صرخة شهيد كان يمشى وأحشاؤه أمامه متدلية وأعضاء جسمه تجري وراءه فسألته من أنت يا هذا وما بك......... فأجابني أنا الشهيد الفلسطيني ذاهب ألبي دعوت الجماهير العالمية التي تهتف كل يوم (بالروح بالدم أفديك يا شهيد) فأنا ذاهب لأجمع دما لأولادي حتى ينهضون ويتمون الجهاد..

وسار الشهيد في طريقه يمشي وإذا به يرى أناسا يساومون في شيء لم يفهم ما يقولون فسأل أحدهم ماذا يجري هنا قالوا نحن نريد أن نبيع دم ملكنا الذي تبرع به لفلسطين ونرسل ماله للفلسطنيين فقال أنا الشهيد جئت أريد دما لأنقذ أبنائي فقالوا خذ دمنا يا شهيد ففرح ومد يده وإذا به يرى علم اليهود يرفرف فوق رؤوسهم فقال لا.. جدي أوصاني الا احقن دم أحباب أعدائي لأن غدا سيصبحون هم كذلك أعداء لي..

وتركهم وسار في سبيله أنهكه التعب فجلس تحت خيمة وإذا بالعربان كلها تدور حوله من أنت ومن أين أتيت قال مثلما قاله في الأردن فقالوا نحن أهل الخليج شيوخ العرب كلها خذ دمنا هو الملائم وعندما رفع رأسه ليشكرهم وجد رؤوسهم مغروسة تحت التراب فقال خذ دمنا فقال أوصاني جدي ألا أحقن إلا بدم الذين رؤوسهم شامخة..

وسار في سبيله وإذا به يقرأ من بعيد اسم الجزائر فذهب يجري فاستقبلوه وبدون أن يقدم نفسه عرفوه والكل طلب منه أن يحقن دمه والبعض يتكلم لا تحقن الدم القبائلي والآخر يقول بل احقن دم السني أفضل لك والكل يصرخ والكل يتكلم هذا بالعربية وهذا بالفرنسية فصرخ الشهيد وقال لو جئتكم بعد الاستقلال مباشرة لضمنت استقلال بلادي لكن اليوم قال جدي لا تحقن دم شعب اتفق ألا يتفق..

وذهب بائسا فوجد مدينة فارغة فنظر من بعيد فعرف أنها تونس الكل يسبح ولا أحد انتبه له فأتم المشوار فوجد بيتا دخله دون استئذان فوجد أصحابه راكعين فنظر إلى الوقت لا هو وقت صلاة الظهر ولا العصر فجاءه احد من بعيد قال له اركع يا هذا فقال أنا الشهيد أريد دما فالكل نهض وقالوا بصوت واحد خذ دمنا يا شهيد أننا من اعرق الشعوب فقال بالله لا.. أوصاني جدي ألا أحقن في عروقي دم أناس تركع لغير الله..

فترك المغرب وإذا به يرى راية ليبيا فقال الحمد لله و قبل أن يصل استقبله الرئيس بكل فخر وقال له خذ الدم الليبي يا شهيد ولا تخف نحن شعب لا نحب لا العرب و لا أهلهم فقال لا أوصاني جدي ألا احقن دم أناس يغيرون وجوههم مثلما يغيرون أوعيتهم..

فتركهم ومضى ورأى من بعيد علم مصر العربية فاسترجعت له أنفاسه وعند وصوله، استقبله الرئيس بنفسه وهنا أدمعت عين الشهيد فقال له الرئيس هل جروحك تؤلمك اليوم يا شهيد نعالجك لا تقلق فقال لا افتحوا لنا معبر رفح هذا كل ما نريده فطردوه وأغلقوا في وجهه المعبر..

فوجد نفسه من حيث انطلق نعم وصل إلى فلسطين فصاح بأعلى صوته: يا أهل غزة و فلسطين لم أجد دما يناسب فصيلتكم في كل أنحاء العالم احقنوا في عروقكم دم كل شهيد تجدونه أمامكم، فالأرض أرضنا والقدس لنا ولنكون معا حزبا واحدا تحت راية (منظمة التحرير الفلسطينية).

هكذا سنحرر أراضينا.. المحتلة، لم يبق لا حلما عربيا ولا حلما إسلاميا لقد ماتوا قبل أن استشهد.

http://www.echoroukonline.com/ara/di...nia/31414.html