دشن د. إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، ود. فينت سيرف، أبو الإنترنت ونائب رئيس شركة جوجل، ود. رونالد لابورتيه، مدير الاتصالات ومراقبة الأمراض بمنظمة الصحة العالمية، وغيرهم من العلماء البارزين، صباح اليوم مشروع "المليون محاضرة" (Supercourse for Science)، والذي يقيمه مركز الدراسات والبرامج الخاصة CSSP التابع للمكتبة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في بطرسبرج، وبتمويل من الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية.

وقال د. سراج الدين إن المشروع يهدف إلى عمل أرشيف رقمي على شبكة الإنترنت يحوي المحاضرات التي تعرض باستخدام برنامج "باور بوينت" (powerpoint) والخاصة بالعلماء والباحثين في مختلف دول العالم، وذلك في أربعة مجالات رئيسية؛ هي: الصحة العامة، والزراعة، والهندسة، والبيئة.

وأضاف أن تلك التخصصات الأربعة هي التي يتفاعل فيها العلم مع المجتمع بصورة مباشرة، مشيرا إلى أن الهدف الرئيسي للمشروع الذي يستهدف جمع مائة ألف محاضرة قيّمة لمختلف الباحثين والعلماء خلال عام، والوصول بالرقم إلى مليون محاضرة "باور بوينت" خلال ثلاثة أعوام، هو إتاحة تلك المحاضرات مجانا للأساتذة والباحثين والمعلمين لإبقائهم على إطلاع على أحدث الدراسات التي تصدر في العالم ومساعدتهم على تطوير قدراتهم وتعليم العلوم للطلاب بصورة سلسة وتفاعلية.

وألمح سيادته إلى أن العالم يتغير بصورة كبيرة، نظرا للتطور الهائل الذي يحدث يوميا في مجالي العلم والتكنولوجيا؛ حيث إن أهمية العلم تكمن في أن العالم يعيش الآن في عصر جديد تغير فيه تصور التصنيع والتقدم والذي كان سائدا في الماضي، لتنبع كل الثورات الآن من المستوى المعرفي الجديد أو التكنولوجيا والتي أصبحت تميز المجتمعات المتقدمة عن تلك النامية. وأكد أن الثورة المعرفية في مرحلة نهاية البداية، إلا أن من أهم ظواهرها سرعة التغيير، فالكم المعرفي يتضاعف كل 18 شهرا، وهناك الآن فروع كاملة من العلم لم تكن موجودة قبل عشر سنوات، وإذا استمر الحال على ما هو عليه فإن الهوة ستتضاعف بشكل مخيف بين الدول النامية والمتقدمة.

وشدد د. إسماعيل سراج الدين في ختام كلمته على أهمية مشاركة الجميع والعمل معا من أجل إنجاح مشروع "المليون محاضرة"، لافتا إلى أن مكتبة الإسكندرية تعد قاعدة ومنطلق هذا المشروع الحيوي. من جانبه، قال د. رونالد لابورتيه إنه قرر أن تكون مكتبة الإسكندرية هي القاعدة التي سيدشن من خلالها مشروع "المليون محاضرة" حينما زارها لأول مرة منذ ست سنوات، قبل افتتاحها الرسمي.

وأضاف أن المشروع يمكنه أن يزيد من فعالية تعليم العلوم في العالم ويزيد من إقبال الطلاب على هذا الفرع من المعرفة، إلى جانب زيادة كفاءة الأساتذة وإبقائهم على إطلاع على أحدث الدراسات العلمية والاستفادة من خبرات بعضهم البعض ومن خبرات كبار العلماء والباحثين والحائزين على جائزة نوبل، لافتا إلى أن المشروع ليس بديلا عن الأستاذ أو يهدف للقيام بوظيفة التعليم عن بعد.

وأشار لابورتيه إلى أن هناك إستراتيجية متبعة في المشروع لمراقبة جودة المحاضرات التي يساهم بها العلماء والأساتذة والباحثون، مضيفا أن القائمين على "المليون محاضرة" يعملون مع مختلف الجهات في العالم مثل منظمة المؤتمر الإسلامي وأكاديميات العلوم في مختلف الدول، لزيادة كفاءة المشروع والوصول به إلى أكبر عدد ممكن من المهتمين، خاصة في العالم النامي.


المصدر ايلاف