السلام عليكم - كيفكم اخواني الافاضل

(الشبكة الإسلامية)
د نجيب عبد. الله الرفاعى




أكتشف العلماء أن للمخ موجات ولكل موجة سرعة فى الثانية ففى حالة اليقظة يتحرك المخ بسرعة 13 –25 موجة /ثانية، وفى حالة الهدوء النفسى والتفكير العميق والأبداع يتحرك بسرعة 8 – 12 موجة /ثانية، وفى حالة الهدوء العميق داخل النفس ومرحـلـة الخلود للراحة يتحرك بسرعة 4 – 7 موجة / ثانية وفى النوم العميق بسرعة نصف-3 موجات .

كانت هذه المعلومات واضحة فى ذهنى وأنا أتنقل فى جناح أحد مؤتمرات التعليم فـى الولايات المتحدة الأمريكية هذا العام، وبالتحديد فى شهر يناير، لفت نظري جهاز كمبيوتر يقيس الموجات الدماغية الأربعة بكل دقة وأستأذنت فى أن أضع القبعة على رأسى لأرى أثر تلاوة القرأن على موجات دماغى حيث قرأت أية الكرسي وشاهدت على شاشـة الكمبيوتر أنتقال المؤشر من سرعة 25 موجة / ثانية الى مايقارب منطقة التأمل والتفكير العميقة والراحة النفسية 8-12 موجة/ثانية .

استغرب صاحب الجهاز من هذة النتيجة، وطلبت منه أن أقراء القرأن على أحد رواد المعرض الذى رحب بالفكرة وكانت النتيجة وأنا أقراء عليه أية الكرسي أكثر من مذهلة فقد رأيت ـ كما رأى الحاضرون معي ـ أنخفاض موجاته الدماغية بشكل سريع الى منطقة 8-12 موجة /ثانية، وحين أنتهيت من القراءة قال لى : قراءة جميلة ولو أنى لم أفهم منها شيئا ولكنها ذات نغمات مريحة … لقد أدخلت السرور على قلبى بكلام غريب لم أفهم منه حرفا واحدا … والحقيقة وأنا مغمض عيناي وأستمع الى كلمات القرأن حاولت أن أقلد هذه الكلمات داخل قلبى ولكننى لم أستطيع كلام جميل ومريح !!!

ونفس الكلام يتكرر مرة أخرى : فتحت ظل شجرة فى حديقةريجنت بارك فى عاصمة الضباب لندن جلست مع أحــد المشاركين فى دورة متقدمة فى علم البرمجة اللغوية، وهو من الجنسية الأمريكية، ودار هـذا الحوار :
هل تعرف شيئا عن الأسلام ؟
*أعرف معلومات عامة عنه ولكن ليس بتفصيل، وأنا شخصيا أبحث عن دين .

_هل سمعت بالقرأن وهل تعرف عنه شيئا ؟
* أعرف أنه كتاب المسلمين حاله حال الإنجيل عند النصاري، ولكنني لم أسمع به من قبل .

- حيث إنك لم تسمع تلاوة القرأن هل تمانع أن أقرء عليك بعضا من الأيات القرأنـية ، فنحن المسلمون نؤمن أن للقرأن أثرا فى النفس فى تلاوته، فالقرأن عندنا معانى وكلمات وصوت مؤثر !
· أننى متحمس لهذه التجربة … ليس لدى مانع !! -

بدأت بقراءة أية الكرسي وأية بعدها بما لدى من مهارات فى التجويد والترتيل تعلمتها من شيخ مسجد الهاجرى الشيخ عبد السلام حبوس حفظه الله، وأثناء التلاوة لاحظت التالى: .

بدأ هذا الأنسان الذى كان جالسا بأستقامة على الكرسى بالانحناء قليلا .. قليلا . بعد لحظات أغمض عينيه.. تغيرت ملامح وجهه الى الهدوء والخشوع والخضوع . أحسست وأنا أقرأ القرأن على هذا الإنسان وكأننى أقرؤه على مسلم، حيث تأثره السريع بالقراءة مما أعطانى راحة نفسية كبيرة وسعادة لاتوصف .

وبعد أن انتهيت من القراءة .. جلسنا فى لحظة صمت ثم فتح عينه … وإذا العينان حمراوان ، وبدأت الدموع تـترقـرق والانشراح باد على وجهه وهو يقول : لقد عزلتنى بتلاوتك الجميلة عن هذا العالم الذى نعيشه، إن لهذه الكلمات تأثير غريب على نفسي . سألته : هل فهمت شيئا من هذه التلاوة ؟ قال لقد تحدثت الأيات عن قوه عظمي هي قوة الرب التي تحتاج اليها فى السراء والضراء والتي هى معنا فى كل وقت وكل حين وفى كل مكان، ثم استرسل فى الحديث مفـسـرا المعاني العامة لآية الكرسي .

