النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الآيـــــــة الكـبــــرى . . . مشاهدات سـائـح يسـأل الكـون عـن خالـقــه ؟ !!

  1. #1
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    13

    Question الآيـــــــة الكـبــــرى . . . مشاهدات سـائـح يسـأل الكـون عـن خالـقــه ؟ !!



    الشعاع السابع
    ...
    ..

    الآيــة الكـبـرى



    مشاهدات سائح يسأل الكون عن خالقه


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    بِسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ

    (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمواتُ السَبْعُ وَالاَرضُ وَمَنْ فيهِنَّ وإنْ مِنْ شَيءٍ إلاّ يُسَبِّحُ بِحَمدِهِ وَلكِنْ لا تَفقَهونَ تَسبيحَهُمْ إنَّهُ كانَ حَليماً غَفُوراً) (الاسراء: 44)



    ان آيات كثيرة في القرآن الكريم - أمثال هذه الآية العظمى - تذكر في مقدمة تعريفها لخالق هذا الكون "السماوات" التي هي أسطع صحيفة للتوحيد بحيث ما يتأمل فيها متأمل إلاّ و تغمره الحيرة ويغشاه إلاعجاب، فيستمتع بمطالعتها بكل ذوق ولذة ؛ فالأولى إذن أن يُستهل بها.

    نعم؛ ان كل من يأتي ضيفاً الى مملكة هذه الدنيا ويحل في دار ضيافتها، كلما فتح عينيه ونظر رأى:

    مضيفاً في غاية الكرم.. ومعرضاً في غاية الابداع.. ومعسكر تدريب في غاية الهيبة.. ومتنزهاً جميلاً في غاية الروعة.. ومشهراً في غاية الاثارة للشوق والبهجة.. وكتاباً مفتوحاً ذا معان في غاية البلاغة والحكم ..
    وبينما يولع الضيف السائح ان يعلم ويتعرف على صاحب هذه الضيافة الكريمة، وعلى مؤلف هذا الكتاب الكبير، وعلى سلطان هذه المملكة المهيبة، اذا بوجه السموات الجميل المتلألئ بالنجوم النيّرة يطل عليه منادياً: "انظر اليّ، فانا اعرّفك بالذي تبحث عنه". فينظر السائح ويرى:


    أن ربوبية ظاهرة تتجلّى:
    في رفعها مئات الالوف من الاجرام السماوية بلا عمد ولاسند، منها ما هو اكبر من أرضنا ألف مرة، وما هو أسرع إنطلاقاً من القذيفة بسبعين مرة.
    وفي تسييرها وجريها تلك الاجرام معاً بسرعة فائقة بلا مزاحمة ولا مصادمة..
    وفي ايقادها تلك القناديل المتدلية التي لاتعد، بلا زيت ولا إنطفاء..
    وفي ادارتها تلك الكتل الهائلة التي لا حد لها، بلا ضوضاء ولاصخب ولا اختلال.. ويرى تجليها كذلك:
    في تسخيرها تلك المخلوقات العظيمة في مهام معينة كاستسلام الشمس والقمر لأداء وظائفهما دون إحجام أو تلكؤ..
    وفي تصريفها هذا العدد الهائل الذي لاتحده الارقام ضمن ذلك البعد الشاسع غير المتناهي ما بين دائرة القطبين تصريفاً يجري في الوقت نفسه، وبالقوة نفسها، وبالطراز نفسه، وبسكة الفطرة نفسها، وبالصورة نفسها، ومجتمعة، دون ان تصاب بـأدنى نقص او خلل..


    وهاله ما يرى من تجلي الربوبية:
    في اخضاعها تلك السيارات الضخمة التي تملك قوى هائلة ومتجاوزة لحدودها، منقادةً مطيعةً لقانونها ان تتجاوز او تنحرف.
    وفي جعلها وجه السماء صافياً نقياً يتنظف طاهراً مما تلوثه انقاض تلك الاجرام المزدحمة دون ان يُرى عليه قذى ولا أذى.
    وفي سَوقها تلك الاجرام كأنها مناورة عسكرية منسقة وعرضها امام المخلوقات المشاهدين كأنها مشاهد فلم سينمائي، بتدوير الارض بالليل والنهار، وتجديدها انماطالمناظر الحقيقية الخلابة المثيرة للخيال لتلك المناورة الرائعة وابرازها في كل ليلة، وفي كل سنة.
    فهذه الربوبية الجليلة الظاهرة وما تظهر ضمن فعاليتها من حقيقة جلية مركبة من: "التسخير، والتدبير، والادارة، والتنظيم، والتنظيف، والتوظيف" تشهد على وجوب وجود خالق تلك السموات وعلى وحدته، بعظمتها المهيبة هذه، وباحاطتها الكلية هذه، وتشهد - كما هو مشاهد - بان وجوده جلّ وعلا أجلى من وجود هاتيك السموات.
    وقد ذكر هذا المعنى في المرتبة الاولى من المقام الاول كالآتي:



