علي الرغم من الضجة التي أثارتها عملية نشر صور وقحة في إحدي الصحف الدنماركية تسيء إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم.. إلا أن الحاقدين في الدنمارك لا يزالون يواصلون مخططهم العدواني للتعريض بالنبي محمد وبالإسلام والمسلمين.. ففي تطور خطير ومثير علمت 'الأسبوع' أن الحكومة الدنماركية تسعي لإنتاج فيلم سينمائي يحمل تهجما وقحا وإساءة بالغة للنبي محمد صلي الله عليه وسلم.. وأن رئيس الوزراء الدنماركي الذي رفض في وقت سابق استقبال (19) سفيرا عربيا ومسلما يمثلون دولهم العربية والإسلامية.. قرر استقبال المسلمة الساقطة 'أيام حرزي علي' الصومالية الجنسية التي سبق أن كتبت فيلما تم إخراجه في هولندا وأثار ردود فعل واسعة النطاق بسبب تعريضه بسمعة النبي محمد صلي الله عليه وسلم والإساءة إليه.. مما دفع أحد الشباب المغاربة الذي أثاره ما حدث من تشويه لرسول الله إلي قتل مخرج الفيلم الهولندي 'فان جوخ'.. الأمر الذي أثار عاصفة من العداء ضد الإسلام والمسلمين.
وبحسب المعلومات فإن الحكومة الدنماركية تسعي لرعاية إنتاج الجزء الثاني من الفيلم في الدنمارك.. في تحد واضح لكل القيم الإنسانية والعقائد الدينية وفي تطور ينم عن إصرار متعمد من جانب بعض الفئات المتطرفة في الدنمارك لتشويه صورة النبي محمد والإسلام والمسلمين وخلق حالة من الصدام المؤكد مع 200 ألف مسلم يشكلون الجالية الإسلامية في الدنمارك التي تضم خمسة ملايين نسمة.
وكان وفد من الجاليات الإسلامية في الدنمارك قد غادر القاهرة في الأيام الماضية بعد جولة استمرت عدة أيام التقي خلالها بالشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر الذي دعا إلي اجتماع طارئ لمجمع البحوث الإسلامية عقد الخميس قبل الماضي وأصدر بيانا ندد فيه بالحملة الدنماركية المغرضة التي تقودها بعض الصحف المتطرفة ضد النبي محمد صلي الله عليه وسلم.. وطالب بمحاسبة من ارتكبوا هذه الجريمة وتوقيع أقصي العقاب بحقهم.
وقد التقي الوفد الذي ترأسه محمد خالد سمحة 'السوري الجنسية' وشارك فيه أحمد حربي 'المصري الجنسية' خلال زيارته للقاهرة بالسيد عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية والمستشار هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام حيث أطلعه علي تطورات الأوضاع في ضوء الحملة المغرضة التي تشنها صحف الدنمارك ضد النبي محمد صلي الله عليه وسلم.. وقد استدعي الأمين العام للجامعة العربية سفير الدنمارك بالقاهرة حيث أبلغه احتجاجا شديد اللهجة علي ما حدث، وطالب بوقف تلك الحملة المغرضة في الصحف الدنماركية التي تسيء إلي علاقات الدنمارك مع الدول العربية والإسلامية.
كما واصلت الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الخارجية اتصالاتها المكثفة لوقف الحملة المعادية للنبي محمد في الدنمارك.. حيث تم تكليف 157 سفارة مصرية تمثل جملة السفارات المصرية في الخارج بالتحرك علي أوسع نطاق لدي البلدان المختلفة لمواجهة هذا الخرق المتعمد والتهجم الفاضح علي الأديان والرموز الدينية.
وقد أسفرت التحركات المكثفة التي تمت في الآونة الأخيرة عن تراجع ملحوظ في موقف الصحيفة الدنماركية التي شنت حملة الهجوم الوقحة علي النبي محمد صلي الله عليه وسلم.. حيث أبدي المسئولون عن هذه الصحيفة استعدادهم للاعتذار عن نشر الصور المسيئة.. إلا أن قيادات الجالية الإسلامية في الدنمارك طالبوا بأن يكون الاعتذار بضمانات واضحة ومحددة وليس مجرد مناورة تستهدف إجهاض التحرك الذي تم في الآونة الأخيرة.. ومازال متواصلا.
علي جانب آخر بدأت الحملة المضادة التي قادتها الجاليات الإسلامية والعربية ضد حملة الافتراءات والهجوم تؤتي ثماره.. حيث نشرت صحيفة 'تولي تيكن' الدنماركية الخميس الماضي بيانا مهما في الصفحة الأولي يحمل توقيع 12 من كبار المفكرين الدنماركيين.. يحمل تراجعا واضحا عن المواقف التي شنتها الصحيفة الدنماركية المتطرفة.. حيث طالب هؤلاء بإعمال العقل والحكمة في التعامل مع العقائد الدينية ومع مطالب الجاليات الإسلامية في الدنمارك، خاصة بعد التصرف الحضاري الذي أقدم عليه أفراد الجالية المسلمة في الدنمارك وتحركهم بشكل عقلاني لمواجهة حملة الافتراءات والإساءة لصورة رسول الله صلي الله عليه وسلم.
وكانت الحملة التي قادتها 'الأسبوع' في عددها الماضي دفاعا عن النبي محمد صلي الله عليه وسلم قد خلفت ردود فعل واسعة.. حيث قام وفد الجالية الإسلامية في الدنمارك الذي زار القاهرة ممثلا في الأستاذ أحمد حربي بزيارة مقر صحيفة 'الأسبوع' لتقديم الشكر علي الموقف المبدئي للصحيفة في مواجهة حملة التهجم الوقحة علي النبي محمد.. كما أفردت قناة 'اقرأ' حلقة خاصة دفاعا عن رسول الله شارك فيها الدكتور محمد عمارة والدكتورة سعاد صالح والزميل محمود بكري نائب رئيس التحرير وصاحب التقرير الذي نشر في 'الأسبوع' بالعدد الماضي.


http://www.elosboa.com/elosboa/issues/456/0501.asp