1 ان الرضا بالقضاء والقدر ، لمن أهم سبل جلب الاطمئنان للنفوس التي تضطرب لادني مكروه يحل بها ، وذلك عندما تلتفت الى مقدمتين ، الأولى منها : آية قرآنية وهي { قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا} والثانية : حقيقة وجدانية وهي : (ان ما كتب الله لنا فيه صلاحنا).. فالنتيجة بداهة هي : انه لن يصيبنا الا ما فيه مصلحتنا.. فإذا التفت العبد الى هذه النتيجة هل يبقى له ادنى اضطراب في احلك ظروفه ؟!

2 الناس امام القضاء والقدر على طوائف : فمنهم من يسخط بالقضاء الالهي مبدياً ذلك فهو كافر ان كان ملتفتا الى لوازم قوله.. ومنهم من يصبر على القضاء على مضض ، فيكتب بذلك من الصابرين وإن لم يكن من العارفين.. ومنهم من يرضى بالقضاء الالهي ، لانه يرى الله عز وجل أولى بتدبير اموره من نفسه..
فوجوده بأصله فيض من الله تعالى ، فضلا عما يحل به.

3 ان هجرة الرضا (ع) قسراً من مدينة جده وآبائه الى ارض غربة ، وقبوله ولاية العهد قسراً ، لمن صور الرضا بالقضاء الالهي ، اذ ان ادوارهم جميعا ، إنما هي بعهد معهود من جدهم المصطفى المنتسب الى وحي الله تعالى .. فهم لا يسبقونه بالقول ، وهم بأمره يعملون.

4 ضربت عقيلة الهاشميين زينب (ع) أروع صور الرضا بالقضاء عندما قالت : ( ما رأيت إلا جميلا ) فترى استشهاد اخيها جميلا لان الله تعالى شاء ان يراه قتيلا ، وشاء ان يراهن سبايا.