المقالات الساخرة هي احدى فنون الكتابة الصحفية التي تهدف الى نقد قضية او ظاهرة معينة باسلوب (خفيف) وظريف وغير مباشر حيث يسعى الكاتب لتوصيل افكاره بطريقة سلسلة بعيدة عن النقد المباشر.
وهذا الفن معروف في عالم الصحافة منذ نشأتها ومن أبرز رواد هذا الفن أحمد رجب ، ومحمود السعدني
( ليس الممثل بالطبع) ويوسف عوف وغيرهم ممن ألفوا كتبا تضمنت مواضيع اجتماعية مهمة وخطيرة ولكن القارئ عندما يقرأ لهم فانه لايشعر بالملل نظرا للاسلوب السهل الذي اتبعه الكاتب في ايصال أفكاره.
ليس معنى هذا الكلام أن كتابة المقالات الساخرة تعتبر شيئا يسيرا بالعكس هي لاتقل صعوبة عن غيرها من المقالات ( التحليلية ، النقدية الجادة ، الافتتاحية ..الخ) لانه يفترض ان تتوفر لدى الكاتب عدة أمور نذكر منها:
· اطلاع الكاتب المستمر على القضايا باختلاف انواعها والالمام بها.
· أن يكون لديه روح الدعابة والفكاهه ، لا أن يتصنع ذلك !!
· أن يكون ذو خيال واسع في الربط بين الأمور وتخيل المواقف واصيادها من الحياة العامة التي يمر بها أو يلاحظها.
· أن تكون له القدرة على ايصال أفكاره بشكل مختصر لايتعب القارئ في القراءة، ولايعتمد على اسلوب السخرية لاضحاك المتلقي فقط ، وانما لايصال فكرة معينة للكاتب الذي يفترض فيه ان يفهم مابين السطور.
· كلما كان الكاتب قريبا من هموم مجتمعه ناقلا لمايريد الناس قوله فان ذلك سيساعد على زيادة قرائه وسيجد صدى لمايقوله بعكس الذي يشطح في امور بعيدة عن هموم المجتمع.
· أن يكون للكاتب القدرة على تطوير شخصيات ومواقف يمر بها وصياغتها على شكل مقالات تفيد المجتمع.
قد يبدو للقارئ ان تلك النقاط صعبة التحقيق ولكنها سهله لمن عزم السير في هذا الدرب وعود نفسه على الكتابة واستفاد من أخطائه..فهل أنت جاد في تعلمك لهذا الاسلوب..؟..اذاكانت اجابتك بنعم ..فسنكمل في الحلقة القادمة أول خطوة في هذا الطريق...(بدون رسوم طبعا)!!