعتراف بمحمد نبيّ..
شأنكم.. إن قلتم لبني قومكم.. هؤلاء مستضعفين في الأرض...
لكنّه ليس شأنكم حين تتطاولوا علينا بسفه.. وليس شأنكم حين تمنعوا الخير عن الناس.. وليس شأنكم أن تعمّموا صفات -تجدونها في أنفسكم- على الاسلام ككل.

ترى يا مسلمون.. هل يكفينا الان اعتذار جريدة علمانية.. ؟
لا.. !
هل سيكفينا أيضاً اعتذار دولة علمانية .. ؟
لا.. !

انا عنّي.. أريد أن تقفل جريدتكم تلك ( رغم أنه مطلب لا يكفينا )..
أريد أن يُعتقل كل رسام شارك في تلك المسابقة ويُقتل ( الأمر الذي لا تعترفون به والذي هو ضد حقوق الانسان في رأيكم )..
أريد أن تقوم دولتكم باعتذار شخصي لكل مسلم فرداً فرداً ( وتمنعكم حريتكم من ذلك )..
أريد أن تصبح دولتكم إسلامية ( رغم أنكم لن تتنازلوا حتى للاستماع إلى مناظرة بين قسيس ومسلم )..

ولذا.. فإنني أدعو ربي -بصدق- أن يرينا فيكم من آياته ما يشفي غليلنا.. نوكل أمركم له هو حسبنا ونعم الوكيل !!

ولا أشكو إلى ربي سوى ضعفنا وقلّة حيلتنا.. فلم يكن يعلم أسلافنا حين صدّروا إليكم حضارتنا النورانية الراقية أننا في زمن لاحق سنخسر وجودنا القوي.. وحضارتنا التي تسرق من أمام أعيننا وتنسب إلى غيرنا.. ولو عرفوا.. لأخفوا كتبهم وكتموا العلم في صدورهم واحتفظوا به لنا.. وربّوا حُكاماً وملوكاً يعرفون كيف يبطشون حين يهان دينهم ونبيهم.

يا أمة الاسلام..
يا أمة الـ ( لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم ).. أنا أعتذر بعد كل ما سبق إلى نبيكم وحبيبي وشفيعي محمد..
أنا من سيخجل منه حين يسأل ربنا ما فعلتم بعده؟ ما أحدثتم في دينه من بعده ؟

يا رسول الله...
هذه براءة من قوم رنو لدينهم بطرف عينهم وتسابقوا على الدنيا.. وتكالبوا عليها..

وإن سألتنا على حوضك الكوثر.. أَبـَـلَغـَـكم شوقي؟*.. سأقول نعم.. لكننا لم نعرف كيف ندافع عنك يا رسولنا وروحنا!





* أنظر صحيح البخاري أو مسلم أو أي كتاب عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي عن قصة وفاته.. وهو خارج من البقيع ( وأثناء رجوعه من الزيارة بكي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) قالوا ما يبكيك يارسول الله ؟ قال ( اشتقت إلى إخواني ) ، قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟) قال (لا أنتم أصحابي ، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ).