بين الحين والآخر تقطع مؤسسة غوغل خطوات مهمة على طريق جذب أعداد إضافية وطبقات مختلفة من مستخدمي الإنترنت حول العالم ، وهذه المرة جاء الدور على فكرة جديدة من شأنها أن تحول واجهة كثيرين ممن يعشقون متابعة كبريات الصحف العالمية من خلال أعدادها الحديثة التي تصدر في الأسواق أو القديم منها التي يطلق عليها " الأرشيف " على الشبكة العنكبوتية ، حيث أعلنت العملاقة الأميركية أنها أوشكت على تحقيق خطوة كان لها السبق فيها، ألا وهي فهرسة معلومات العالم عن طريق إجراء مسح ضوئي لنسخ الصحف الأرشيفية وتحويلها لمادة يتم البحث عنها على الإنترنت.

وفي هذا قالت صحيفة التايمز اللندنية إن غوغل التي كان لها السبق في مجال فهرسة المعلومات على الانترنت ، ضاعفت مجهوداتها لتحويل المادة المصممة إلى مادة رقمية قبل ورودها إلى الإنترنت. حيث سبق لغوغل أن قدمت خدمة أطلقت عليها خدمة "Google books" أو "غوغل بوكس " ، وقامت فيها تدريجياً بمسح ملايين الكتب التي تم أخذها من الناشرين والمكتبات ضوئياً ، محولين بذلك نصوص تلك الكتب مادة يسهل عليها البحث شأنها شأن النصوص الخاصة بأي موقع إلكتروني.

وقد أعلنت غوغل أمس عن مشروع المسح الضوئي للصحف ، وسوف يبدأ بمجموعة كبيرة من صحف أميركا الشمالية من بينها صحيفة الكويبك كرونيكل تيليغراف باعتبارها أقدم وأعرق صحف القارة.

في حين أن صحفاً كبيرة مثل "التايمز" و "النيويورك تايمز " قد سبقت غوغل في تلك التقنية وقامت بالفعل بإدخال أعدادها الأرشيفية العالم الرقمي حيث قاموا بتحويلها إلى أعداد ديجيتال يسهل لمتصفحي أي من مواقع الصحيفتين مشاهدة أعدادها السابقة ، أما الإصدارات الصغيرة فهي لا تمتلك المصادر التي يمكن من خلالها الاتكاء على عملية المسح الضوئي المكثفة لآلاف النسخ.

وكشفت الصحيفة عن أن غوغل تسعى إلى نشر مليارات المقالات على مدار الـ 250 عاماً الماضية على شبكة الإنترنت. وفي هذا الشأن قالت ماريسا ماير ، التي تشغل منصب نائب الرئيس لمنتجات البحث في غوغل خلال حديثها في مؤتمر " تيك كرانش " رقم 50 في سان فرانسيسكو :" سوف نجلب أجيالا من الكتاب والصحافيين إلى شبكة الإنترنت ، ونقوم الآن بإضافة العديد من الصحف إلى القطاع العريض من المواد غير المنشورة على الشبكة العنكبوتية لكي يتم نشرها".

وأشارت الصحيفة إلى أن غوغل ستتحمل تكاليف إجراءات المسح الضوئي لأي دار نشر صحافية ترغب في نشر أعدادها الأرشيفية على موقع غوغل مجانا ً . وسوف تحصل دور النشر المشاركة على نسبة غير محددة من قيمة المادة الإعلانية التي سيتم وضعها إلى جانب الأخبار الصحافية.

وقال بيير ليتل ، ناشر صحيفة الكويبك كرونيكل تيليغراف الذي يمتلك أعدادا أرشيفية تعود إلى عام 1746 :" أعتقد أن تلك الخطوة ستكون بمثابة نقطة التحول للصناعة ، كما ستساعد على استخراج جزء من قيمة ظلت كمن بداخل المنظومة الكبرى ". هذا ولم تذكر غوغل عدد الصحف الأخرى التي قامت بالاشتراك في الخدمة التقنية الجديدة أو مدى حدود الميزانية التي وضعتها لتنفيذ المشروع.

ومن المنتظر أن تظهر المقالات في شكلها الجديد بالشكل نفسه الذي تظهر به في الأساس داخل الصحف ، ما يتيح للقراء التعمق بداخل الأخبار وتصفح باقي محتويات العدد. وستستلزم الخدمة الجديدة أن يقوم القراء باستخدام صفحات البحث الجديدة لغوغل، لكن يجب على أعداد الصحف الأرشيفية أن تبدأ بالظهور على صفحة البحث الرئيسة للموقع في غضون عام، بحسب ما ذكرت الشركة.



المصدر ايلاف