التخطيط لبناء قاعدة بيانات تطبيق الويب

[walidov]

إن تطوير قاعدة بيانات لتطبيق معين لاتتضمن عملية تخزين البيانات في قاعدة بيانات MySQL وكتابة شيفرة PHP فحسب ، بل تتضمن أيضا عملية التخطيط ، فبناء قاعدة البيانات يأتي بعد التخطيط الجيد والسليم ، فخطوات تطوير تطبيقات الويب هي كالتالي:

1. اكتب الخطة ، ماهي الوظائف التي سيقوم بها تطبيقك أو برنامجك.
2. قم بتصميم قاعدة البيانات المناسبة لتنفيذ الوظائف التي سيقوم بها تطبيقك أو برنامجك.
3. قم ببناء قاعدة البيانات باستخدام MySQL بناءاً على التصميم الذي قمت بعمله.
4. قم بكتابة الشيفرة بلغة PHP والتي ستجعل التطبيق يرى النور ويبدء بالعمل.

سنقوم بمناقشة هذه الخطوات وشرحها بشكل وافٍ في هذه الوحدة إن شاء الله.
قبل أن تكتب حرفا واحداً من شيفرة PHP ، عليك أن تقوم بالتخطيط لتصميم قاعدة البيانات الخاصة بالتطبيق الذي ستقوم ببرمجته ، هذه الخطوة تعتبر ربما أهم خطوة في عملية تطوير برامج الويب ، إنه لمؤلم للغاية أن تكتشف بعد الانتهاء من كتابة شيفرة برنامجك مباشرة أنك نسيت أمراً مهماً جداً ، وأن عليك البدء من جديد من نقطة البداية ، وهو حقاً لأمر مؤلم لجهاز كمبيوترك وقدمك عندما تشفي غليلك بواسطة ركل جهازك بحقد في جميع أنحاء غرفتك !

نصيحة
إن التخطيط الجيد يحميك من التراجع المؤلم الذي شرحناه قبل قليل ، كما يبقي عيونك مفتوحة على وظيفة برنامجك ، كما يمنعك من كتابة كميات غير ضرورية من الشيفرة.

• ما الذي تريده بالضبط من برنامجك ؟

• إن أول خطوة في طريق تطوير تطبيقات الويب هي التعرف بالضبط على الهدف من تطوير التطبيق ، ومعرفة المطلوب عمله من التطبيق ، على سبيل المثال:
  • بيع منتجات عبر الانترنت.
  • تزويد عملائك وزبائنك بالدعم الفني.
  • توصيل معلومات حول منتجاتك للزوار ، كما في الكتالوجات.
  • جمع أسماء وعناوين الزوار لتكوين قائمة زبائن أو عملاء.
  
  بعد أن تقوم بتحديد الهدف العام من تطبيقك بوضوح ، قم بكتابة قائمة من المهام الدقيقة والمفصلة والتي تريد من تطبيقك أن ينفذها تماماً ، على سبيل المثال ، لو أردت عمل تطبيق لجمع بيانات الزوار ، أسماؤهم وعناوينهم لأغراض تسويقية ، ستكون قائمة مهام التطبيق قصيرة نوعا ما:
  
  • إنشاء نموذج إرسال بيانات يقوم الزوار بتعبئته.
  • تخزين البيانات المرسلة من الزوار في قاعدة بيانات.
  
  أما في حالة كان الهدف من تطبيقك هو بيع منتجات عبر الانترنت ، فستكون القائمة أطول قليلاً:
  
  • تزويد الزبائن بمعلومات عن منتجاتك.
  • تشجيع الزبائن وتحفيزهم لشراء المنتجات.
  • تزويد الزبائن بوسيلة مناسبة لطلب شراء المنتجات عبر الانترنت.
  • تزويد الزبائن بطرق لدفع ثمن المنتجات عبر الانترنت.
  • التأكد من عمليات الدفع التي يقوم بها الزبائن عند الشراء ، لضمان الحصول على المال.
  • إرسال طلبية الشراء للموظف المسؤول عن تنفيذ عملية البيع وإرسال المنتج للزبون.
  
