هناك طريقة مشتركة جداً لمعالجة الأمراض كما السرطان والإيدز والسكري والربو تتمثل في "استنشاق" الدواء بواسطة البخاخة(الرذاذ). مع ذلك، لا تُعد الرذاذات التقليدية فعالة جداً. في أحسن الأحوال، يحرر الرذاذ 20 في المئة من حمولته في الرئتين. أما في أسوأ الأحوال، فيحرر أقل من 5 في المئة منها.
ويتم تشتيت البقية في الفم والحنجرة أو خارج الرذاذ خصوصاً إذا كانت وتيرة التنفس غير متناغمة مع سرعة تدفق الدواء من الرذاذ مما يشكل عائقاً. بما أن بعض الأدوية سعرها أكثر من سعر الذهب، يعتبر اللجوء الى الرذاذ لاستنشاق هذه الأدوية الذهبية إضاعة للوقت والمال.

اليوم، ابتكر المهندسون الميكانيكيون في جامعة كارولاينا الشمالية الرسمية في رَيلاي، رذاذاً موجَّهاً بالكمبيوتر يقيس تدفق الهواء حول فُوهة الرذاذ، قبل كل شيء، لرصد أفضل لحظة لتحرير جرعة الدواء بهدف إيصالها بقوة أقصى إلى الرئتين. لا بل ينجح هذا الرذاذ التكنولوجي الذكي في استهداف مناطق معينة من الرئتين(دون هدر جرعة الدواء كونه يضمن إيصال 90 في المئة على الأقل من محتواها الى الرئتين) عن طريق تركيز فوهة الرذاذ على أجزاء مختلفة من القصبة الهوائية العليا. هكذا، يمكن إيصال الدواء حصراً الى الرئة اليسرى أو اليمنى أو الى عمق كل من الرئتين.

بذلك، وبعد إجراء الاختبارات السريرية اللازمة قبل تسويق هذا الرذاذ الذكي على نطاق واسع، يمكننا الاستنتاج أن نتائج هذا الرذاذ التكنولوجي-الميكانيكي تشير الى فعالية أكبر في معالجة كل مريض، على حدا، وذلك بفضل البرمجة التي تقيس قوة الهواء حول فوهته.


المصدر ايلاف