    [ لا إله إلاّ الله الواجب الوجود الذي دلّ على وجوب وجوده في وحدته: السموات بجميع ما فيها، بشهادة عظمة إحاطة حقيقة: التسخير، والتدبير، والتدوير، والتنظيم، والتنظيف، والتوظيف،الواسعة المكملة بالمشاهدة ]
    .....
    ...








  2. #2
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    13


    ثم ان الفضاء الذي هو محشر العجائب ومعرض الخوارق والمسمى بـ " الجو" نادى بصوت هادر ذلك القادم الى الدنيا.. ذلك الضيف السائح:

    " انظر إليّ لارشدك الى مَن تبحث عنه بشوق ولهفة، واعرّفك بذاك الذي أرسلك الى هنا ".

    فينظر الى وجه الفضاء المكفهر وهو يتقطَّر رحمة! ويستمع الى دويّه المخيف المرهب وهو يحمل رحيق البشرى! فيرى ان:

    "السحاب" الذي علّق بين السماء والارض يسقي روضة الارض سقياً يتفجّرُ حكمةً ورحمة، ويُمد سكنتها بالماء الباعث للحياة، ملطِّفاً به شدة الحرارة - أي شدة ضرام العيش - ويدرك تواً أينما كانت الحاجة. ومع ان ذلك السحاب الثقيل الضخم يقوم بوظائف كثيرة امثال هذه، فانه يختفي ويتبدد فوراً بعد ان ملأ أرجاء الجو. فتنسحب جميع أجزائه لتخلد الى الراحة، فيتوارى عن الانظار دون ان يترك أثراً بمثل ظهور واختفاء الجيش المنظم طبقاً لأوامر فورية. ولكن ما ان يتسلّم أمر "هيا لإنزال المطر" الاّ ويجتمع ويملأ الجو في ساعة بل يغمره في دقائق، ويتهيأ متأهباً كالجندي المنتظر أمر القائد!

    ثم ينظر ذلك السائح الى " الرياح " التي تجول في الجو فيرى ان الهواء يستخدم في وظائف كثيرة، في منتهى الحكمة والكرم استخداماً كأن كل ذرة من ذرات ذلك الهواء الجامد - وهي لاتملك شعوراً - تسمع وتعي مايلقى اليها من الأوامر الصادرة من سلطان هذا الكون. فتؤدي خدماتها بقوة ذلك الآمر وهيمنته وتنفّذها بكل انتظام ودقة دون أن تتوانى في شئ منها فتدخل هذه الذرات في استنشاق جميع أحياء الارض للهواء، او نقل الاصوات او المواد الضرورية لذوي الحياة كالحرارة والضوء والكهرباء، او التوسط لتلقيح النباتات او ما شابهها من الوظائف الكثيرة، فهي تستخدم بجميع هذه الخدمات من قبل يد غيبية استخداماً في منتهى الشعور، والعلم، والحيوية.

    ثم ينظر الى "المطر" فيرى أن تلك القطرات اللطيفة البراقة العذبة التي ارسلت واغدقت من خزينة الرحمة الغيبية، تزخر بهدايا رحمانية ووظائف غزيرة حتى كأن الرحمة المهداة قد تجسّدت منصبة من عيون الخزينة الربانية على صورة تلك القطرات المتهاطلة.. ولهذا أطلق على المطر اسم "الغيث".. و"الرحمة".

    ثم ينظر الى "البرق" ويصغي الى "الرعد" ، فيرى أنهما يستخدمان في امور بالغة الاعجاب والغرابة.

