مقال اعجبني .. حبيت افيدكم به

بسم الله الرحمن الرحيم


على مر أكثر من خمسة عشر سنوات تقريبا بدأ انتشار استخدام الحاسب الآلي في البلاد العربيه على مستوى الاستخدام الشخصي
و من قبل ذلك على مستوى الشركات و المؤسسات، و كان من الضروري مع بدأ هذا الانتشار في الاستخدام على المستوى الشخصي بالذات
لأن هذه هي الشريحة الأكبر في المجتمعات، كان لابد أن يتزامن معه نشر الوعي تجاه حقوق الملكية الفكرية و نشر الوعي تجاه حقيقة أن البرمجيات
ليست مجرد أدوات تكميلية تأتي مع الحاسب الآلي بالضرورة و انما هي منتجات يتم صناعتها و بيعها من قبل الشركات و الأفراد و لا تأتي مع قطع الجهاز
مجانا كجزء من الحاسب الآلي الذي قاموا بشراءه كما يعتقد بعض الأشخاص. عن لسان أحد العاملين بقسم التسويق و المبيعات في ميكروسوفت مصر
"أغلب ردود الفعل التي نتلقاها عند التحدث لأحد عن شراء ترخيص استخدام نظام تشغيل وندوز هي: اشتريت الجهاز على هذه الحاله بنظام وندوز ماذا يعني أن أشتريه ؟"

و بسبب انعدام الوعي في بداية الأمر انتشر استخدام البرمجيات المقرصنه حتى أصبح الاستغناء عنها شئ صعب أو مستحيل في نظر البعض، مما نتج عنه بعد ذلك محاولة
تطويع الإسلام لتحليل هذا النوع من السرقه بسبب أن الدين عامل أساسي و محرك في حياة المسلمين، فإذا أباح الإسلام سرقة البرمجيات سيضفي ذلك شرعية لاستخدام
البرامج المسروقه حتى لو كان في هذا الشئ ضرر كبير.

في أثناء حواري مع العديد من الأشخاص حول حرمانية استخدام البرمجيات المقرصنة تلقيت العديد من المبررات الضعيفه و الواهية و التي ينسب البعض منها للإسلام و الإسلام برئ
منها. في هذا المقال سأطرح هذه المبررات و الردود عليها و البديل و الحل الأمثل.

بداية ما هي قرصنة البرمجيات:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

كما يعلم مستخدم الحاسب الآلي أن كل جهاز يتكون من قطع و أجزاء hardware
و لكي نقوم بتشغيل هذه الأجزاء و تحويلها لشئ مفيد نحن بحاجة لبرامج لتقوم بالوظائف التي نحتاجها في الحاسب الآلي software
مثل هذه الوظائف هي التعامل مع الأعمال المكتبية، تشغيل الصوتيات و المرئيات، استخدام الانترنت، الألعاب، تصميم الصور، إلخ ....

هذه البرامج عامل أساسي و مهم و يساوي في أهميته القطع و أجزاء الحاسب. فمثلا بدون نظام تشغيل ما الفائده التي ستحصل عليها من المعالج و اللوحة الأم و الذاكرة
و القرص الصلب ؟؟ سوف تتحول إلى مجموعة من القطع الحديدة و البلاستيكية فقط و سيصبح نسبة الاستفادة منها صفر بالمئة

صناعة و تصميم هذه البرمجيات ليست بالمهمة السهلة أو البسيطة. لاحظ كلمة "صناعة" البرمجيات، فمثل ما هنالك صناعات كثيرة نراها في حياتنا اليومية مثل صناعة السيارات
و صناعة المعدات و صناعة قطع و أجزاء الحاسب الآلي هناك صناعة برمجيات الحاسب الآلي

كما قلت فإن صناعة و إنتاج هذه البرمجيات ليست بالعملية السهله أو البسيطة. فهي تحتاج لوقت و رأس مال و مجهود جسدي و عقلي من المبرمجين القائمين على العمل في هذه
الصناعه. و كما يوجد في أي صناعة أخرى أفراد و شركات مختلفه تعمل لصالح هذه الصناعه فنفس الشئ ينطبق أيضا على صناعة البرمجيات فهي لا تقوم فقط على كتف المبرمجين
فهل تقف صناعة السيارات على مصمم السيارة فحسب أم تحتاج الصناعة لمحاسبين و فنيين و عمال و محاميين و شركات تسويق و شركات دعاية.

فبعد أن يقوم كل أفراد العمل بإنتاج البرامج تصل إلينا بالأسواق في مقابل أسعار مادية.

قرصنة البرمجيات هي أن تقوم بنسخ البرامج و استخدامها بدون دفع ثمنها للشركة أو الشخص الذي قام بتصنيع البرنامج.