أزداد عجبي كما أزدادت سعادتي وأنا أجرب أول مرة قـراءة القرأن علي شخص لم يسمع به من قبل ويتأثر هذا التأثر، بل ويفهم المعاني وهو جاهـل بالعربية ! قلت له أريدك أن تكتب هذه المعاني علي ورقة . قال : سأكتبها بكل سرور . وكان مما كتب عن هذه التجربة بيده: أن مقدمتك من القرأن، كانت ولازالت ذات أثر عظيم فى نفسي ، ولسوف أحمل تعابيرك الجميلة معي دائما . سأحاول أن أعبر بكلماتي عن تجربتي لكلمات الرب . كانت البداية تقريبا حزينه أو كئيبة ، لقد شعرت وكأني منفصل عن جزء هام وأساسي من نفسي … من الحياة . لقد حركت هذه الكلمات حكمة الشخص وبصيرته العاطفيه في كيفية أن الألم والأختبارات والمحن تعبير عن وجود الله ، والأكثر أهميه أن الله معنا خلال هذه الأوقـات والذى يعد أمرا مهما ويستحق التقدير مثله مثل أوقات المتعة ، وهذا عندئذ أصبح إحساسا برابطة غير محكومة بأى زمن ومعرفة أنني فى مكاني المناسب مع إدراك أن أمـر دقيق صعب التحديد غامض، وفى نفس الوقت عميق معبر عن قوة الحياة التى هي هدايه تملؤها المتعة ويعمها السـلام..الرب معي . وهذا ينتج مع حالة أستغراق ممتعة مفرجة للأسارير تنتهي بسلام . رائع / ممتع ! شكرا لك شكرا لك .

يقول سيد قطب في كتابه ( قي ظلال القرأن ) : إن الأداء القرأني يمتاز ويتميز عن الأداء البشرى .. إن له سلطانا عجيبا على القلوب، ليس للأداء البشرى، حتي ليبلغ أحيانا أن يؤثر بتلاوته المجردة على الذين لايعرفون من العربـية حرفا … وهناك حوادث عجيبة لا يمكن تفسيرها بغير هذا الذى نقول – وإن لم تكن هـي القاعدة – ولكن وقوعها يحتاج الى تفسير وتعليل ..ولن أذكر نماذج مما وقع لغيرى ، ولكني أذكر حادثا وقع لى وكان عليه معى شهود ستة، وذلك منذ حوالى خمسة عشر عاما … كنا ستة نفر من المنتسبين للإسلام علي ظهر سفينة مصرية تمخر بنا عباب المحيط الأطلسي إلى نيويورك ، من بين عشرين ومائة راكب وراكبة أجانب ليس فيهم مسلم .. وخـطر لنا أن نقيم صلاة الجمعة في المحيط علي ظهر السفينة ! والله يعلم – أنه لم يكن بنا أن نقيم الصلاة ذاتها أكثر مما كان حماسة دينية إزاء مبشر كان يزاول عمله علي ظهر السفيـنـة، وحاول أن يزاول تبشيره معنا ! .. وقد يسر لنا قائد السفينةـ وكان إنجليزياـ أن نقيم صلاتنا، وسمح لبحارة السفينة وطهاتها وخدمها – وكلهم نوبيون مسلمون – أن يصلـي منهم معنا من لا يكون في الخدمة وقت الصلاة، وقد فرحوابهذا فرحا شديدا؛ إذ كانت المرة الأولى التى تقام فيها صلاة الجمعة على ظهر السفينة، وقمت بخطبة الجمعة وإمامة الصـلاة والركاب الأجانب معظمهم متحلقون يرقبون صلاتنا ! .. وبعد الصلاة جاءنا كثيـرون منهم يهنئوننا علي نجاح " القداس " !!! فقد كان هذا أقصى مايفهمونه من صـلاتـنا، ولكن سيدة من هذا الحشد – عرفنا فيما بعد أنها يوغسلافية مسيحية هاربة من جحيـم "تيتو " وشيوعيته ! – كانت شديدة التأثر والانفعال ، تفيض عينـها بالدمـع ولاتتمالك مشاعرها جاءت تشد على أيدينا بحرارة وتقول ـ فى إنجليزية ضعيفة ـ: إنها لاتـملـك نفسها من التأثر العميق بصلاتنا هذه ومافيها من خشوع ونظام وروح ! .. وليس هـذا موضوع الشاهد فى القصة .. ولكن ذلك كان فى قولها : أى لغة هذه التى كان يتحدث بها "قسيسكم" فالمسكينة لاتتصور أن يقيم " الصلاة " إلا قسيس أو رجل دين كمـا هوالحال عندها فى مسيحية الكنيسة ! وقد صححنا لها هذا المفهوم ! .. وأجبناها: فقالت : إن اللغة التي يتحدث بها ذات إيقاع موسيقي عجيب، وإن كنت لم أفهم منها حرفا .. ثم كانت المفاجأة الحقيقية لنا وهي تقول: ولكن هذا ليس الموضوع الذى أريد أن أسأل عنه .. إن الموضوع الذى لفت حسي ، هو أن " الإمام " كانت ترد في أثناء كلامه – بهذه اللغة الموسيقية – فقرات من نوع أخر غير بقية كلامه ! نوع أكثر موسيقية وأعمق إيقاعا .. هذه الفقرات الخاصة كانت تحدث في رعشة وقشعريرة ! إنها شــيء أخر ! كما لو كان – الإمام – مملوءا من الروح القدس ! حسب تعبيرها المستمد مــن مسيحيتها ! وتفكرنا قليلا . ثم أدركنا أنها تعني الأيات القرأنية التي وردت في أثناء خطبة الجمعة في أثناء الصلاة ! وكانت مع ذلك – مفاجأة لنا تدعو الي الدهشة ، من سيــدة لاتفهم مما تقول شيئا ! .
______________________
المصدر: موقع الإصلاح


الثلاثاء : 22 / 1 / 2002

اخوكم/ حكمي نت