    فيرجع بَصَرهُ الى عقله، ويحاور نفسه قائلاً: ان هذا السحاب الجامد الخالي من الشعور، والمنفوش كالعهن، لاشك أنه يجهلنا ولا يعرفنا، ولايمكن ان يسعى بنفسه لامدادنا رأفة بنا ورقة لحالنا، ولايمكن أن يظهر بادياً في السماء ويختفي منقشعاً بدون أمر، بل لابد انه يسعى في وظيفته وفق أمر صادر من آمر قدير مطلق القدرة، ورحيم مطلق الرحمة. حيث يختفي دون ان يعقب، ثم يظهر فجأة، متسلماً مهام عمله، فيملأ عالم الجو ويفرغه بين الفينة والفينة تنفيذاً لأمر سلطان جليل متعال فعال، فيخط على لوحة السماء دوماً بحكمة، ويمحو بالاعفاء، محولاً اياها الى "لوحة المحو والاثبات" والى صورة مصغرة للحشر والقيامة. اذ يركب السحاب متون الرياح بأمر من حاكم مدبّر ذي ألطاف واحسان وذي إكرام وعناية، حاملاً خزائن أمطار واسعة سعة الجبال وضخامتها مسعفاً بها مواضع من الارض محتاجة اليها، وكأنه يرقّ لحالها فيبكي عليها بدموعه ويطلقها ضاحكة بالازاهير والرياحين، ويخفف من شدة لفحة الشمس ويسقي بساتين الارض ومروجها ويغسل وجهها واديمها ويطهرها من الاقذار ليشرق بالصفاء والرواء.

    ثم يحاور ذلك المسافر الشغوف عقله قائلاً:

    ان هذا الهواء الجامد الذي لاحياة له ولاشعور ولاثبات له ولاهدف، وهو في اضطراب دائم، وهيجان لايسكن، وذا عواصف وأعاصير لاتهدأ، تأتي الى الوجود وتبرز بسببه - وبصورته الظاهرة - مئات الألوف من الاعمال والوظائف والنعم والامدادات العامرة بالحكمة والرحمة والاتقان، مما يثبت بداهة: انه ليست لهذه الرياح الدائبة حركة ذاتية، فلا تتحرك بذاتها ابداً وانما يحركها أمر صادر من آمر قدير عليم مطلق وحكيم كريم مطلق، وكأن كل ذرة من ذراته تفهم وتسمع - كالجندي المطيع - كل أمر صادر من لدن ذلك الآمر وتدركه فتنقاد اليه، وتجعل الأحياء جميعها تتنفسها لتسهم في ادامة حياتها، وتشارك في تلقيح النباتات ونموها، وتعاون في سوق المواد الضرورية لحياتها، وسوق السحب وادارتها وتسيير السفن التي لا وقود لها وجعلها تمخرالبحار وتسيح فيها، وتتوسط خاصة في ايصال الاصوات والمكالمات والاتصالات عبر امواج اللاسلكي والبرق والراديو، وامثال هذه الخدمات العامة الكلية، فضلاً عن ان ذرات الهواء مركبة من مواد بسيطة كالازوت ومولد الحموضة (الاوكسجين) ومع تماثل بعضها لبعض فلا أراها الاّ أنها تستخدم بيد حكيمة وبانتظام كامل في مئات الألوف من انماط المصنوعات الربانية.

    لذا حكم السائح قائلاً: حقاً مثلما صرّحت به الآية الكريمة:

    (وتصريف الرياح والسحاب المسخّرِ بين السّماء والارض) (البقرة:164) فان الذي يجري أمره على الهواء ويستعمله في خدمات ووظائف ربانية غير محدودة، بتصريف الرياح، وفي اعمال رحمانية غير محدودة، بتسخير السحاب، ويوجد الهواء على تلك الصورة،ليس الاّ رباً واجب الوجود، قادراً على كل شئ، وعالماً بكل شئ ذا جلال واكرام.

