اليوم كان مختلفا بالنسبة لي ولااعتقد انني سانسى تلك اللحظات التي جعلت اعصابي تتوتر الى هذه الدرجة والسبب منظر غروب لاأكثر!!
بدات الحكاية عندما خرجت من مقر عملي في حدود الساعة الرابعة والنصف
والجوع يكاد يقتلني ، وكنت عازما العودة الى السكن لولا انني لمحت منظر الغيوم التي تتخللها أشعة الشمس الذهبية بشكل لافت للنظر..وهنا تساءلت: أيهما أولى الأكل أم التصوير..؟؟ فاخترت الثاني..فتوجهت الى اقرب استوديو واشتريت فيلما ثم توجهت نحو الكورنيش واخترت لي موقعا هادئا بعيدا عن أي ازعاج ، حيث اوقفت سيارتي بسرعة وأمسكت بالمفتاح والفيلم في يد واحدة وركضت الى موقع التصوير..فالتقطت صورا مختلفة واشفيت غليلي في التصوير رغم أن الجوع كاد أن يفتك بي!!
المهم أنهيت المهمة بكل سلام ووضعت يدي في جيبي بحثا عن مفتاح السيارة وتفكيري منصب على المكان الذي يمكن ان (أتغدى) فيه مع أن الشمس قد غربت فعلا!! ولكن ماحدث أن المفتاح غير موجود فاعتقدت اني وضعته في شنطة الكاميرا مع الموبايل كالعادة ..الا أن الواقع عكس ذلك فلامفتاح ولاموبايل..!
بحثت عنهما داخل السيارة فشاهدت الموبايل الا أن المفتاح(وهو الاهم) غير موجود ، فبدات رحلة المعاناة والبحث هنا وهناك وكأنني أم اضاعت طفلها في السوق ، ولكن دون جدوى ، حتى بدا الياس يدب في نفسي ، والمشكلة ان المفتاح الاحتياط موجود في شنطة داخل السيارة وهذا مما زاد الطين بلة ! وفي النهاية بدأت بذكر كل الأدعية المتعلقة بضياع الشيئ ، وعدت الى موقع التصوير لعلها تكون الفرصة الأخيرة للعثور على المقتاح وفجأة احسست أن الارض ترتج من تحتي ، فتمكست بسور الكورنيش فاذا برجل ضخم يتجه نحوي بابتسامة عريضة من الأذن وحتى الأذن فقلت في نفسي: خير اللهم اجعله خير..! يبدو أني يومي لن يمر بسلام ..! ولكنه اقترب مني ثم قال: اتبحث عن مفتاح ضائع..فتغيرت صورته في نظري فصار عندي كالحمل الوديع رغم انه يشبه مصارعي الساموا ! فقلت له كنت اصور هنا ففقدت مفتاحي ، فسلمني اياه بكل هدوء ثم شكرته على هذه الخدمة التي لن أنساها له وهو ممسك بيدي حتى كاد يحولها الى ليمونة معصورة !! فطلبت منه توصيله الى أي جهة يريدها فقال لااريد شيئا سوى بعض المور البسيطة وارجو الا تردني..! فقلت له آمر…فبدأ يعدد طلباته واحدة تلو الأخرى اذكر منها اقامة سارية المفعول ووظيفة لأحد أقاربه ووووو..!
المهم حركت سيارتي بعد ان اعتقدت انها ستبات في مكانها على الكورنيش وسط البرد
فذهبت الى احد مطاعم التكة والكباب والمشاوي الساخنة لكي أعوض فترة المجاعة التي تعرضت لها بسبب التصوير ولن أخبركم بطلباتي الكثيرة التي أتعبت بها الجرسون ولكن يكفي أن تعرف عزيزي القارئ أن آخر جملة قلتها للجرسون هي (رفيق.. جيب مشاوي حق عشرة نفر)!
ملاحظة: من يرغب في التعليق على الموضوع ففي حدود المعقول..ولا داعي للاحراج!!
تحياتي لكم!