لم يكن الشرق الأوسط الجديد الذي تتحدث عنه الإدارة الأمريكية مشروعاً جديداً ذلك لأنه يعود إلى استراتيجية أمريكية قديمة بدأت منذ عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريجان الذي ساند عمل المخابرات الأمريكية التي كان يقودها بوش الأب حين كان رئيساً للاستخبارات في استغلال نظرية البيرسترويكا لرئيس الوزراء السوفيتي آنذاك جورباتشوف، وهي النظرة التي لم يفلح رئيس الاتحاد السوفيتي في ذلك التاريخ قسطنطين تشيرينينكو في اسقاطها، وفي زيارة تاريخية استطاع ريجان وزوجته نانسي التأثير في المجتمع السوفيتي والترويج لمشروع بيرسترويكا جورباتشوف من خلال اكثر من 30 خطاباً كلها تؤكد على ان مشروع البيرسترويكا الذي يهدف الى تفكيك الاتحاد السوفيتي سيكون بمثابة الفتح العظيم في حياة الشعوب الاتحادية التي تنضوي تحت شعار ما كان يسميه (المطرقة والمنجل) وانه بدلاً من ذلك سيخرجون إلى جمهوريات مستقلة تنعم بالديموقراطية مع وعد لهم بالمساعدات الأمريكية التي ستغدقها عليهم واشنطن وستكون بمثابة (البقرة الحلوب) .
وحين صعد جورباتشوف الى السلطة كرئيس للاتحاد السوفيتي السابق كان كل شيء جاهز لتنفيذ المشروع الذي سال له لعاب الإدارة الأمريكية واستطاع مهندس المخابرات الأمريكية جورج بوش الأب ان يصل هو الآخر إلى السلطة حاملاً أجندة تفكيك الاتحاد السوفيتي، حيث دعا الرئيس السوفيتي جورباتشوف مهندس (البيرسترويكا) الى واشنطن في زيارة قصيرة عاد بعدها الى موسكو ليبدأ مرحلة تنفيذ مشروعه بإعلان الاستقلال لكل دول الاتحاد، في حين حرصت إدارة بوش على ان يكون من ضمن المشروع تدمير صواريخ (ستارت) العابرة للقارات وهو المشروع الذي كان يشغل أمريكا كونه يستطيع حمل رؤوس نووية يصل مداها الى أي مكان تختاره في أمريكا أو أي موقع في العالم..
وهنا تنفس الأمريكيون الصعداء ذلك لأنه لم يكن بامكانهم الدخول الى الشرق الأوسط واجتياز الخطوط الحمراء في ظل وجود قوة دولية عظمى هي الاتحاد السوفيتي السابق، له خارطة في المنطقة وله مصالح وحلفاء اقوياء مثل العراق وايران وسوريا .
ومن هنا وبعد ان ماتت القوة العظمى على يد جورباتشوف بدعم امريكي بدأت استراتيجية الشرق الاوسط الجديد ومن هذه الخطط الاستراتيجية دعم صدام حسين الرئيس العراقي السابق وتطمينه بأنه في مأمن من تنفيذ طموحاته إذا ما قام بغزو الكويت من خلال السفيرة الامريكية في العراق، كما التزمت واشنطن الصمت وهي تراقب الحشود العسكرية العراقية على الحدود الكويتية، لكنها كانت تريد مسوغاً لتواجدها العسكري في المنطقة بصرف النظر عن من يكون الضحية ومهما كان الثمن الذي سيكلف الميزانية العسكرية للبنتاجون.
وكان لها ما ارادت حيث وضعت دول المنطقة وخاصة دول الخليج أمام خيارات صعبة كان لابد من اختيار الأسوأ منها لاخراج العراق من الكويت.. في الوقت الذي ضخَّم الإعلام الأمريكي والمسؤولون والمحللون العسكريون لأمريكا من حجم قوة العراق.. واتضح فيما بعد ان ذلك لم يكن صحيحاً.. ولكنه كان ضمن الدعاية الأمريكية للتواجد في المنطقة.
بعدها بدأت خطة احتلال العراق والكل يعرف (السيناريو) الذي كان عنوانه (سلاح الدمار الشامل) الذي تبخر داخل أروقة البيت الأبيض.
إذن فإن مشروع الشرق الأوسط الجديد هو مشروع قديم بدأ بانهيار الاتحاد السوفيتي وبقاء أمريكا قوة وحيدة في العالم، ولم يبق إلا المراحل الأخيرة في هذه الاستراتيجية وهي فرض المشروع من المكان القريب، ومن خلال سبع قواعد عسكرية تعتزم واشنطن بناءها في العراق إضافة للقواعد البحرية.
وما تقوم به اسرائيل في لبنان وفلسطين بدعم أمريكي لوجستي يؤكد فرض الشرق الأمريكي الجديد بالقوة.. فهل يبحث العرب عن شرق آخر.. أم يقبلون بالمواصفات والمقاييس الأمريكية؟ سؤال لن يجيب عليه أحد.. في ظل الوهن العربي الذي يرتعش خوفاً على طاولة الجامعة العربية.
عفواً أيها اللبنانيون فأنا لم أتحدث هنا عما تعانونه من ويلات حرب تفوق احتمال العقل، لكنني فقط أردت استعراضاً سريعاً لنشرة الأحوال الجوية، واتجاهات الريح القادمة للشرق الأوسط الجديد المليئة بالغبار والأتربة.
كان هذا هو الموجز وبقي في النشرة تفاصيل أسوأ...
نقلا عن جريدة "البلاد" السعودية
طبعا خارطة الشرق الأوسط الجديد ، بما تحويه من سلخ البحر من سوريا و منحهدولة ملك صور التوراتي الذي أراد مساعدة النبي سليمان ببناء الهيكل ( للبنان )، و بما فيه سلخ المنطقة الشرقية من السعودية و منحها لشيعة العراق ، و سلخ الحجاز من المملكة و انشاء دولة جديدة به ، .. إلخ .. إنما هي خطوة في سبيل تحقيق الشرق الأوسط الكبير التالي :
مزيد من الخرائط : http://www.doroob.com/?p=10056
رد مع اقتباس
