خفايا فشل صفقة مايكروسوفت وياهو !
محمد حامد – صحف: لازالت ردود الأفعال العالمية تتواصل على المستويين التكنولوجي والاقتصادي عقب فشل صفقة "مايكروسوفت – ياهو" والتي شغلت الرأي العام العالمي على مدار الأسابيع الماضية، ولا زالت مرشحة لخلق المزيد من ردود الأفعال خلال الفترة المقبلة، وهو الأمر الذي تجاوبت معه كبريات الصحف الأميركية والبريطانية، ففي تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" أكدت أن ستيفن بالمر المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت والذي تخلى عن صفقة ياهو يوم السبت يبحث عن إجابة للمشكلة الرئيسية لشركته: حيث أن وصفته للنجاح والتي اعتمدت على مرور الزمن لم تأت بنتيجة مع غوغل الشركة الرائدة في الوقت الحالي في مجال الإنترنت.
فمن خلال مناقصة شركة ياهو كانت شركة مايكروسوفت تحاول أن تجد مخرجا لها من المشكلة. وكانت خطوة تتسم بالمغامرة وأثارت كثير من الجدل ولكنها على الأقل تعد نقلة كبيرة. والآن لا يوجد هناك احتمال واضح لعملية إصلاح سريعة لشركة مايكروسوفت لأن مركز الجاذبية في مجال الحاسبات يستمر في التحرك بعيدا عن مجال الحاسب الشخصي وهو المجال الحصين لشركة مايكروسوفت متجها إلى مجال الإنترنت.
ومازالت مايكروسوفت قوية ورابحة بشكل كبير ولكن سعر إحتياطيها قد ركد وسط شكوك حول نموها في المستقبل. كما أن سنوات من عدم الثقة قد لحقت بسلوكها في الأسواق الجديدة، ويجب على السيد بالمر البالغ 52 سنة من عمره أن يقود التغير في حقبة الإنترنت .
وقال جورج كولوني المدير التنفيذي لمؤسسة فورستر للبحث وهي شركة متخصصة في مجال البحث التكنولوجي: سوف يشتهر ستيف بالمر من خلال كيفية إدارته لهذا التحول الهائل خلال السنوات القليلة القادمة ولكن سجله لم يتميز حتى الآن، كما أن شركة مايكروسوفت في حاجة إلى حماسة التنافس والإصرار والإستثمار المتأني من أجل تحقيق الإنتصارات عبر السنوات من أجل بناء أعمالها بدلا من بيعها. وقد استخدمت هذه الصيغة في أنظمة تشغيل الكمبيوتر الشخصية وتطبيقاتها مثل برامج معالجة الكلمات وبرامج الجداول وبرامج مركز البيانات وحتى برامج ألعاب الفيديو.
وقد انتصرت هذه الأساليب منذ بداية برنامج مستعرض الإنترنت المسمى اتصالات الإنترنت في فترة التسعينيات من القرن العشرين. ولكن حملة مايكروسوفت في الاكسبلورو (المستعرض) قد أدت إلى طلب فيدرالي بسحب الثقة تم تقديمه ضد الشركة في عام 1998 مع استمرار المراقبة لعدم الثقة في الولايات المتحدة وأوروبا.
ويقتصر السلوك التنافسي لشركة مايكروسوفت هذه الأيام على آثار مشكلات عدم الثقة كما يقول خبراء ومحللو صناعة الإنترنت. وهذا يساعد في تفسير لماذا كافحت شركة مايكروسوفت في هذا المجال من السباق بخاصة ضد شركة غوغل التي قفزت في الأسواق كشركة إعلانات على الإنترنت.
ويقول تريموثي بريسناهان الإقتصادي في جامعة ستانفورد ومسؤول قسم العدالة وسحب الثقة السابق: إن تعقب شركة مايكروسوفت لشركة ياهو هو الأساس في مشكلات عدم الثقة. إن مستقبل معظم سوق الكمبيوتر ليس هو الكمبيوتر الشخصي. كما أن جهود مايكروسوفت من أجل الحصول على شركة ياهو وقرارها المطلق على ترك هذه الحملة قد أوضح طريقة عمل بالمر والمتمثلة في العداء التنافسي الشديد.
فقد ذكر بالمر لـ جيري يانج المدير التنفيذي لشركة ياهو بأن مايكروسوفت سوف تقدم عرضا غير ودودا لياهو وذلك من خلال محادثة تليفونية في اليوم السابق للعطاء الذي عقد على الملأ في أول شهر فبراير. وكان العرض النقدي والاحتياطي الذي قيمته 44.6 مليار دولار أميركي أو 31 دولار قيمة السهم كان يفوق بنسبة 60 بالمائة أسهم ياهو التي تاجرت فيها شركة ياهو في اليوم السابق.
وفي الخامس من أبريل ومن خلال الإحباط الذي ساد بسبب فشل المفاوضات بين الشركتين أرسل بالمر إلى ياهو خطابا تهديديا بأن مايكروسوفت سوف تتجه مباشرة إلى حاملي أسهم ياهو من أجل التصويت إذا لم توافق الإدارة على الإندماج خلال ثلاث أسابيع، ولكن خلال إجتماع منذ أسبوعين مع يانج، أصبح واضحا بالنسبة لبالمر أنه يحتاج التوصل إلى صفقة ودية أو ينسحب كلية كما ذكر أشخاص مقربون له حضروا الإجتماع. وقد تقابلت المجموعة الصغيرة وسط بورتلاند في مكتب شركة قانونية يمتلكها والد بيل غيتس.
وقدم يانج عرضا مطولا مستخدما برنامج الباوربوينت الخاص بشركة مايكروسوفت والذي أنهاه بعبارة مكتوبة بخط واضح تقول بأن عرض شركة مايكروسوفت يبخس قيمة شركة ياهو. ولكن عندما سأل بالمر عن السعر الذي يريدونه رفض يانج أن يناقش الموضوع من أساسه وهذا وفق ما ذكره شخص حضر الإجتماع.
وفي يوم السبت فشل الرجلان مرة ثانية في التوصل إلى اتفاق على سعر مناسب الأمر الذي دعا بالمر إلى المغادرة، وقد أظهر القرار أيضا النظام التحليلي الذي ينتهجه بالمر حينما حدد السعر ورفض زيادته.
ويقول الكثيرون بأن بالمر متأثر بطريقة غيتس. حيث بدأت صداقتهما منذ أن كانا طالبين في جامعة هارفارد وقد بدأت شراكتهما في العمل عندما التحق بالمر بالعمل في شركة مايكروسوفت، وعلى الرغم من أنه أصبح مديرا تنفيذيا عام 2000، فإن بالمر يمكن أن يوصف بأنه نشط في مجال التسويق لا يتعب وخطيب مفوه ومعروف بتصرفاته الصريحة في اجتماعات مبيعات شركة مايكروسوفت. ولكنه كما يقول زملاؤه لديه غموض كبير في استراتيجيته التي يعتمد عليها في كثير من المواقف.
المصدر
http://www.abulojain.com/?action=dnews&mid=1308
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس
