مصنع التفطير الجوال: عمل دؤوب محاط بالتقدير و الإعجاب (2)

التقينا بالشيخ عادل المحيسن مدير مبرة الإحسان بمحافظة الخُبر وكان لنا معه هذا اللقاء:

في البداية نرحب بكم شيخ عادل و نود أن تصف لنا مشاعركم اليوم في زيارتكم لمصنع التفطير الجوال؟

- بسم الله الرحمن الرحيم .. أنا سعيد جداً بهذه الزيارة و منشرح الصدر لما رأيت، من كل النواحي: تطوع و إعداد و تنظيم و تطور كل عام، سمعنا الشيء الطيب عن المنارات كلها و أنشطتها.
سررنا كثيراً لتطور الأفكار الجميلة و لو انتقلت إلى كل المملكة فهذا سيسعد أكثر، لأن الأفكار الخيرية لا ينبغي التعامل معها كحقوق طبع محفوظة، بل صدقة جارية ، و مجتمعنا كله مجتمع خير، يسابق و ينافس و يجتهدز

ألا ترى بأن مشروع منارة التفطير الجوال أثبت أن بإمكان المشاريع الخيرية أن تتعدد صورها و تتطور بل ويتبلور من المشروع الواحد أكثر من مشروع؟

- العمل الخيري في ديننا أعظم ما فيه أن الله سبحانه وتعالى متوليه، و هو الذي يفتح على القائمين على الأعمال الخيرية الأفكار، و يسهل هذا الأمر، و كذلك ينسيهم التعب، و يوفقهم للتدبير الجيد، لأن الله تعالى هو الذي يتولى هذا الدين، و هذه الأمة أمة خير، أولها و آخرها، تحتاج فقط إلى ما يشبه إزالة الغبار من على الزجاج، و الحمدلله تاريخنا حافل بالأفكار المميزة و الأعمال الخيرية.

من خلال تجولك في المصنع: ما هو المشهد الذي كان له الأثر الكبير في نفسك؟

- الذي أعجبني أن الأولاد أثناء عملهم و هم صغار في السن، بنفس الوقت كانت تغرس فيهم قيمة (الأمانة) و هي القيمة التي إذا وجدت في أمة لا تستطيع أمة أخرى أن تتغلب عليها.
الأمانة سبب في نشر الإسلام، و لو نظرنا في بلد إسلامي كبير كأندونيسيا مثلاً دخله الإسلام بخُلُق الأمانة، و قد سمعنا هنا عن الأمانة بطريقة محببة للأولاد أثناء عملهم، فكان غرس القيم و التطوع و إنجاز بنفس الوقت، الإنجاز شيء رائع، الأبناء يشعرون بالإنجاز، و يتحمسون لإنجاز المزيد، العمل مستمر و بنظام و بمتطوعين مدَربين.

كلمة أخيرة؟

- أول شيء نسأل الله أن يبارك في الجهود و يتقبل أعمال الجميع، و أن يجعل هذه السُنّة في كل مكان من العالم الإسلامي، و كذلك إنشاء مصنع مماثل في مناطق أخرى بالمنطقة الشرقية و من ثَم بالمملكة كلها لاستيعاب فراغ الأبناء، لأن الفراغ كبير، و رمضان في حوالي عشر سنوات قادمة سيتزامن مع العطلة الدراسية، و إذا لم يُستغَل الفراغ في الخير، قد يذهب إلى أمور أخرى.


أما د. سليمان عبدالله الميمان رئيس مجلس إدارة الشركة العربية لتقنية المعلومات و العضو المنتدب فقد عبر لنا عن مشاعره في زيارته لمصنع التفطير الجوال فقال:

شهدت عمل جميل و رائع و مدهش و يفرح قلب كل مسلم، حقيقة عندما رأيت الشباب و هم يأتون فرحين و سعيدين و نشيطين و مبتهجين بالعمل سُعدتُ كثيراً، وكادت العبرة تنزل من عيني، و هذا العمل يُشكَر القائمون عليه، عمل يثابون عليه، و نريد أن يتكرر هذا العمل في مناطق أخرى من المملكة، بنفس هذا النظام، و بنفس المخرجات..
لقد شدت انتباهي الأطفال الصغار و هم يعملون بنشاط و إخلاص و حيوية و السعادة و الفرحة في وجوههم.

و اثناء تجواله في المصنع تحدث إلينا د. سامي تيسير سلمان رئيس المجموعة العربية للخدمات قائلاً:

الحقيقة سمعتُ عن المشروع و رأيت صور سابقة له، و ها أنا أراه اليوم بأم عيني، مشروع جميل و أجمل ما فيه فرق العمل و شعور الطفل الصغير بأنه يشارك بالعمل مع إخوانه في عمل خيري، في وقت هو صائم و محتاج إلى الراحة، لكنه يضحي و يعمل مع زملائه لإنجاح العمل، و يعرف أنه في نهاية المطاف سيقدَم هذا العمل لشخص آخر، فهو محتسب كذلك.. الله يتقبل منا و منكم و جمعنا على الطاعات و الأعمال الخيّرة.




الشيخ عادل المحيسن





د. سليمان الميمان



د. سامي تيسير سلمان