بسم الله الرحمن الرحيم
(رب اشرح لي صدري و يسر لي أمري و احلل عقدا من لساني يفقهوا قولي)
صدق الله العلي العظيم



بعد طول المدة و انقضاء العدة، اعاود اتصالي بعد أن جمعت نثار أوصالي، التي قطعتها حبال الزمن، بين شغل شاغل و عمل مائل، و قد أثخنتني الأيام بجراح الإنتظار، و أحمد الله الذي علم بالقلم، إذ مدي بالطاقة و تحمل الألم، لأنهض من مخدع الركود، فأخرج من الكهف المظلم ، إلى عالم الضياء الذي تتلألأ فيه النجوم مساءا، و تتشعشع الشمس فيه نهارا، و غايتي أن اعيد للروض ازهاره ، و للعقل أفكاره... و الله المستعان.


أبدأ، بموضوع طريف و محزن في الوقت نفسه، حيث ييبن مدى ظلم الإنسان، و استهتاره و غبائه إحيانا و غرابة أطواره.


من مظالم الحيوانات

يروى أن ديكا باض بيضة سنة 1474 في مدينة بال السويسرية، فصارت البيضة حديث الناس في أرجاء البلاد. و عرضت قضية الديك و بيضته على المحكمة، حيث جرت هناك محاكمة الديك قضائيا، و بعد مشاورات بين القضاه و المستشارين، حكمت المحكمة على الديك بالإعدام حرقا، لأنه قام بفعل ينافي الطبيعة.


و قال الشاعر:

و من عجب عجبت له حديث بديع ليس من بدع السداد
و أقول:

ياللعجب، إذا كان الديك مذنبا لانه باض بيضة، و اعتبرت فعلته منافية للطبيعة، فما حكم أولائك البشر الذين يقيمون علاقات شاذة و العياذ بالله، و المصيبة الكبرى أن بعض الحكومات أقرت قوانين تكفل لهؤلاء كامل حقوقهم الإجتماعية و المالية و السياسية.

قال تعالى: (ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس)

و : (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون)

و لسان حال الديك، قبل أن يلقى في النار المستعرة: حرام علي ، و حلال على غيري !!! و الله عجيب أمر البشر ؟ و صاح الديك بعد الشوي : كلوووووني.



أما القصة الثانية،،،

وصل عام 1705 قرد على متن زورق صغير إلى شاطئ هارتبول بإنجلترا – و هو ما يدري عن هوا داره أصلا - ، فألقت الشرطة عالسكرية عليه القبض، و سيق إلى المحكمة و الأغلال تطوق معصميه – القرد المسكين – ، و بعد فينة إجتمع أعضاء المحكمة العسكرية ، فامتثل المتهم – القرد كالأطرش في الزفة – أمام القاضي ... و جرى الاستجواب – و الله أعلم كيف صار هذا الإستجواب . و في النهاية ، أصدرت المحكمة حكم الإعدام شنقا على القرد بتهمة التجسس لصالح فرنسا. و الله عجيب.


قال الله تبارك و تعالى : (إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا)

و : (لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين)

اقول:

مهما نطق اللسان و فكر العقل، لن يجزي في وصف ظلم الإنسان، ظلم شركاءه في الطبيعة من حيوان و نبات، و ظلم إخوته من بني البشر، و لم بكتف بذلك بل ظلم نفسه أيضا ، كما في قوله تعالى : ( و ما ظلمونا و لكن كانوا أنفسهم يظلمون) .

و الحمد لله الذي علم بالقلم – علم الإنسان مالم يعلم

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخوكم المفكر
aaw2k@hotmail.com

نسألكم الدعاء


انقلها لكم انا cbh1978