تكلف الدراسة في المعاهد العالية في روسيا الطالب الأجنبي ما بين ألفين وخمسة آلاف دولار سنويا، فيما تبلغ كلفة الدراسة في بريطانيا 12- 20ألف دولار سنويا وفي الولايات المتحدة 15- 25ألف دولار.
ولا بد من ملاحظة أن الدراسة المتهاودة نسبيا من حيث الكلفة في روسيا في اختصاصات هامة مثل الرياضيات والكيمياء والفيزياء وعلم الأحياء وعدد من الاختصاصات الهندسية والتقنية والطبية لا تقل جودة عن الدراسات في الغرب. وليس من قبيل الصدفة أن يحصل الفيزيائيون والكيميائيون وعلماء الأحياء ومصممو البرامج الهندسية وعلماء الرياضيات الروس على وظائف وأعمال برواتب مجزية في الخارج.
يدرس في 170معهدا عاليا في شبكة وزارة التعليم والعلوم في روسيا - وفقا لاتفاقيات دولية كثيرة - طلبة من 98بلدا من بلدان العالم على منح حكومية من ميزانية الدولة الروسية. وتلقى التحصيل العلمي في روسيا قرابة 100ألف طالب أجنبي الذين يدرس 70ألفا منهم على حسابهم الخاص و 30ألفا بمنح من ميزانية الدولة الروسية. ويحصل على فرصة الدراسة المجانية في المعاهد الروسية عادة طلبة أجانب من الفائزين في مختلف المسابقات اللغوية والجغرافية والسياسية.
وجرت العادة أن يتقاطر على روسيا طلبة من الأقطار العربية والصين والهند ورابطة الدول المستقلة والبلطيق وأوروبا والولايات المتحدة. واكثر الاختصاصات انتشارا وإقبالا لدى الطلبة الأجانب الذين يدرسون في روسيا الطب (19.2%) والاقتصاد والمالية والإدارة (17.5%)، والعلوم الإنسانية والاجتماعية (15.6%). كما تحظى بإقبال واسع الاختصاصات الهندسية والتقنية والعلوم الطبيعية والعلوم الدقيقة وعلى وجه الخصوص الرياضيات.
توجد في روسيا 654جامعة رسمية (حكومية). وفي مقدمة المؤسسات التعليمية الروسية التي يدرس فيها الأجانب جامعة موسكو وجامعة بطرسبورغ ومعهد الفيزياء التقنية بموسكو والجامعة التقنية بموسكو وجامعة الصداقة في موسكو. ومن اشهر المؤسسات العالية التقنية جامعة النفط والغاز الروسية بموسكو ومعهد التعدين في بطرسبورغ ومعهد التقنية الإلكترونية في موسكو. كما توجد معاهد شهيرة للنفط في مدينتي تومين وأوفا وغيرهما.
ووفقا لإحصائيات وزارة التعليم والعلوم يدرس الطلبة الأجانب الاختصاصات الإنسانية في معاهد الأقاليم عادة، فيما يدرسون اختصاصات الإدارة والاقتصاد في معاهد العاصمة.
وتوجد في ابرز المعاهد كليات تحضيرية للأجانب يتعلمون فيها اللغة الروسية تمهيدا للالتحاق بالمعاهد والجامعات الروسية.
ويواصل الطلبة الأجانب - بعد إنهاء الكلية التحضيرية (من عام واحد عادة) دراسة اللغة الروسية في كرسي اللغة بالمعاهد التي يقبلون للدراسة فيها. ففي جامعة موسكو الرسمية مثلا يوجد كرسي "تدريس اللغة الروسية كلغة أجنبية" في عدد من الاختصاصات. وثمة دورات تدريسية صيفية مكثفة أيضا.وفي روسيا مؤسسات تعليمية دينية منها ، على سبيل المثال، الجامعة الإسلامية في موسكو والتي تعد الأئمة والخطباء للمساجد، وكذلك أساتذة علوم الدين الإسلامي. وهناك جامعة إسلامية مماثلة في قازان (جمهورية تترستان الواقعة في حوض الفولغا).
كما يوجد في معهد بلدان آسيا وأفريقيا التابع لجامعة موسكو قسم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود للدراسات العربية والإسلامية الذي افتتح بمبرة من سموه سنة 1995م ويواصل نشاطه في هذا المجال.
وتنوي روسيا المضي في التعاون والتكامل في ميدان التعليم في العالم. والسؤال الذي يطرح نفسه هل يتمكن نظام التعليم الروسي من الحفاظ على مستواه الرفيع في العلوم الأساسية، وبالتالي على قدرته في المنافسة، إذا كان يريد أن يتكيف لنظام التعليم الغربي وللمسار التعليمي الغربي المكون من درجتين "البكالوريوس - الماجستير" اي " + 24" (اربع سنوات بكالوريوس وسنتان ماجستير)؟
ويقترح وزير التعليم والعلوم الروسي اندريه فورسينكو أسلوبا مرنا يجمع بين الدراسة من خمس سنوات، كما هو المعتاد في روسيا، في الفيزياء والطب والكيمياء، وبين الانتقال الى نظام " + 24" في الميادين التي تكفيها مدة البكالوريوس ( 4سنوات) للحصول على التخصص المطلوب مثل، السياحة والخدمات والإدارة وما إلى ذلك.
ويجب ألا ننسى أن العلوم الروسية المعترف بها في العالم كله ما كانت لتنشأ وتعمل من دون الاعتماد على القاعدة المتينة التقليدية لإعداد الكوادر لنظام التعليم العالي.
ويشار بهذا السياق إلى أن جهود العلماء الروس تحظى بطلب كبير في الخارج. فان حوالي 20% من منسوبي أكاديمية العلوم الروسية يعملون في مراكز ومعاهد البحث العلمي في أوروبا وأميركا، ويقوم البروفيسورون الروس بالتدريس في معظم - وربما في جميع كبريات جامعات العالم.
حلمي هو السفر لروسيا للدراسة هناك وتعلم اللغة الروسية
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة magid_7111
