الحمد لله والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى أله وصحبة أجمعين .لما علم (الموفـقـون ) ما خلقوا له وما أريد بإيجادهم رفعوا رؤسهم فإذا (علم الجنة) قد رفع لهم فشمروا إليه وإذا صراطها المستقيم قد وضح لهم فاستقاموا عليه .
رأوا من (أعظم الغبن)بيع ما لا عين رأت ولا إذن سمعت ولا خطر على قلب بشر في أبدلا يزول ولا ينفذ بصبابة عيش إنما هو كأضغاث أحلام أو كطيف زار في المنام .مساكن طيبة في جنات عدن تجري من تحتها الأنهار وأبكارا أعرابا أترابا كأنهن الياقوت والمرجان بقذرات دنسات سيآت الأخلاق مسالخات أو متخذات أخذان وحورا مقصورات في الخيام بخبيثات مسيبات بين الأنام.
وأنهارا من خمر لذة للشاربين بشراب نجس مذهب للعقل مفسد للدنيا والدين ولذة النظر إلى وجه العزيز الرحيم بالتمتع برؤية الوجه القبيح الذميم.
وسماع الخطاب من الرحمن بسماع المعازف والغناء والألحان.
والجلوس على منابر اللؤلؤ والياقوت والزبرجدويوم المزيد بالجلوس في مجالس الفسوق مع كل شيطان مريد .
ونداء المنادييا أهل الجنة إن لكم أن تنعموا فلا تيأسوا وتحيوا فلا تموتوا وتقيموا فلا تظعنوا وتشبوا فلا تهرموا بغناء المغنين .
وإنما يظهر الغبن الفاحش في هذا البيع يوم القيامة وإنما يتبين سفه بائعه يوم الحسر والندامة.
إذا حشر المتقون إلى الرحمن وفدا فهم في روضات الجنة يتقلبون وعلى أسرتها تحت الحجال يجلسون وعلى الفرش التي بطائنها من إستبرق يتكئون وبالحور العين يتنعمون وبأنواع الثمار يتفكهون يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاء بما كانوا يعلمونيطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وانتم فيها خالدون وسيق المجرمون إلى جهنم وردا .
هذه المقدمة من كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لابن القيم الجوزية .
إخوتي في الله تعالوا معي نتجول فيما أعده الله للمؤمنين والمؤمنات من النعيم الذي لايزول في جنة عرضها السماوات والأرض وليس هناك أجمل من التحدث عن الجنة ونعيمها وما أعدة الله لعبادة الصالحين . تعالوا معينجعلها في حلاقات يومية.
أخوكم أبو عبد الله غفر الله له ولوالديه وجميع المسلمين