أدان مجلس الشعب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ودعا المنظمات الدولية وكل الدول التى تتشدق بمعانى الحرية وحقوق الإنسان لوقف هذا العدوان. وقال الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس المجلس فى جلسة المجلس اليوم إن وكالات الأنباء تناقلت أن الجيش الإسرائيلى بدأ يضرب مدينة غزة بالقنابل من الطائرات والمدفعية ليبدأ بذلك سلسلة جرائم جديدة ضد المدنيين الفلسطينيين، معربا باسمه وباسم المجلس عن تنديده بكل عبارات الإدانة وأشدها لهذا العدوان الاجرامى الخطير وكل الممارسات الاجرامية.
وأضاف "لايجوز أن تتذرع إسرائيل بحالة الدفاع الشرعى بأن الفلسطينيين فى غزة يقومون ببعض الاعتداء عليها لأن إسرائيل هى سلطة الاحتلال والمعتدى الأول على أرض الفلسطينيين".
وأوضح "أنه رغم قيام السلطة الوطنية الفلسطينية واتفاق أوسلو فإن إسرائيل لم تحترم الاتفاق ولازالت تعتدى على السكان الفلسطينيين فى غزة بغلق المعابر ومنع المواد الغذائية اللازمة للحياة عنهم".
وشدد على أن إسرائيل هى المعتدية والتى تبادر بالاعتداء، وأن ما يصدر عن الفلسطينيين ليس إلا دفاعا شرعيا عن أنفسهم وهو دفاع يسمح به القانون الدولى الانسانى، أما ما ترتكبه إسرائيل من جرائم ضد الانسان وفقا لتعريف القانون الدولى الانسانى لأنه هجوم واسع النطاق على المدنيين يتم بطريقة منهجية.
وتحدث الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية، مؤكدا أن الحكومة تدين بشدة العدوان الاسرائيلى الوحشى مهما كانت الذرائع التى تحاول من خلالها التنصل من مسئوليتها عن قطاع غزة كقوة احتلال يجب أن تعمل على حمايته بدلا من تدميره.
وقال ان مصر ترفض تماما ما تحاول اسرائيل أن تقوم به من اجراءات أحادية للانفصال عن قطاع غزة فالقطاع لايمكن أن يكون مستقلا عن الضفة، فهما كيانان مكملان لدولة ستقوم قريبا.
وأوضح أن اسرائيل لن تستطيع أن تتنصل من مسئوليتها عن القطاع وخير دليل على ذلك أن المجال الجوى والبحرى والمعابر مع القطاع تحت السيطرة الإسرائيلية ومن ثم فإن الالتزامات الاسرائيلية تجاه القطاع موجودة، ومصر ترفض أى انفصال أحادى أو تصدير الازمات اليها.
وقال إن اعتداءات اليوم فاقت كل الحدود فهناك الطائرات والقاذفات ولا تتناسب مع ما يملكه العزل، مضيفا أن مصر لايمكن أن يزايد عليها أحد، فهى تدافع عن القضية الفلسطينية بصورة مستمرة وعندما استشعرنا أن اسرائيل تهدد بعمليات مدمرة ضد القطاع استدعينا وزيرة الخارجية لننبه عليها بأننا لايمكن أن نقبل أى عدوان ضد الفلسطينيين، مطالبا بوقف هذه الحرب فورا حماية للشعب الفلسطينى الأعزل.
وندد نواب مجلس الشعب بالعدوان الاسرائيلى الهجمى الوحشى على قطاع غزة، وحذروا من أن هذا العدوان يمثل تهديدا لأمن مصر القومى ولايجب الاكفتاء بالادانة، وإنما بقراءة الوضع الاقليمى بصورة واضحة، والعمل على افشال المخطط الاسرائيلى الذى يحاول تصدير مسئولية قطاع غزة لمصر.
