قال الوزير الإيطالي اليميني بلا وزارة "روبرتو كالديرولي" العضو في حزب الرابطة الشمالية المعادية لقدوم المهاجرين إلى إيطاليا إنه سيقوم بتوزيع قمصان بالمجان مطبوع عليها الرسوم الساخرة التي نشرتها عدد من الصحف الأوروبية والتي تسيء لرسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم.

ومن الأرجح أن يثير إعلانه هذا غضب مسلمي إيطاليا خصوصا وبقية المسلمين في العالم كذلك، كما أنه قد يسبب حرجا دبلوماسيا كبيرا للائتلاف الذي يقوده رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلوسكوني، ولاسيما مع بدء الحملة الانتخابية العامة.

ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" عن الوزير الإيطالي "كالديرولي" قوله:" لقد أوصيت بتصميم قمصان تحمل الصور الكاريكاتورية التي أثارت غضب المسلمين، وسوف أبدأ بارتدائها من اليوم."

وقال "إنه آن الأوان لإنهاء هذه القصة وإجراء حوار مع هؤلاء الناس"، وتساءل قائلا:" ما الحال الذي آل إليه وضعنا؟ هل أصبحنا حضارة مائعة دون شكل أو هوية محددين؟"

وتأتي تصريحات الوزير الإيطالي في وقت يقوم فيه منسق السياسيات الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا بجولة في الشرق الأوسط تستهدف التهدئة في اعقاب موجة الغضب والتظاهرات وأعمال العنف التي سببها نشر الرسوم.

وقد اضطر السفير الإيطالي لدى ليبيا إلى النأي بحكومته عن بعض تصريحات كالديرولي السابقة.

وقال السفير إن سياسة الحكومة الإيطالية يعبر عنها رئيس الوزراء بيرلوسكوني الذي يريد الحوار وليس المواجهة مع الإسلام.

ومن المتوقع أن تحصل "الرابطة الشمالية" اليمينية التي ينتمي إليها كالديرولي على نحو ستة بالمائة من الأصوات في الانتخابات العامة القادمة.

وقد حققت "الرابطة" شعبية بسبب برنامجها الانتخابي الرافض لقدوم المهاجرين، ولاسيما في منطقة الشمال الصناعية، حيث تتهم الرابطة المهاجرين بسرقة الوظائف من الإيطاليين، والمسؤولية عن ارتفاع معدلات الجريمة.

انتقاد كندي
وفي الطرف الآخر من العالم انتقد رئيس الوزراء الكندي الجديد "ستيفان هاربر" قيام مجلة كندية بنشر ثمانية من الرسوم الإثني عشر المسيئة لخاتم الرسل.

وقال رئيس الوزراء الكندي:" حرية التعبير حق يتمتع به الكنديون جميعا. لكن للكنديين أيضا الحق في إبداء رأيهم في حرية التعبير التي يتمتع بها الآخرون. في الوقت الذي نتفهم فيه أن القضية مثيرة للانقسام، تتمنى حكومتنا أن يحترم الناس معتقدات الآخرين، وأنا أثني على مسلمي كندا لتعبيرهم عن آرائهم بشكل سلمي ومحترم وديموقراطي."

وقال "عيزرا ليفانت" محرر جريدة "ويسترن ستاندرد" الكندية التي نشرت معظم تلك الرسوم إنه قام بذلك "تأييدا منه لحرية التعبير ولكي يثير همة وسائل الإعلام في أميريكا الشمالية التي تجنب أغلبها نشر تلك الرسوم".

وقال محمد المصري مدير المجلس الإسلامي الكندي إنه سيتقدم بشكوى أمام القانون الكندي تتهم المجلة بنشر الكراهية، وهي تهم إجرامية.

توقيف محررين أمريكيين
وفي الولايات المتحدة الأمريكية أوقفت صحيفة للطلبة تابعة لجامعة "إيلينوي" محررين عن العمل بعد أن قررا نشر سلسلة من تلك الرسوم المسيئة للرسول (ص).

وقال "أكتون غورتون" رئيس تحرير تلك الصحيفة المسماة "ديلي إليني" إنه وبروتشاسكا، مسؤول قسم الرأي في الجريدة، أوقفا عن العمل لمدة أسبوعين بانتظار نتيحة تحقيق داخلي يجرى حول القضية.

وأعرب غورتون عن خيبة أمله من قرار وقفه عن العمل.

وكانت أسرة تحرير الجريدة قد أخبرت القراء يوم الإثنين الماضي أن غورتون وبروتشاسكا قررا نشر الرسوم دون معرفة أسرة تحرير الصحيفة.

ورغم اعتذار أسرة التحرير للمسلمين إلا أنها لم تقل إنها تعارض قرار النشر.

وكان نشر الصور أولا في صحيفة دانمركية ثم في صحف أوروبية أخرى اعادت نشرها قد فجر موجة من الغضب في العالم الإسلامي أتبعها مظاهرات حاشدة وصلت الى درجة الاعتداء على سفارات الدانمرك ودول أوروبية أخرى في بعض العواصم.

المصدر
رأيى أن الموضوع أخذ ابعاد كثيرة ما كنا نتوقعها
وبدأت بوزير أيطالى
لا حول والا قوة الا بالله