  حتى هذه النقطة من عملية التخطيط ، مازالت المهام التي تريد من تطبيقك تنفيذها عامة نوعاً ما ، يمكنك تنفذ كل مهمة من هذه المهام بواسطة عدة طرق مختلفة ، والآن نحتاج أن نكون أكثر دقة وتفصيلاً لمعرفة المهام بشكل أدق لنقرر الطريقة المناسبة لإنجاز تلك المهام ، فعلى سبيل المثال : لو كان الهدف من تطبيقك بيع منتجات عبر الانترنت ، ستكون قائمة المهام التي وضعناها قبل قليل مفصلة كالتالي:
  
  
  • تزويد الزبائن بمعلومات عن منتجاتك.
  • • عرض قائمة تصنيفات المنتجات ، كل تصنيف بشكل رابط تشعبي.
    • عندما ينقر الزبون على أحد التصنيفات ، تظهر له قائمة المنتجات في ذلك التصنيف ، كل اسم
    • منتج بشكل رابط تشعبي.
    • عندما ينقر الزبون على أحد المنتجات ، تظهر له صفحة بتفاصيل المنتج وشرح عنه.
  • تشجيع الزبائن وتحفيزهم لشراء المنتجات.
    
    • قم بكتابة شرح وافي عن كل منتج بشكل متميز ، لكي توصل مواصفات منتجاتك المتميزة لزبائنك بشكل سليم.
    • قم بعرض صور مغرية لمنتجاتك ، لتظهر منتجاتك بأفضل شكل للزبائن.
    • وضع منشورات ملونة لمنتجاتك في الموقع وأتح تحميلها للزوار.
    • تقديم تخفيضات وعروض خاصة لمن يقوم بشراء كميات من المنتجات.
  • تزويد الزبائن بوسيلة مناسبة لطلب شراء المنتجات عبر الانترنت.
    
    • وضع زر واضح يمكن للزبائن النقر عليه للبدء في عملية شراء المنتج.
    • وضع نموذج لأخذ تفاصيل طلبية الشراء المهمة ، كالحجم واللون والكمية ، إلخ.
      حساب وعرض التكلفة الكلية لكل القطع المطلوبة في الطلبية.
    • حساب وعرض تكاليف الشحن.
    • حساب وعرض ضريبة المبيعات.
    • وضع نموذج لأخذ بيانات الزبون الضرورية ، كعنوان الشحن والحساب أو الفاتورة.
  • تزويد الزبائن بطرق لدفع ثمن المنتجات عبر الانترنت.
    
    • وضع زر واضح لتمكين الزبائن من الدفع عبر بطاقات الائتمان.
    • وضع نموذج لأخذ بيانات بطاقة ائتمان الزبون.
  • التأكد من عمليات الدفع التي يقوم بها الزبائن عند الشراء ، لضمان الحصول على المال.
    
    • استخدام وسيلة مناسبة لإرسال بيانات بطاقة ائتمان الزبون للجهة المسؤولة عن إتمام عملية الدفع.
  • إرسال طلبية الشراء للموظف المسؤول عن تنفيذ عملية البيع وإرسال المنتج للزبون.
    
    • إرسال بيانات الطلبية بواسطة البريد الإلكتروني لقسم الشحن لإتمام عملية البيع.
  
  تذكر
  أنك وفي هذه النقطة ، تعرف تماماً وبالتفصيل ماتريده من تطبيقك ، على أية حال ، هذا لا يعني أن أهدافك من برمجة التطبيق لن تتغير ، في الحقيقة إن أهدافك من إنشاء هذا التطبيق محتمل جداً أن تتغير أثناء تطويرك لهذا التطبيق. المهم ، في بداية المشروع إبدأ بخطة شاملة قدر الإمكان لتحافظ على تركيزك في المشروع حتى لا تنشغل وتضيع الوقت ولا تتمكن من إنجاز العمل.
  
  
• ما الذي يريده زوار الموقع من برنامجك ؟
  إن تحديد ما تريد من تطبيقك أن ينفذه هو جزء واحد فقط من عملية التخطيط ، يجب عليك أيضا أن تأخذ بعين الإعتبار ما يريده زوارك وزبائنك من الموقع ، على سبيل المثال : افترض أنك تريد عمل تطبيق لجمع بيانات الزوار ، أسماؤهم وعناوينهم لأغراض تسويقية ، هل أنت متأكد من أن الزوار سيقومون بتزويدك ببياناتهم التي طلبتها منهم ؟ سؤال وجيه !
  إن تطبيقك يجب أن يرضي الطرفين ، أي يحقق شيئا ما ذو قيمة للزوار كما أنه ينفذ مايريده منه المبرمج ، وإلا فإن زوار الموقع سيتجاهلونه تماماً ، فقبل أن يعطيك زوار أسمائهم وعناوينهم ، على سبيل المثال : هم يحتاجون للتأكد من أنهم سيستفيدون بطريقة ما من إعطائك معلوماتهم هذه ، إليك بعض الأمثلة تجعل زوارك يقبلون إرسال بياناتهم إليك عبر موقعك على الانترنت:
  