وردا على ما أشار له أحد النواب خلال الجلسة عن زيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى مؤخرا للقاهرة والغارات الإسرائيلية التى تتعرض لها غزة، قال الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب إن المجلس كله يدين العدوان الإسرائيلى ويطالب الفلسطينيين بتوحيد فصائلهم، وأكد أن مصر لايمكن أن يزايد عليها أحد، مشيرا إلى أن سيارات الإسعاف المصرية عبرت الآن معبر رفح لقطاع غزة لإغاثة الفلسطينيين.
من جانبه، قال الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية إن وزير الخارجية المصرى هو وزير الدولة التى ضحت وستضحى من أجل القضية الفلسطينية، وحيا الدبلوماسية المصرية التى تعمل من أجل استعادة حقوق الشعب الفلسطينى.
بدوره، قال الدكتور زكريا عزمى أنه لايوجد أحد يمكن أن يزايد على دور مصر فى مناصرة القضية الفلسطينية منذ عام 1948 ولايوجد بيت فى مصر ليس به شهيد بسبب هذه المناصرة، موضحا أن سحب السفراء سهل جدا، ولكن وجود السفراء له مصلحة فى خدمة القضية الفلسطينية.
وأكد عزمى "أن الحرب الإسرائيلية على غزة بدأت منذ شهر وعندما وجدت مصر هذه التهديدات استدعت وزيرة الخارجية الإسرائيلية لتحذرها من القيام بأى هجوم، ولكن وهى فى الإجتماع مع الرئيس حسنى مبارك ويطلق 260 صاروخا من منظمات مختلفة تجاه إسرائيل فماذا تفعل مصر".
وأشار إلى أنه يجب أن ندرك أن هناك إنتخابات إسرائيلية وهناك قوى تتصارع وتريد أن تثبت أنها الأجدر بالحكم، وطالب وزارة الخارجية بدعوة مجلس الأمن لإجتماع عاجل لبحث هذا العدوان.
وأكد الدكتور مصطفى الفقى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب أن إسرائيل كانت ومازالت وستبقى دولة عدوانية إستيطانية، ورفض ما يقال عن أن مصر توقفت عن دعم القضية الفلسطينية، موضحا أن مصر من أكثر الدول فى المنطقة دفاعا عن القضية. وأوضح أن أزمة معبر رفح نتجت عندما إستولت حماس على القطاع وغابت عناصر السلطة الفلسطينية عن المعابر وبالتالى فإن مصر لاتتحمل تبعة ما جرى.
ودعا الفقى الى أن يرتفع صوت العقل وأن تسود الحكمة وأن يدرك الفلسطينيون الفارق بين حركات التحرير الوطنى وعمليات الانتحار الجماعى، مشيرا الى أن الصواريخ التى تطلق على إسرائيل لم تؤد الى أى شىء، وطالب النواب بأن يضعوا مصر فوق كل إعتبار.
وشبه النائب المستقل طلعت السادات ما يحدث اليوم بما حدث عام 1980 حينما التقى الرئيس الراحل أنور السادات مع مناحم بيجين رئيس الوزراء الإسرائيلى وقتها وفى اليوم التالى ضربت إسرائيل المفاعل النووى العراقى وأحرجت الرئيس السادات، مشددا على ضرورة الوقوف صفا واحدا ضد إسرائيل.
وطالب حمدين صباحى رئيس حزب الكرامة تحت التأسيس مجلس الشعب بأن يوجه وفدا لغزة لتقديم المساعدات لأهلها.
وكان مجلس الشعب قد قطع أعمال جلسته المقررة وفتح نقاشا حول العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وأجمع النواب على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلى والوقوف بجانب الشعب الفلسطينى والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها.
وطالب الدكتور سرور المجموعة العربية فى الأمم المتحدة بأن تتقدم بطلب لمجلس الأمن لإحالة إسرائيل للمحكمة الجنائية الدولية متوقعا أن يرفض مجلس الأمن هذا الطلب، ولكنه قال "يجب أن نثبت للعالم أن هناك دولة فوق القانون بمساعدة دولة كبرى".