    ثم يرجع بنظره الى"الغيث" فيرى انه مثقل بمنافع بعدد شآبيبه ويحمل تجليات رحمانية بعدد زخاته، ويظهر حِكماً بقدر رشحاته، ويرى أن تلك القطرات العذبة اللطيفة المباركة تُخلق في غاية الانتظام وفي منتهى الجمال والبهاء وبخاصة البَرَد الذي يرسل - وينزل حتى صيفاً - بانتظام وميزان، بحيث أن العواصف والرياح العاتية - التي تضطرب من هولها الكتل الضخمة الكثيفة - لا تخل في موازنة ذلك البَرَد ولا انتظامه، ولا تجعله كتلاً مضرة جمعاً بين حبّاته !. فهذا الماء الذي هو جماد بسيط لايملك شعوراً، يُستخدم في امثال هذه الاعمال الحكيمة، وبخاصة استخدامه في الاحياء والتروية، وهو المركب من مادتين بسيطتين جامدتين خاليتين من الشعور؛ هما مولد الماء ومولد الحموضة - الهيدروجين والاوكسجين - الاّ انه يستخدم في مئات الآلاف من الخدمات والصنائع المختلفة المشحونة بالحكمة والشعور.

    فهذا الغيث اذاً ما هو الاّ رحمة متجسمة بعينها، ولايتم صنعه الاّ في خزينة الغيب لرحمة "الرحمن الرحيم"، وهو بنزوله وانصبابه على الارض يفسّر عملياً وبوضوح الآية الكريمة:

    (وهو الذي يُنزّلُ الغيثَ من بعدِما قَنَطوا وينشُرُ رَحْمَتَه) (الشورى:28).

    ثم يصغي ذاهلاً الى "الرعد" وينظر مندهشاً الى "البرق" فيرى ان هاتين الظاهرتين الجويتين العجيبتين تفسران تماماً الآيتين الجليلتين:

    (ويُسَبّح الرّعدُ بحمده) (الرعد: 13)

    (يكاد سنا برقه يَذهَب بالابصار) (النور: 43).

    فانهما تخبران كذلك عن قدوم الغيث فتبشران المعوزين الملهوفين.. نعم، ان انطاق الجو المظلم بغتة بصيحة هائلة تزمجر وتجلجل، وملء الظلام الدامس بنور يكاد يذهب بالابصار وبنار ترعب كل موجود واشعال السحب العظيمة كالجبال والمنفوشة كالعهن، المحملة بالبرد والثلج والماء.. وما شابهها من هذه الاوضاع الحكيمة الغريبة؛ لتنبِّه الانسان الغافل وتوقظه، وتلوّح بالدرّة على رأسه المخفوض قائلة:

    يا هذا!. ارفع رأسك وانظر الى غرائب الصنعة وبدائع الخلقة للفعال القدير الذي يريد ان يُعرّف نفسه لعباده. فكما انك لست طليقاً سائباً مفلوت الزمام في هذا الوجود، فلن تكون هذه الحوادث سدى ولاعبثاً، بل كل منها تساق الى وظائف حكيمة بخضوع واستسلام وكل منها يستخدم من لدن ربٍ مدبّر حكيم.

    وهكذا يسمع هذا السائح الولوع شهادة سامية جليّة لحقيقة مركبة من تسخير السحاب، وتصريف الرياح، وانزال الغيث، وتدبير الظواهر الجوية فيقول: آمنت بالله..

    وقد أفادت المرتبة الثانية من المقام الاول مشاهدات هذا السائح في الجو كالآتي:

    [لا إله إلاّ الله الواجب الوجود الذي دلّ على وجوب وجوده: الجوّ بجميع ما فيه، بشهادة عظمة إحاطةِ حقيقة: التسخير، والتصريف، والتنزيل، والتدبير، الواسعة المكملة بالمشاهدة].







  3. #3
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    13


    ثم ان ذلك السائح المتفكر، المعتاد على السياحة الفكرية، هتفت به " كرة الارض " بلسان حالها، قائلة :
    " لِمَ تجول في الهواء وتدور في ارجاء السماء والفضاء ؟ هلمّ اليّ لأعرّفك بالذي تبحث عنه. تأمل فيما أزاول من وظائف. وأقرأ ما هو مكتوب في صحائفي ".
    فأخذ السائح ينظر، فيرى:
    ان الارض - كالمولوي العاشق - تخط بحركتيها في أطراف ميدان الحشر الاعظم دائرة تحصل بها الايام والسنون والفصول.. وهي كسفينة ربانية عظيمة حاملة لاكثر من مائة ألف نوع من أنواع ذوي الحياة مع جميع أرزاقها ومتطلباتها المعاشية، فتمخر عباب الفضاء وتطوف في رحلة سياحية وتجوال حول الشمس بكمال الموازنة والانتظام الاتم.

