مس هذا الموضووووع شغاااااااااااااااف قلبي ....



مفكرة الإسلام: ربما لا يعرف الناس من قائل العبارة أو متى قيلت وما مناسبتها،وربما لا يخطر ببالهم من منصور هذا الذى يخاطب بهذه العبارة الحزينة المبكية،ولكنها كانت دوماً تقفز أمام ناظرى وتقتحم ذاكرتى إقتحاماً كلما هل علينا العيد خاصة عيد الأضحى، عيد الأمة الكبير،أتدرون لماذا؟ اسمعوا معى الخبر وعندها تعرفون لماذا؟



[كان عصر الحاجب المنصور بن أبى عامر من سنه369-392هجرية، هو العصر الذهبى للأندلس،حيث بلغت دولة الإسلام فى الأندلس أوج قوتها وأقصى إتساعها، وكان المنصور شغوفاً بالجهاد فى سبيل الله، لا ينقطع عنه صيفاً ولا شتاءً،وقد انزوى الصليبيون فى عهده فى أقصى شمال الأندلس وأقصى أمانيهم أن يكف المنصور عن غزو بلادهم،وذات مرة خرج للجهاد فى سبيل الله،وبعد أن حقق النصر كعادته على الإسبان، عاد إلى قرطبة ووافق رجوعه صلاة عيد الأضحى والناس فى المصلى يكبرون ويهللون، وقبل أن ينزل من على صهوة جواده، اعترضت طريقه امرأة عجوز، وقالت له بقلب متفطر باكى: يا منصور كل الناس مسرور إلا أنا، قال المنصور:وما ذاك؟ قالت:ولدى أسير عند الصليبيين فى حصن رباح ،فإذا بالبطل العظيم الذى لم ينزل بعد من على ظهر جواده، والذى يعلم قدر المسئولية الملقاة على عاتقه تجاه أمة الإسلام، والذب عن حياض الأمة والدين، إذا به يلوى عنق فرسه مباشرة وينادى فى جيشه ألا ينزل أحد من على فرسه ثم ينطلق متوجها إلى حصن رباح ويظل يجاهدهم حتى يجبرهم على إطلاق سراح أسرى المسلمين عندهم ومنهم ولد العجوز]



والناظر إلى هذا الموقف،والعبارة التى أطلقتها العجوز يجد أن تنطبق على واقع أمتنا الإسلامية الأن، فالناس من حولنا من شتى الأجناس والملل والنحل،ينعمون ويفرحون وعلى أشلاء أمتنا يرقصون،أمتنا التى سرقت من على شفاه أطفالها البسمة والسرور والفرح،فلسان حال أمتنا الأن: كل الناس مسرور إلا أنا، فأطفال فلسطين لا يمكنهم الفرح والسرور واللعب،ليس بسبب الحزن على من فقدوه من أب وأخ وصاحب،فهم قد اعتادوا ذلك منذ زمن، ولكن لأن السلطة الفلسطينية التى ولدت سفاحا من رحم أوسلو وغيرها، قد أصدرت قراراً بمنع الإحتفالات بالعيد الكبير تعاطفاً مع الشعب الإسرائيلى الصديق والجار!



في مصابه بزعيمه وقائده رجل السلام السفاح شارون!، ورياحين العراق وزهورها، لا يستطيعون الخروج للعب والسرور فى ربوع العراق و مروجها حتى لا تحصدهم طائرات الاباتشى الأمريكية،أو فيالق بدر الرافضية، أو مغاوير الشرطة العميلة، وأما أطفال النيجر ومالى وتشاد والصومال ، فهم لم يدركوا يوما معنى العيد أو ما هو العيد أصلاً،ولم يعرفوا يوما ًمعنى السرور والفرح بالكلية،فقد ماتوا وهلكوا قبل أن يعرفوا هذه المعانى ،قتلهم القحط والجوع وإهمال إخوانهم المسلمين لهم،وأطفال الشيشان وأفغانستان وكشمير والبوسنة وكوسوفو وبورما وتايلاند والفلبين والأوجادين و…… …………………. القائمة طويلة، كل هؤلاء لا يعرفون للعيد طعماً ولا فرحة أبداً

ونحن لانملك أمام هذه المأساة العامة ألا أن نهتف بأعلى صوت لربنا عزوجل فى علاه قائلين [اللهم أعد علينا المنصور وأيامه] .