  
  • لإستقبال رسائل دورية : يجب أن يدركوا أنها ذات قيمة ، أي أن الرسائل الدورية التي سترسلها لهم لن تكون فقط إعلانات ومنشورات لمنتجاتك ، بل ستحتوي أيضا على آخر الأخبار الخاصة بعالم المنتجات التي تنتجها ، وآخر ما توصل إليه العلم في طريقة تصنيع تلك المنتجات وأي معلومات مهمة أخرى.
  • للدخول في سحب مجاني على جوائز لطيفة : من يستطيع رفض رحلة سياحية مجانية لماليزيا ، أو جهاز محمول جديد من نوع توشيبا ؟!
  • للحصول على خصومات خاصة : يمكنك على سبيل المثال إرسال عروض خاصة وخصومات للأعضاء المشتركين في موقعك.
  • لتبليغ الأعضاء بآخر التطويرات لخدمات أو منتجات الموقع : على سبيل المثال : لو كنت تبيع برامج فسيكون العملاء مهتمين بمعرفة متى سينزل آخر إصدار من برنامج ليقوموا بتحميله.
  • الحصول على ترخيص الدخول لمعلومات قيمة : على سبيل المثال : لو كنت تبيع كتب ، يمكنك إتاحة المجال للمشتركين بتصفح بعض الكتب المعروضة للبيع في المكتبة الخاصة بك.
• والآن قم بإضافة مهام العملاء إلى قائمة المهام التي تريد من التطبيق أن ينفذها ، على سبيل المثال : لو أردت إنشاء تطبيق لبيع منتجات عبر الإنترنت ، ستكون قائمة المهام كالآتي:
  
  • إنشاء نموذج إرسال بيانات يقوم الزوار بتعبئته.
  • تخزين البيانات المرسلة من الزوار في قاعدة بيانات.
• والآن عندما تأخذ ما يريده الزوار من موقعك بعين الإعتبار ، ستصبح قائمة المهام كالتالي:
  
  • قم بعرض المميزات التي سيحصل عليها الزائر في حالة اشترك بالموقع.
  • إنشاء نموذج إرسال بيانات يقوم الزائر بتعبئته.
  • إضافة البريد الإلكتروني الخاص بالزائر لقائمة المراسلات.
  • تخزين البيانات المرسلة من الزائر في قاعدة بيانات.
    
  بعد أن تكون قد حددت الأهداف التي تريد تحقيقها من خلال برنامجك ، والأهداف التي يريد زوارك تحقيقها من خلال موقعك ، فإن لديك خطة لتطوير تطبيق ويب تستحق منك وقتك لعمله ، كما تستحق من زوارك وقتا لاستخدامه.

[walidov]

جعل الموقع سهل الإستعمال ..
بالإضافة إلى التخطيط لعمل تطبيق ويب ناجح ومعرفة المهام التي سينفذها ، عليك معرفة كيفية تنفذي هذه المهام ، فعملية جعل التطبيق أو الموقع سهل الإستعمال هي أمر مهم جداً وضروري لإنجاح المشروع ، فلو لم يتمكن الزوار من إيجاد المنتجات ، فلن يقوموا بشرائها ، ولو لم يحصل الزبائن على المعلومات التي يحتاجونها بسرعة ، فسيهربون إلى مواقع أخرى ، في عالم الانترنت يمكن أن تخسر الزبائن بسهولة.
جعل تطبيقك سهل الاستخدام هو أمر هندسي ، سنطلق عليه مصطلح "الإستخدامية" ، فالإستخدامية تتضمن القضايا التالية:

