كتب - خالد بن محمد المسيهيج:
فوجئت عندما فشلت جميع المتصفحات في فتح موقع بنك الرياض أون لاينriyadonline.com ولم ينجح أي منها حتى في تسجيل الدخول فضلاً عن التعامل معه، فكان كل مرة يظهر لي رسالة أنه يجب استخدام متصفح مايكروسوفت إكسبلورر لفتحه، لدرجة أني شككت أن موقع البنك من الممكن أن يكون قد أصبح مملوكاً لشركة مايكروسوفت، لأن أكثرنا (إن لم يكن كلنا) يعلم أن متصفح مايكروسوفت إكسبلورر ليس الأقوى أمنياً بل أنه كثير الثغرات وهذا ما لا تستطيع إنكاره حتى ما يكروسوفت نفسها لأن الواقع يكذبها لو فعلت، لكننا نتفق على أنه جيد وسهل وهو الأكثر شهرة ، بحكم القدم ليس إلا ، بينما هناك متصفحات جاءت بعده وسبقته بالقوة الأمنية والسرعة بل ونافسته بالسهولة والسلاسة، ولعل من أبرزها متصفح موزيلا (الأم) وموزيلا فايرفوكس الذي أذهل العالم بقوته وسرعته وإمكاناته الهائلة، ومتصفح أوبيرا الرائع والسريع جداً .
فعلى سبيل المثال عندما تحاول الدخول باستخدام متصفح موزيلا ومتصفح فايرفوكس تظهر لك رسالة تفيد بأنه لا يمكن تسجيل الدخول بالواجهة العربية إلا من خلال مايكروسوفت إنترنت إكسبلورر النسخة الخامسة فالأحدث، ويطالبك بالدخول من خلال الواجهة الإنجليزية، وعندما تحول للواجهة الإنجليزية لا تحدث استجابة أصلاً.
وعندما تلجأ إلى استخدام متصفح أوبيرا Opera فستجد أن الحال لم تكن بأفضل من سابقه إذ تظهر لك النافذة المنبثقة التي تسجل من خلالها الدخول مشوهة ولا ترى من خلالها سوى صفحة بيضاء بها رسائل أخطاء.
وقد أكد لي أكثر من شخص أن أغلب بنوكنا (الموقرة) تسير على نفس النهج ، وهذا يدل على قصر نظر الإدارات التقنية في تلك البنوك أو عدم كفاءتها ومعرفتها بالمستجدات التقنية، فالموقع وجد لخدمة العملاء، وليس لخدمة منتجات الشركة الفلانية أو الجهة العلانية، إذ كان من الأولى - كبقية المواقع الخدمية الأخرى - أن يتم بناء الموقع وفق المعايير الفنية التي تحقق التصفح الكامل بدون مشاكل ، وتحدد المتطلبات الفنية المطلوبة بصرف النظر عن نوعية المتصفح أو نظام التشغيل، كما أنه من الواجب ألا يحدد ترميز اللغة حسب نظام بعينه سواء ويندوز أو غيره، بل يستعاض عن ذلك باستخدام الترميز الدولي UTF-8 المتعارف عليه والمتفق على أنه الترميز المعياري العالمي الذي يدعم جميع لغات العالم، ويتوافق مع جميع أنظمة التشغيل (بما فيهاأنظمة مايكروسوفت ويندوز). أما أن يجعل الموقع فقط حكراً لمستخدمي إنترنت إكسبلورر أو نظام التشغيل ويندوز ووفق المعايير التي حددتها مايكروسوفت فأعتقد أن هذا مخالف لأبسط قواعد المنطق.
أنا لا أتحدث عن مشكلتي الخاصة، فأنا - والحمد لله - وبالرغم من أني من مستخدمي لينكس، قد تغلبت على المشكلة باستخدام متصفح محاك لمايكروسوفت إكسبلورر يعمل مع لينكس اسمه ie4Linux لكن المشكلة الحقيقية هي مشكلة آلاف المستخدمين الذين لا يحبذون استخدام مايكروسوفت إكسبلورر ولا أنظمة ويندوز برمتها لأي سبب من الأسباب، سواء من مستخدمي أنظمة المصادر المفتوحة أو مستخدمي أنظمة الماك، فليس من العدل أن يتجاهل البنك كل هؤلاء أو يحاول عسفهم وإرغامهم على استخدام منتجات تجارية بعينها قد يترتب على استخدامها دفع نفقات مالية أو كسر أنظمة الحماية الفكرية ليتمكنوا من الاستفادة من خدمات موقع البنك.
فأرجو أن تعيد إدارة البنك الموقرة النظر في تصميم موقعها (والكلام لكل البنوك التي تنتهج نفس النهج) ، ليكون بناء الموقع على أسس فنية وموضوعية تخدم جميع المستخدمين دون قيود، لأن البنك إذا حدد نظاماً أو متصفحاً بعينه وأجبر مستخدميه وعملاءه عليه ثم حدث خلل، فإنه يتحمل قانونياً وفنياً جميع التبعات الناجمة عن هذه المشاكل الفنية ويتحمل كافة الخسائر الناجمة عن المشاكل الأمنية أو الاختراقات التي تنشأ عن ضعف هذا النظام أو المتصفح خصوصاً إن كان لم يعلن عنها في موقع مايكروسوفت أو لم تكتشف من قبلهم حتى وإن وضع رسالة تطالب العميل بمتابعة التحديثات، لأن التحديثات بحد ذاتها ليست كافية وليست شاملة ولكنها تغطي فقط ما اكتشف من ثغرات أمنية، ولم تعد خافية الآن الثغرات التي تستغل في الاختراق أو الهجمات الفيروسية الشرسة، لأن كل ذلك يعلن على الإنترنت، وبالتالي ستكون القضية محسومة لصالح طالب التعويض لو تعرض لمشكلة من هذا النوع. فأرجو من كل مسئول أن يقرأ كلامي بتمعن وببصيرة
http://www.alriyadh.com/2007/04/02/article238321.html