هل أوصى "مصطفى كمال أتاتورك" بإرجاع الخلافة الإسلامية؟



مصطفي كمال أتاتورك قبل عدة أشهر، أطلقت جريدة (حريت) التركية الصادرة في إسطنبول خبراً انفجر كقنبلة مدوية في أنحاء "تركيا"، الخبر يتعلق بالوصية التي كتبها "مصطفى كمال أتاتورك" قبل وفاته وبقيت سراً حتى الآن..
يقول الخبر: إن "أتاتورك" قام في 6 سبتمبر 1938م (أي قبل وفاته بشهريْن) باستقدام "إسماعيل كونتر" كاتب العدل السادس في شارع "بك أوغلو" إلى قصر "دولمة باغجة" حيث كان يقيم وهو مريض بحضور "رضا صوياك" والبروفيسور "نشأت عمر إردلب"، وسلم إليه وصيته المكتوبة بخط يده داخل مظروف، حيث تمَّ ختمه بالشمع الأحمر في ثلاثة أماكن، وقال لكاتب العدل: "في داخل هذا المظروف المختوم توجد وصيتي، وعندما يحين الوقت المناسب ستقومون بإجراء اللازم".
وفي يوم 28 نوفمبر1939م، فتحت محكمة الصلح الثالثة في "أنقرة" المظروف الكبير أمام هيئة رسمية.
ويقال: إن هذه الرواية ناقصة؛ إذ كان يوجد داخل المظروف الكبير مظروف آخر، وإن هذا المظروف أودعه رئيس محكمة الصلح الثالثة "عثمان سلجوق" في 5ديسمبر1939م أمام هيئة رسمية في صندوق سري خاص في المركز الرئيس للمصرف الزراعي الحكومي.

إنكار حكومي


أحد المواطنين الأتراك واسمه "مريج توملو أر" اهتم منذ سنوات عدة بهذه الوصية، وسعى لمعرفة حقيقتها ومحتوياتها، وأسباب عدم نشرها حتى الآن على الرأي العام التركي، وأسس موقعاً خاصاً لهذا الموضوع هو: www.ataturkungizlivasiyati.com أي: "الوصية السرية لأتاتورك"، حيث إنه لم يرجع بأي طائل من جميع مراجعاته للمؤسسات الحكومية الرسمية؛ ومنها رئاسة الجمهورية ورئاسة الأركان العامة للجيش التركي التي تحتفظ بأرشيف غني من المصادر التاريخية، وأنكرت جميعها وجود هذه الوصية عندها.
يقول المواطن: "قامت المحكمة بقيد وتسجيل هذا المظروف، وضماناً لعدم فتحه قبل الوقت المحدد له، وهو خمسون عاماً، فقد تمَّ وضعه في صندوق حديدي وإغلاقه بلحام كهربائي.. وعندما حان وقت فتحه في فترة الثمانينيات من القرن الماضي لم يصرِّح المسؤول آنذاك وهو رئيس الجمهورية "كنعان أورن" بأي شيء، ولم يُحِط الشعب علماً بالمسألة".
والحقيقة أنه عندما حان وقت فتح الوصية وإعلان محتواها لم تتحرك أي جهة رسمية في هذا الصدد؛ لذا قام هذا المواطن عام 2005م بمراجعة محكمة الصلح الثانية عشرة في أنقرة، طالباً منها الإعلان عن محتوى الوصية حسب قانون حق الفرد في الوصول إلى المعلومات، وذكر أسماء شهود يعلمون بوجود هذه الوصية؛ منهم رئيس الجمهورية الأسبق "كنعان أورن" الذي لا يزال على قيد الحياة، وكذلك "أمين شيرين" نائب البرلمان الأسبق عن إسطنبول، والكاتب والباحث التركي المعروف "آيتوج آلتون دال"، ولكن المحكمة ردت الطلب دون القيام بأي بحث، قائلة: "إنه لم يثبت لديها أي شيء حول هذا الأمر".

ماذا في الوصية؟


عندما سُدَّت الأبواب أمام هذا المواطن، قام في 19أبريل2007م بمراجعة محكمة حقوق الإنسان الأوروبية، وقدَّم إليها عريضة من أربعين صفحة شرح فيها الموضوع بالتفصيل.. وفي 31مايو2007م جاء الرد كما يلي: "إن طلبكم المرقم 17820- 7 قد تم قبوله، وسنبلغكم لاحقاً بقرار المحكمة".
ماذا في وصية أتاتورك؟هل طلب إرجاع الخلافة؟
يقول الكاتب والباحث التركي "آيتوج آلتون دال": "إن أتاتورك كانت له أفكار وملاحظات أوصى بالكشف عنها بعد خمسين عاماً". ويضيف: "قام رئيس الجمهورية "كنعان أورن" وكذلك رئيس وزرائه آنذاك "تورجوت أوزال" رئيس الجمهورية فيما بعد بقراءة هذه الوصية، ولكنهما رفضا الكشف عن مضمونها بحجة أن المجتمع غير مهيّأ الآن لهذا".
ويتابع "آلتون دال": "في عام 1988م، أضيفت مدة جديدة أخرى، وهي 25 عاماً، قبل الكشف عنها.. وفي هذه الوصية يرى أتاتورك إرجاع الخلافة الإسلامية، ولكن ليس على أساس فردي أو وراثي؛ بل على أن يكون العالم الإسلامي كله مشاركاً في مؤسسة الخلافة وفي منصبها بشكل دوري.. وفي عام 1958م كان رئيس الوزراء الأسبق الراحل "عدنان مندريس" قد اطَّلع عليها، وهذا ما شجعه مرة إلى القول لنواب البرلمان التركي: لو أردتم لاستطعتم كل شيء حتى إرجاع الخلافة".
هذه هي القنبلة التي انفجرت مؤخراً في المشهد التركي، وكان الموضوع حساساً إلى درجة لم يجرؤ معه أحد على البحث والتنقيب عنه؛ لكي لا يُشاع عنه أنه رجعي ومن المطالبين بعودة الخلافة.
والآن ماذا سيحدث؟ سننتظر قرار المحكمة الأوروبية، فإن قررت وجوب الكشف عن الوصية فالحكومة التركية مُلزَمة بتنفيذ قرار المحكمة.

http://www.almujtamaa-mag.com/Detail...sItemID=268757