رثاء في العلامة الشيخ/ أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله
نقلت من موقع الشيخ صادق البيضاني
كانت آخر زيارة التقيت بها بهذا الشيخ الجليل قبل شهرين وهو على فراش المرض بمدينة الرياض بمجمع الملك فهد الطبي، فلم تجمد عيني عن البكاء لما رأته وهو في غمرات المعاناة المرضية الشديدة التي أسأل الله أن تكون كفارةً له، فرحمه الله رحمة الأبرار المتقين الأخيار وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون :


جَازانُ تبكيْ والجُفونُ كأرمَــدِ
قَدْ هالها موتُ الإمامِ الأحْمـــدِ
لمَّا رأتْ عينيْ مُصَابَكَ ما غَفَتْ
حتَّى جَرَى دمْعيْ ولمْ أَتَقَصَّــدِ
وَرِثَ العلومَ فكان حِصْناً زاخراً
شيخُ الفنونِ مِنَ الطِّرازِ الأَوْحـدِ
مِــنْـهـاجُـهُ نَـهْـجُ النبـيِّ محمـدٍ
والصَحْبِ والأتباعِ دُونَ تَــــردُّدِ
وعـقيدةُ الأسْلافِ مَشْرَبُـهُ الـذي
منها ارتوى رياً كأعْذبِ مَـوْرِدِ
العِــــلـْمُ قـالَ اللـهُ قـالَ رسولُـهُ
هذي مقالتُهُ تَروحُ وتـَغـْـتَـــديْ
سَلْ عنْهُ جازانَ التيْ أَفْتَى بها
قدْ كانَ مُفتيــهـا بقـولٍ مُرْشـِدِ
جازانُ يا أرضَ العلومِ تَحَدَّثـيْ
لا تَصْمُتِي صَمْتَ الحزينِ الأَرْبَدِ
واحْكِيْ لنا تاريخَ أحمدَ عَلَّنـا
نَرْويهِ في ظِلِّ الشبــابِ الأبْــرَدِ
قُــــــولـيْ لأبـناءِ الـبـريّـَةِ إنّـَهُ
شَمْسُ العلومِ بفهمـهِ المـُـتـَفَرـِّدِ
لو تُبْصِرُوا الطلابَ فيْ حلقاتـهِ
يـتـلـهـفـونَ لقولهِ الـمـُسْـتـَرْشِـدِ
وبيانِ ما يرويهِ مِنْ دُرَرِ الـعـُلا
وشـــــواردٍ مِـنْ عالـمٍ مُـتَـعَـبّـَدِ
وجمـيـلِ ألفــاظٍ بأجمـلِ حُلَّــةٍ
إنْ رُمْتَ إحصاءَ الفـضائـلِ عدِّدِ
جَمَعَ الفضائلَ والعلومَ وقَدْ عَلا
بجميلِ أوصافِ الهُدى المُتَوَقِّدِ
لـلـهِ دَرُّكَ فـي الحـيـاةِ ومَيِّتــاً
بَلَغَ الـمـرادَ ومـاتَ بَـعْـدَ تَجـَـلـُّدِ
فَلْيبكـهِ البـاكـونَ أبنـاءُ العُـلا
إنْ ماتَ ، أنفاسٌ لهَ لمْ تَـخـمـُدِ


وكتبه الشيخ صادق بن محمد البيضاني
البحرين 20 رجب 1429هـ