هل سألت نفسك من قبل ما هي فائدة رقم السيريال الذي تقوم بإدخاله أثناء قيامك بتثبيت نظام تشغيل وندوز ؟؟؟
هل سألت نفسك من قبل ما هي فائدة ملف الكراك الذي تقوم بتشغيله قبل تشغيل برنامج معين ؟؟؟

حكم الشريعة الإسلامية:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نقلا عن كتيب فقه المعلوماتيه و الانترنت
"اتفق كلا من الدكتور يوسف القرضاوي و الدكتور فيصل مولوي على مضمون الجواب التالي: لا يجوز لك إذا اقتنعت بالبرنامج أن تستفيد منه بعد المده المأذون بها من الشركة إلا إذا
دفعت ثمنه. هذا هو الأصل الشرعي الذي يحكم هذه الحالة."

من هنا فإن استخدام البرمجيات المقرصنه حرام شرعا.

المبررات التي يلجأ لها الناس لاستخدام البرامج المقرصنه:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

"البرمجيات تصنعها شركات أمريكية و أمريكا تحارب المسلمين فحلال لنا سرقة البرامج الأمريكية"

أولا: ليست أمريكا هي المحتكر الأوحد لصناعة البرمجيات في العالم فهناك صناعة برمجيات في كل مكان في العالم. و لقد وصلني من قبل اسطوانات عليها برامج إسلاميه مقرصنه !!
ثانيا: ليست الشركات الأمريكية المحارب للعرب و المسلمين، لم أرى بيل جيتس يحمل السلاح و يشق الصفوف لمحاربة المسلمين في فلسطين أو العراق.
ثالثا: إذا كانت حكومة أمريكا تحارب العرب و المسلمين. فلا يجوز لنا سرقة برامج الشركات الأمريكية لأن الشركات شئ مختلف تماما عن الحكومة. لا تحمل وازرة وزر أخرى

"اتفاقيات بيع البرمجيات ظالمة للمستخدم"

اتفاقيات أي عقود و سواء كانت ظالمة أو عادلة فهي عقود فرضتها الشركات المصنعه للبرنامج و لكي تستخدم برامجها يجب أن توافق على هذا العقد و تلتزم به
و قال الله تعالى "يا أيها الذين أمنوا أوفوا بالعقود"

"أغلبية مستخدمين الحاسب الآلي يستخدمون برامج مقرصنه"

هناك مثل أسمعه دوما على لسان الأمريكيين " إذا قام كل أصدقائك بالقفز من أعلى جسر، فهل ستقوم بالقفز معهم؟"
و أنا أسألك هل إذا قام كل الناس بعمل فعل حرام فهل يبطل هذا حرمانيته و يحلله لك ؟
بالطبع لا فالخطأ يبقى خطأ حتى لو أجمع العالم على كونه صواباً

"لا يمكن تحمل تكاليف البرمجيات الأصلية "

و أنا لا يمكنني تحمل تكاليف سيارة تويوتا رياضية مفتوحة السقف، و لكني لم أقم بالذهاب إلى أقرب فرع لشركة تويوتا و كسر الواجهة الزجاجية و سرقة السيارة التي أريدها

"و لكن سرقة البرمجيات ليست كسرقة السيارة"

كون أن سرقة الشئ سهله فلا يعني ذلك أنها ليست حراماً

"بالتخلي عن البرمجيات المقرصنه نتخلى عن التقدم التقني"

بالطبع لا فبالتخلي عن البرمجيات المقرصنه نتجه بالاتجاه الصحيح لنحصل على التقدم التقني، و إن تخلينا عنها فسوف نتجه للبديل المتاح لها

البــــديــــــــــــــل:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البرمجيات حرة المصدر هي البديل الأمثل للبرمجيات المقرصنه إن لم تود ان تدفع ثمن البرامج الأصليه.

البرمجيات حرة المصدر هي برمجيات يمكن استخدامها و التعديل بها و إعادة توزيعها مجانا بدون أي مقابل مادي بشرط عدم نسبها لأحد غير صاحبها الأصلي
و يوجد برمجيات حرة المصدر ذات مستوى عالي من الكفاءة و يوجد أيضاً بديل حر المصدر لكل البرامج التي يقوم المستخدمين بقرصنتها فمثلا بدل من نظام تشغيل وندوز
يوجد نظام تشغييل لينكس و بدلا من حزمة الأوفيس يوجد حزمة الأوبن أوفيس و بدل من متصفح انترنت اكسبلورر يوجد متصفح فاير فوكس و بدل من برنامج الأدوب فوتوشوب يوجد
برنامج جيمب.

و يمكنك الحصول على نسخ من هذه البرامج عن طريق الانترنت أو عن طريق مجموعات دعم البرمجيات حرة المصدر المنتشرة في البلاد العربيه مثل مجموعة مستخدمي لينكس في مصر www.eglug.org

هذا المقال مكتوب من على نظام تشغيل جنو/لينكس باستخدام برنامج كاتوب و كلاهما سواء نظام التشغيل أو محرر النصوص برامج حرة المصدر

الختام:
ـــــــــــــ
أرجو أن يكون هذا المقال أول خطوة لكي يقوم قارئية بالتغيير و أرجو أن يقوم كل من قرأ هذا المقال بنشره لكي يصل لأكبر عدد من الناس
ألا هل بلغت اللهم فاشهد

عبدالرحمن عبدالخالق غريب
عضو مجموعة مستخدمي جنو/لينكس في مصر
www.eglug.org