اكتب ببساطة، فلسنا أدباء

[المبدع العربي]

عندما بدأت بكتابة موضوع “أنواع المشرفين في المنتديات، أيهم أنت؟” أطلت قليلاً في المقدمة، ثم انتبهت إلى أنني كنت أقوم بتحرير بعض الكلمات والتعديل على العبارات بأبلغ منها وأفضل، فقلت في نفسي “منذ متى كنت أتصنع كتاباتي وأزخرفها وأزينها؟”، وحذفت كل المقدمة ثم بدأت بالكتابة من جديد كالمعتاد بكلام بسيط وأكملت الموضوع وأنهيته حتى في وقت قصير.


مثال آخر: أخبرني صديق لي أنه عندما يكتب موضوعاً في مدونته فإنه يأخذ ما بين ساعتين إلى 3 ساعات حتى ينتهي منه، هذا على الرغم من أن مواضيعه تقارب مواضيعي في الطول، فاستغربت من كلامه وذهبت لأقرأ بعض مواضيعه لأرى فيها اختياراً مبالغاً فيه لألفاظ وكلمات فيها من البلاغة والاستعارات والتشبيهات. فأقول لِمَ كل هذا؟


هل أخبرك أحدٌ أن من يقرأ لك هم من الأدباء؟ أو الشعراء؟ أو بالغي الثقافة؟ لا، لا هذا ولا ذاك. لكل مقام مقال، ولكل موقف حديث، فإذا أردت إلقاء خطاب أمام جمع من المثقفين والأدباء، فأبلغ في الحديث وأدخل ما تشاء من الصور الجمالية والمحسنات البديعية، وإذا حدثت علماء وأطباء، فأدخل ما تشاء من المصطلحات التي يفهمها أهلها.
أما إذا كان من يقرأ لك هم من غير المتخصصين، أو من الطلاب الجدد أو قليلي الخبرة، أي باختصار أنهم من العامة، فلا داعي لأن تعقد نفسك وتعقدهم معك، فلن تزيدهم إلا ابتعاداً عنك وعن ما تكتب، فالنفس تميل إلى البسيط والسهل من الكلام، وتنفر من المعقد.

علي الطنطاوي -رحمه الله-، الكاتب الكبير المحبب لدى الكثيرين منذ زمنه إلى يومنا هذا، كانت من أبرز صفات كتاباته وأكثر ما اشتهر به “البساطة”، فقد كان يختار الألفاظ السهلة المتداولة بين الناس ليقولها، ولا يلجأ إلى المعاجم ليخرج أكثر الكلمات تعقيداً ولا يظهر مصطلحات لا يعرفها إلا أصحاب مستويات عالية، هكذا وصل لقلوب الناس.
أنظر لمستمعيك وقرّائك أولاً، ثم فكر في هدفك من الكتابة، هل تريد فائدتهم فعلاً؟ فإن كان كذلك فعليك استخدام أفضل ما يناسبهم لكي تصل إليهم وتبلغهم برأيك، فتَبسَّط إذاً في كلامك.


ثم إن اختيار الألفاظ نفسها يلهيك عن الهدف الأساسي في الموضوع وقد ينسيك إياه، وقد تطيل في كتابته فتملّه أو تمل كتابة غيره لاحقاً، ضع نقاطاً أساسية، ثم اكتب فيها وقم بالمراجعة بعدها، هذا كل شيء.


الخلاصة: قليل من العامة من يحب الزخرفة في الحديث، والأغلب يحبون البساطة، فاتجه إلى الأغلب لتصل إلى مبتغاك.


وبالتوفيق لكل الكتّاب.

[أبو مايد]

الحقيقة أنا استغرب من الناس إلي إذا شافو مقاله كاتبنها قالو اللغة ضعيفة أو فيها أخطاء و حتى ولو كان المكتوب متعلق فقط بتطوير المواقع! يعني على سبيل المثال أنا كتبت في تطوير المواقع يعني محتاج رأيك عن ماكتبته في تطوير المواقع .. فـ ليش التدقيق في أمور احنا بالأساس موب متطرقين لها و كذلك هذي الأخطاء لا تعيقك لفهم و استيعاب المعلومة.

شكرا لك يا المبدع اتفق معاك 100% فيما كتبت
أبو مايد

[المبدع العربي]

كما قلت أنت أخي بومايد..
لربما أنني لم أصادف هؤلاء الناس، لكنهم في العادة متعصبين للهذه النقطة، وغالباً ما يكون السبب لجهلهم أو حماسهم..
فاللغة إنما هي أداة لتوصيل المعلومة، وليست غاية في حد ذاتها. فلا داعي للتعقيد

[أبو يزيد]

س : لو كتبتَ مقالا باللغة الانجليزية هل ستهتم بهذه النقطة أم ستكتب الكلمة بأي شكل كان ؟؟؟