1 ان هنالك ممارسات خاطئة في اسلوب الدعاء وطريقته ، رغم اهمية الدعاء في اصله .. فمن ذلك اتخاذ الدعاء وسيلة لتفريج الهموم ، من دون ان يكون الدعاء وسيلة لتعميق الصلة مع رب الارباب .. ولهذا نلاحظ الداعى يبتعد عن جوه الروحي المتميز بمجرد الحصول على حاجته .

2 ان الداعي الذي يدعو لقضاء حاجة لم تتحقق ، يعيش حالة من الياس ، والسخط اللااردي تجاه الخالق الحكيم الذي يعطي حاجة الداعي : اما معجلة ، او مؤجلة ، او مؤخرة الي يوم القيامة ، بحيث يتمنى لو لم تستجب له دعوة واحدة ، لما يرى من الاجر الجزيل .

3 يعيش البعض حالة من الاسترخاء والفتور بعد الدعاء الذي يصاحبه شيئ من الرقة ، وكانه يركن الى ذكر ربه له .. وهو غافل عن حقيقة ان لكل يوم حكمه ، فلا ينبغي الركون الى ساعة الذكر السابقة وهو الان من الغافلين .. فان العجب اللاحق لحالة الاقبال من المهلكات .

4 ان البعض يعتمد على الدعاء ، تاركا السعي في تحقيق حاجته وكانه يريد من الله تعالى ان يقوم بكل شيئ نيابة عن الداعي !!..وما الدعاء الا توفيق بين الاسباب من العبد ، والمسببات من المولى.

5 يتحول الدعاء - وخاصة عند الالتزام بذكر او ورد معين - الى حالة من لقلقة اللسان ، لا يفقه الانسان شيئا مما يقول .. ومن المعلوم ان هذا النمط وان كان خيرا من العدم ، الا انه لا يعتد به كثيرا في تحقيق القرب من المولى ، الذي ينظر الى القلوب لا الى الصور والابدان .

6 لا داعي لقراءة الادعية مشكوكة الانتساب الى المعصوم ، مما فيها الغرابة في بعض المعاني ، بل الركاكة في التعبير .. فان في تراث اهل البيت (ع) ثروة وفيرة من المضامين التي لا نجدها في ادعية غيرهم .

7 ان البعض يعلق تفاعله في الدعاء على جو خاص ، وجمع معين .. والحال ان عليه التحررمن كل قيد ، فهو تعالى جليس من ذكره اينما كان ، وهو الذي يحب ان يدعى في كل حال .