حتى لا يكون هناك لبس على القارئ الكريم فإن عنوان المقال ليس لقصة أو رواية أو مذكرات خاصة، بل عنوان مشروع كبير جداً يقوم على فكرة جريئة ومبتكرة لنشر مجموعة من الكمبيوترات في بعض قرى الهند الفقيرة، تثبت في الجدران، وتزوَّد بعصا تحكم شبيه بتلك المستخدمة في برامج الألعاب، بصورة تغري العامة خاصة صغار السن إلى محاولة التفاعل معها وقد مكنهم ذلك من اكتساب المهارات الأولية للتعامل مع الكمبيوتر وكسر عقدة "رهاب الكمبيوتر" خاصة لدى البسطاء والأطفال الذين ليس لديهم أي خلفية مسبقة عن الكمبيوتر من خلال الاحتكاك المباشر به، والتعلم بالاكتشاف من خلال التجربة، والخطأ دون حاجة إلى مدرب، وفي غضون ساعات قلائل كان أطفال القرى المتحمسون يشغلون الكمبيوتر، ويدخلون النصوص ويتصفحون الإنترنت.
لذا فإن التجربة الهندية في "ردم الفجوة الرقمية" من أنجح التجارب الدولية في هذا المجال. الهند اليوم أصبحت تصدر اليد العاملة في مجال التقنية بل إن المصانع المتخصصة بالتقنية تسعى الى أن تكون عمالتها من التقنيين الهنود . إن الهند اليوم تمثل قوة اقتصادية عظمى تنافس أكبر الدول في هذا المجال . علاوة على بناء سواعد مؤهله فإنها أبحث دولة صناعية في مجال البرمجيات، ففي عام 2002م وصل عائد صناعة البرمجيات الهندية إلى (16.3) مليار دولار، ووفقاً لتوقعات اتحاد شركات البرمجيات الهندية إنه من المقدر أن يصل العائد إلى (50) مليار دولار العام (2008م).

وحسب التقارير التي تنشر بأن من أهم عوامل نجاح التجربة الهندية: نمو الطلب العالمي على البرمجيات مع ظهور الإنترنت، ونقص عمالتها في أمريكا وأوربا لتلبية هذا الطلب. -العلماء والتكنولوجيون الهنود المهاجرون إلى أمريكا وبريطانيا، الذين ساهموا بطرق مباشرة وغير مباشرة في تنمية الطلب على صناعة البرمجيات، ودعم إنشاء مؤسساتها في أرض الوطن، وتشهد الهند حالياً تراجعاً في ظاهرة هجرة الأدمغة بعد أن توافرت ظروف اجتماعية واقتصادية ملائمة في مدن الهند الراقية. -الصفوة الهندية ذات التعليم الراقي والتي تجيد اللغة الإنجليزية. -نجاح الهند في وقت قصير في صنع صورة براقة لأداء قطاع صناعة البرمجيات فيما يخص الجودة وكفاءة مستوى إدارة المشروعات، ودقة الوفاء بالالتزامات التعاقدية - إقامة نماذج ناجحة للمشاركة بين القطاعين العام والخاص - دعم الحكومة لصناعة البرمجيات - دعم الولايات المتحدة للهند في إطار مخططها الإستراتيجي لمنطقة جنوب آسيا.

@ كم نحن بحاجة الى أكثر من "ثقب في جدراننا"! كما فعلت الهند.

المصدر