ألا توجود لجنة أو جهة لحماية المستهلك على شبكة الانترنت؟

كتبته - هند الخليفة:
تبدأ أحداث قصتنا الواقعية مع شخص أراد إنشاء موقع له على الانترنت فتوجه لأحد المواقع العربية والتي تروج لخدمة استضافة وحجز أسماء النطاقات بأسعار منافسة. وبما أن صاحبنا قليل الخبرة في التعامل مع النطاقات وعروض الاستضافة فقد انخدع بالتصميم البراق لموقع الشركة والتي تعمل كبائعة تجزئة أو ما يطلق عليها بالريسلر لحلول الاستضافة وحجز النطاقات.
وتقوم فكرة الريسلر حول قيام المستثمر بشراء باقة من النطاقات بسعر الجملة من الشركة الأجنبية المزودة لهذه الخدمة وأيضا استئجار خادمات نسيجية (سيرفرات) وتأجيرها بالقطاعي على الزبائن.

وعودة لقصة صاحبنا المخدوع، فبعد أن أعجبه العرض الخيالي المقدم من الشركة وأيضا زاده ثقة وجود عناوينهم وأرقام هواتفهم الثابتة والجوالة في الصفحة الرئيسية للموقع، قام بالاتفاق معهم عن طريق الهاتف على عرض لاستئجار موقع مع حجز نطاق لمدة سنة، كما قام بتحويل المبلغ المطلوب مقابل الخدمة، لاحظوا هنا أن جميع التعاملات تمت عن بعد. وفي اليوم التالي استلم صاحبنا موقعه الجديد بنطاقه المفضل.

إلى الآن ولا جديد في الوضع، فقد استمر موقع صاحبنا بالعمل بكل جدارة، حتى جاء صباح يوم لم تشرق شمسه، فحينما حاول صاحبنا مع ساعات الصباح الأولى الدخول على لوحة التحكم في موقعه لم يفلح. ثم حاول صاحبنا مرارا وتكرارا وعلى مدى أيام وفي كل مرة ترجع له صفحة الخطأ الشهيرة في المتصفح (لا يمكن العثور على الملقم). عندها قام صاحبنا بمحاولة الاتصال بأرقام الشركة الموجودة لديه ليستفسر عن المشكلة. في البداية كان يسمع رنين الهاتف للشركة ولكن لا يوجد رد، بعدها أصبح يسمع رسالة انفصال الخدمة عن الهاتف أما عن رقم الجوال فحدث ولا حرج فيبدو أن صاحب الشركة قد ابتاع أحد بطاقات سوا المؤقتة ليستلم صاحبنا المخدوع النغمة المعتادة (أن الرقم الذي طلبته غير موجود في الخدمة مؤقتا).

أين ذهب الجميع؟ أين صاحب الشركة؟ أين من كان يرد على مراسلاتي؟ أسئلة عديدة خرج بها صاحبنا بعد تجربته مع الريسلر العربي.

والسؤال الآن هل من المعقول أن يقوم أي شخص ومن غير ترخيص تجاري بفتح موقع له على الانترنت ويدعي بأنه ريسلر لشركة عالمية، أم هل لكونه سعودياً ويتكلم بلهجتنا نثق به حتى ولو زود موقعه بأرقام وعناوين حقيقية ستختفي مباشرة حال امتلاء رصيده بأموال المنصوب عليهم؟

ألا يوجد لجنة لحماية المستهلك على شبكة الويب؟ نعرف أن هناك من سيتهكم بقوله لم تفلح حماية المستهلك في أرض الواقع لتفلح في فضاء الانترنت. ولكن عمليات النصب الالكترونية المتزايدة بشكل ملحوظ ستؤثر سلبا في استفادة المستخدم العربي من خدمات شبكة الإنترنت، وهذا يعني شح في المحتوى العربي تباعاً.

خلاصة القول، نحن لا نريد أن نشكك في كل الريسلر العربي فهناك شركات تقدم خدمات ممتازة، كما أن هناك ريسلر أجنبي محتال أسوة بالعربي منها.

على أية حال نصيحة لكل من ينوي القيام بإنشاء موقع له أو لمنشآته على شبكة الإنترنت، عليه أولا البحث عن مواقع استضافة مشهود لها بالمصداقية وكفاءة الخدمة والأهم قراءة مراجعات مواقع شهيرة تعمل على تقييم مزودي خدمة الاستضافة مثل موقع webhost magazine وغيرها. كما عليه أن يقوم بسؤال صديق أو زميل سبق له إنشاء مواقع على شبكة الإنترنت للاستفادة من خبرته.

وحذار من مواقع الاستضافة التي تعمل كريسلر سواء العربية منها أو الأجنبية ما لم يشهد لها بجودة الخدمة. وأخيرا نتطلع لوجود موقع عربي متخصص يعمل على تقييم أداء مزودي خدمة الاستضافة العربية ولا نقصد هنا المنتديات المتخصصة، بل موقع غير تابع لجهة معينة يسمح للمستخدم نقد خدمة الشركات بصورة حيادية.



جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/2007/03/31/article237843.html