يوم انطلاق قناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية أحيا في الذاكرة لحظة انطلاق قناة الجزيرة الناطقة باللغة العربية قبل عشر سنوات.
توتر يعتري الوجوه وقلق في عيون العاملين، الوجوه مختلفة، خليط من جنسيات وأعراق توحدهم اللغة الإنجليزية التي تخاطب بها الجزيرة الناطقين بها.
وقبل الانطلاق بدقائق سرت حالة من النشاط الزائد المشوب بالتوتر، فلا بد أن يخرج هذا المولود الجديد بالصورة التي صنعتها الجزيرة لنفسها عبر عشر سنوات من الصحافة الاحترافية. لن يسهل تحقيق الأمر، فالتوقعات عالية والأعين متسمرة على الشاشة.
وانطلقت الجزيرة الناطقة بالإنجليزية في تمام الثالثة بعد الظهر بتوقيت مكة المكرمة (منتصف النهار بتوقيت غرينتش). وبدأ البث بفقرة عرفت بالقناة الجديدة وألقت الضوء على إرث الجزيرة الناطقة بالعربية بعرض شريط لأبرز الأحداث في سنواتها العشر الماضية.
وطل على المشاهدين المذيعان سامي زيدان وشولي غوش ليقدما أول نشرة أخبار باللغة الإنجليزية من "قلب الشرق الأوسط", ويعلنا عن بدء عصر جديد في الاعلام الدولي.
القناة الجديدة بدأت من حيث وصلت المحطة الأم. وأكدت أنها ستسعى في المقام الأول إلى تعريف المشاهد الغربي بعمق قضايا المنطقة بالغة التعقيد التي تعود هذا المشاهد على الاكتفاء بقشورها من مشاهداته في الإعلام الغربي.
وستعتمد القناة الجديدة في هذا على فكرة وضع الحقائق كما هي على الأرض، وإن بدت بشعة في الحروب والمجاعات والصراعات، دون محاولة تخفيف وقعها أو تغليفها بصورة مغايرة.
واعتبر المدير العام لشبكة الجزيرة وضاح خنفر انطلاق الخدمة الإنجليزية حدثا مهما في الاعلام العالمي، وقال للجزيرة نت إن روح الجزيرة تنتقل نحو العالمية وستغير من كثير من المفاهيم, موضحا أن "سياستنا التحريرية ستقترب من الإنسان وستنقل للعالم صوتا من الجنوب مليء بالتسامح ويقرب للعالم كله ما يدور من حولنا دون تحيز لأي أجندة سياسية أو تجارية".
وقال إن القناة الإنجليزية ستكون "مدرسة إعلامية فريدة, وستحدث تغييرا في الإعلام العالمي, على اعتبار أن من لم يستطع التعرف على الجزيرة عندما كانت تبث بالعربية سيتعرف عليها أكثر عندما تبث بالإنجليزية".
من جهته قال مدير الجزيرة الإنجليزية نايجل بارسونز, "نريد أن نكون صوت من لا صوت لهم في العالم". وأضح أن الوضع الذي يعيشه العالم خاصة بعد غزو العراق يتطلب خروج قناة عربية من الجنوب تنطق بلسان آخر نحو الشمال.
أما إبراهيم هلال نائب مدير القناة فقال إن مسؤولية أكبر تقع الآن على عاتق القائمين على القناة وذلك لاتساع رقعة البث وتنوعه.
وأضاف أن أي أخطاء تقنية لم تحدث في ساعة الانطلاق الأولى سوى اختفاء شريط الأخبار لمدة نحو نصف ساعة, وقد تم تدارك الأمر وعاد كل شيء على ما يرام.
وستبث الجزيرة الناطقة بالإنجليزية برامجها إلى 80 مليون منزل مزود بالأطباق اللاقطة وشبكة الكيبل, وأكثر من مليار شخص من مستخدمي الإنترنت حول العالم.
وتبث القناة الجديدة نشرات الأخبار من كوالالمبور والدوحة ولندن وواشنطن إلى المشاهدين في قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا. وعن البرامج قال مدير الأخبار ستيف كلارك للجزيرة نت إن باقة من البرامج المتميزة ستعرض إلى جانب نشرات الأخبار.