• التصفح : ماذا يوجد على موقعك؟ وأين يوجد مكانه؟ يجب أن يكون واضحا وبسرعة للزائر ، بحيث لا يواجه أي صعوبة في تصفح الموقع والوصول إلى ما يريده.
• الشكل : إن الشكل العام للموقع ربما يكون جذاباً ، ولكن تذكر أن كثرة الرسوميات تبطئ الموقع ، حاول أن تجعل موقعك جميلا وجذابا ومريحا لأعين الزوار بأقل عدد ممكن من الرسوميات.
• الوصول : هل محتويات موقعك سهلة الوصول لذوي الإعاقات؟ كالمكفوفين مثلاً؟ يمكنك جعل موقعك باستخدام تقنيات بسيطة سهل التصفح حتى للمكفوفين ، بحيث تمكنهم من الوصول بسهولة لجميع محتويات الموقع.
• المتصفحات : تذكر أن هناك عدة أنواع من المتصفحات قد تظهر نفس الشيفرة بشكل مختلف تماماً ، حاول أن تكون شيفرتك مطابقة للمقاييس المعيارية قدر الإمكان ، لتكسب ود أغلب المتصفحات.

نصيحة
إن قضية الاستخدامية كما أسميتها هنا ، هي قضية واسعة ومهمة وخارج نطاق موضوعنا في هذا الكتاب ، لذا ننصحك بالبحث في الموضوع أكثر بنفسك ، ويمكنك الاستفادة من المواقع التالية:
http://www.useit.com
http://world.std.com/~uieweb/
http://www.WebPagesThatSuck.com

ترك مجال للتوسع مستقبلا ..
هناك حقيقة واقعة لابد من التسليم بها ، ألا وهي أن تطبيق الويب الذي ستبرمجه لابد سيتغير مع مرور الوقت ، في آخر المطاف ربما ستفكر في إضافة وظائف جديدة للتطبيق ، أو ربما ستود تعديل بعض الوظائف الموجودة مسبقاً تماشياً مع التطورات المستمرة لعالم الإنترنت. أو ربما ستتطور تقنيات الإنترنت ليصبح بالإمكان فعل أمور جديدة لم تكن قادراً على فعلها من قبل ، مهما كان السبب ، إن التغيرات حاصلة لا محالة ، فيجب أن يكون في حسبانك احتمالية عمل تغييرات مستقبلية في التطبيق عند وضع خطة تصميم التطبيق.
يمكنك تصميم تطبيقك في خطوات ، أي يمكنك وضع وظائف في تطبيقك تحتاجها حالياً في الوقت الراهن ، في حين يمكنك تأجيل إضافة وظائف أخرى تحتجها لاحقاً في أوقات أخرى ، يمكنك إضافتها عند الحاجة ، أي أنه ليس ضرورياً برمجة كافة الوظائف مرة واحدة ، بل يمكنك تقسيمها لخطوات ، تبدأ بالعاجل أولاً ، ثم تضيف الوظائف الأخرى عندما يحين الوقت الذي تحتاجها فيه.
تذكر
لا يمكنك توقع كافة الوظائف الجديدة التي قد تضيفها إلى تطبيقك ، أو كافة التغيرات التي يمكن أن تطرأ على تطبيقك مستقبلاً ، على سبيل المثال : لو أنشأت تطبيق سياحة وسفر ووضعت كافة الوجهات السياحية الممكنة في العالم ، ربما سيأتي يوم تبدأ فيه رحلات للقمر أو للمريخ أو لمجرات أخرى !! لذا اجعل تطبيقك مرناً يقبل إضافات أخرى مستقبلية عند الحاجة إليها.

كتابة الخطة في الحال !
قم بكتابة خطتك في الحال ! ستسمع هذه الجملة مني كثيرا خلال هذا الكتاب ، أنا أتكلم من واقع تجربة مريرة لم أكن أكتب خلالها خطة تصميم برامجي ، عندما تقوم بتطوير خطة ستكون في ذهنك بكل تأكيد واضحة جداً ، ولكن خلال أسابيع قليلة بل ربما أيام معدودة ، ستتعجب عندما تكتشف أن الخطة قد تلاشت تقريباً إن لم يكن تماماً من ذهنك في وقت كنت مشغول فيه بقضايا أخرى. أو ربما بعد عام أردت عمل تعديل مهم ، ولم تستطع تذكر كيف تم تصميم التطبيق أصلاً ، أو ربما لو كنت تعمل ضمن فريق وقام زميل لك بكتابة شيفرة ليست كما تريد ، وذلك لعدم وجود مرجع موثق ومكتوب ، بل اعتمد على ما سمعه منك فقط ، يمكنك تجنب هذه المشاكل ومثلها الكثير وذلك عندما تدون خطة تصميم التطبيق على الورق.