مع بداية هذا القرن ، قام رجل درزي بالتعارك مع رجل مسيحي ، فأدى إلى نشوء حرب طائفية صغيرة ، استغلتها فرنسا لتدعي اضطهاد الأكثرية المسلمة في الدولة العثمانية للأقلية المارونية و الدرزية و العلوية ، علما أن لا دخل للسنة في الحرب آنذاك ، و انضم الشباب الماروني و الأرمني ليعملوا كطابور خامس لصالح فرنسا ضد الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى ، و ما لبثت أن قامت بعد خسارة تركيا في الحرب العالمية الأولى و انسحابها من البلاد العربية اثر حرب العرب القومية بقيادة فيصل ابن الحسين شريف مكة ، ما لبثت أن اقتطعت فرنسا جبل لبنان معلنته دولة مستقلة ، و مدعية حماية الأقليات ، و كان علم لبنان آنذاك عليه صليب بدل شجرة الأرز

بعد فترة و اثر مهاجمة أسراب من الجراد جبل لبنان ، و سقوط نحو ثلث السكان جوعا ، قرروا ضم أجزاء أخرى من سوريا مثل سهل البقاع و مناطق أخرى، ليكون سلة غذاء لبنان. فعادت فرنسا مجددا ، و اقتطعت لبنان بشكله الحالي و أهدته للمارونين الجياع

لم يكن سنة لبنان راضون بانشاء دولة لبنانية خاصة ، و كانوا يدعون إلى الرجوع إلى الأم سوريا ، و التي كانت في قمة الدول العربية اقتصاديا مع بدايات القرن الماضي ، لكن الضغوط الفرنسية من جهة ، و الاغراءات من جهة أخرى بتعديل الدستور ، أرضخت ساسة السنة إلى الموافقة على تقاسم السلطة مع المارونيين شريطة الحفاظ على الهوية العربية للبنان.

مع دخول اللاجئين الفلسطينين وجد المارونيين و الدروز أن كفة العدد السكاني ستكون لصالح السنة ، فكانت الحرب الأهلية التي كان هدفها الأساسي سحب سلاح الفلسطينيين

مع الحرب الأهلية ظهر شيعة لبنان إلى الظهور كقوة طائفية

و اليوم يدفع الكل ثمن انشاء دولة لا سلاح جوي لها و لا دفاع

فهل نحترم نحن العرب الخطوط التي رسمها سايكس و بيكو لفصل الشعوب عن بعضها و نسميه شرعية دولية ؟ سؤال ما يزال يحيرني ،