    ثم ينظر الى صحائفها فيرى ان كل صحيفة منها تعرّف ربها بآلاف آياتها.. ولكن لمّا لم يجد متسعاً من الوقت لمطالعة الصحائف كلها، فقد اقتصر بالنظر الى صحيفة
    _____________________
    1 [تنبيه]: كنت اريد ان اوضح المراتب الثلاث والثلاثين من مراتب التوحيد المذكورة في "المقام الاول" الاّ ان عدم سماح وضعي في الوقت الحاضر جعلني مضطراً الى الاكتفاء ببراهينها المختصرة جداً وترجمة معانيها فحسب. وحيث ان ثلاثين رسالة من رسائل النور بل مائة رسالة منها قد بيّنت - كل رسالة - قسماً من تلك المراتب الثلاث والثلاثين مع دلائلها بأساليب مختلفة؛ لذا احيلت التفاصيل اليها - المؤلف.

    واحدة منها فقط، وهي صحيفة تجسّد ايجاد ذوي الحياة وادارتها في فصل الربيع.
    فشاهد ان افراداً غير محدودين لمائة ألف من الانواع تنفتح صورُها وتنبسط من مادة بسيطة بمنتهى الانتظام، وتُربّى بمنتهى الرحمة، وتنشر في الارجاء بمنتهى السعة وتمنح بذور قسم منها جُنيحات رقيقة للطيران في غاية الاعجاز.. وانها تدار بمنتهى التدبير، وتعّيش وتغذّى بمنتهى الشفقة والرأفة، وتُؤمّن ارزاقها الوفيرة المتنوعة اللذيذة الطيبة بمنتهى الرحمة والإرزاق، فتُوافى من غير شئ، ومن تراب يابس، ومن جذور صلبة كالعظام ومن بذور متماثلة، ومن قطرات ماء متشابهة، وتبعث من خزينة الغيب الى ذوي الحياة كل ربيع - كحمولة قطار مشحون - مائة ألف نوع ونوع من الاطعمة واللوازم بكمال الانتظام والاتساق. وبخاصة ارسال اللبن الخالص اللذيذ الدفاق من ينابيع أثداء الوالدات الرؤومات الملفعات بالشفقة والرحمة والحكمة هدايا للصغار والاطفال.. كل ذلك يثبت بداهة انه تجلٍ في منتهى التربية والرأفة من تجليات رحمة الرحمن الرحيم وإحسانه العميم.

    والخلاصة:

    لقد فهم السائح بمشاهدة هذه الصحيفة الحياتية للربيع الجميل، انها صورة من صور الحشر والنشور بمئات الآلاف من النماذج والنظائر، فهي تفسّر عملياً تفسيراً محسوساً رائعاً الآية الكريمة:
    (فانظر الى آثار رحمتِ الله كيف يُحيي الارضَ بعدَ موتها إن ذلك لمُحيي الموتى وهو على كل شئ قدير) (الروم: 50).والآية نفسها تفيد باعجازجميل المعاني الواردة في هذه الصحيفة.
    وفهم ما تردده كرة الارض بجميع صحائفها وبنسبة جسامتها وقوتها من: لا إلهَ إلاّ هو.
    وهكذا لاجل بيان شهادة مختصرة، لوجه واحد فقط، من عشرين وجهاً، من وجوه صحيفة واحدة، من الصحائف الواسعة لكرة الارض، التي تربو على عشرين صحيفة، ولاجل بيان ما أفادته مشاهدات ذلك السائح في سائر الوجوه والصحائف.. ذكر في المرتبة الثالثة من المقام الاول:

    [ لا إله إلاّ الله الواجب الوجود الذي دلّ على وجوب وجوده في وحدته:الارض بجميع ما فيها، وما عليها، بشهادة عظمة إحاطة حقيقة :
    التسخير، والتدبير، والتربية، والفتاحية وتوزيع البذور والمحافظة والادارة، والاعاشة، لجميع ذوي الحياة، والرحمانية والرحيمية العامة الشاملة المكملة بالمشاهدة ].











ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

أضف موقعك هنا| اخبار السيارات | حراج | شقق للايجار في الكويت | بيوت للبيع في الكويت | دليل الكويت العقاري | مقروء | شركة كشف تسربات المياه | شركة عزل اسطح بالرياض | عزل فوم بالرياض| عزل اسطح بالرياض | كشف تسربات المياة بالرياض | شركة عزل اسطح بالرياض