كانت شركة ياهو تعاني منذ زمن طويل قبل حدوث الأزمة المالية العالمية، حيث تراجعت كثيرًا في ظل الصراع القوي بين عمالقة الانترنت بشكل عام ومحركات البحث بشكل خاص، والآن أصبحت معاناتها أكثر حدة في ظل الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، ووفقًا لما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" فقد ذكرت الشركة يوم الثلاثاء الماضي أنها قد تستغني عن 10 بالمائة من عدد العاملين لديها البالغ 15 ألف عامل وذلك كإجراء منها لمحاولة خفض نفقاتها. وفي مقابلة مع جيري يانج، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة ياهو، قال بأن خفض نسبة العمالة كان خطوة ضرورية من أجل أن تستطيع ياهو العمل بكفاءة والتعامل مع حالة الركود الاقتصادي.

وعلى الرغم من أن تلك التخفيضات قد تؤثر على جميع أقسامها إلا أن الشركة سوف تستثمر في مشاريع هامة أخرى مثل النظام الإعلاني الجديد وصفحة ويب جديدة. و كانت تلك الخطوات من اجل خفض النفقات السنوية التي زادت عن 400 مليون دولار أميركي قبل نهاية العام. وأفاد تقرير الـ"نيويورك تايمز" أن دخل شركة الإنترنت الصافي تراجع بنسبة 64 بالمائة في الربع الثالث من العام 2008 ليصبح 54 مليون دولار، مما يعنى 4 دولارات مقابل السهم الواحد الذي كان سعره في العام الماضي 11 سنتاً. ورأت الصحيفة أن قرار "ياهو" يأتي اتعكاسًا لحقيقة أن الأزمة المالية أثرت على الإعلانات على شبكة الإنترنت، وقد قالت ياهو بان نسبة أرباحها قد ارتفعت بمعدلات بطيئة، أي بمعدل 1 بالمائة فقط عن أرباح العام الماضي حيث بلغت 1.79 مليار دولار أميركي في حين كانت منذ عام مضى 1.77 مليار دولار أميركي.

وقد ذكر المحللون أن شركة ياهو في ظل إدارة يانج الذي تولى مهام منصبه في شهر يونيو عام 2007، ترنحت وأصبحت تنتقل من أزمة إلى أخرى. ومن غير المحتمل أن تؤدي تلك التخفيضات إلى التعامل مع المشكلات التي تعاني منها ياهو والتي تشمل الخسارة في قيمتها السوقية أمام شركة غوغل والشركات الأخرى.

وقد خفضت ياهو نسبة الوظائف لديها بمعدل 1000 وظيفة هذا العام،ولكن التوسعات الجديدة في الشركة جعلت العاملين في الشركة يصلون إلى 15 ألف موظف بزيادة طفيفة عن بداية العام. ويرى العديد من المستثمرين أن يانج قد أخطأ برفضه عرض شركة مايكروسوفت لشراء ياهو بسعر 33 دولار أميركي للسهم في شهر مايو الماضي. ومنذ ذلك الحين وقعت ياهو اتفاق شراكة إعلانية مع غوغل والذي كان من المتوقع تنفيذه مع بداية شهر أكتوبر من أجل تحقيق 250 مليون إلى 450 مليون دولار أميركي سيولة نقدية تضخ في ياهو مع مطلع هذا العام.

جدير بالذكر أن المشكلات المتواصلة التي تواجهها شركة ياهو قد دفعت المستثمرين إلى الاستمرار في بيع ما يمتلكونه من أسهم. حيث أقفل سعر بيع سهم ياهو يوم الثلاثاء على سعر 12.07 دولار أميركي، بمعدل انخفاض بلغ 50 بالمائة منذ بداية العام. ولكن الأسهم عاودت الارتفاع خلال الساعات التالية للإعلان عن مكاسب الشركة.


وغوغل تلجأ للمقامرة !

أما غوغل القوية بالأساس والتي تسيطر على مجال محركات البحث وتتمتع بثقة كبيرة، فقد لجأت رغم قوة موقفها المالي والاقتصادي إلى تغيير سياستها الإعلانية من أجل تخفيف وطأة الأزمة المالية العالمية، واتخذت خطة تتنافى مع توجهاتها ومواقفها الأخلاقية التي سبق أن شددت عليها، ولكنها أعلنت مؤخرًا أنها ستسمح بظهور إعلانات المقامرات على صفحات محرك البحث الخاصة بها في بريطانيا، وذلك على عكس القرار الذي اتخذته العام الماضي بمنع ظهور مثل هذه الإعلانات الخارجة عن الاعتبارات الأخلاقية، وقالت صحيفة "التايمز" اللندنية في معرض رصدها لهذه الخطوة من جانب "غوغل" إن الشركة التي تحمل شعارًا مفاده... " لا تكن شريرًا " أعلنت أن شركات المقامرة الحاصلة على تراخيص بالعمل في بريطانيا يمكنها الآن الإعلان على صفحات نتائج البحث الخاصة بغوغل في بريطانيا واسكتلندا وويلز.


المصدر ايلاف