بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


ديناميكية الإعلام الغربي
إن من بين المكائد الخبيثة التي يقوم بها أعداء الله ، أن يصوروا لنا- نحن المسلمين – الإسلام بالطريقة التي يبغون، فترانا ندعي الإسلام و في الوقت نفسه ننتهج نهجا غربيا بعيدا كل البعد عن الإسلام الحقيقي. و هنا يلعب الإعلام دوره الأبرز على خشبة المسرح العالمي و الجمهور يصفق له بحرارة ، و لكن ياله من جمهور، على عقول أقفالها. نخرج من المسرح، لنأدي دورنا في الحياة كما جاء في النص الذي كتبه مؤلف المسرحة، و هي السلطة العالمية. إليكم السيناريو ... أو ديناميكية الإعلام الغربي :


أولا :- العناصر الأساسية :

- متلقون، سواء كانوا مشاهدين أو مستمعين أو قارئين .

- مادة مرسلة، سمعية بصرية أو مقروءة أو أيا كان شكلها.

- مخططين مستعمرون، و هم العقول المدبرة التي ترسم الخطط و تحدد الإتجاهات الإعلانية و الأهداف بعيدة المدى.

- الوسيلة ، تلفاز, راديو، إنترنت، ألعاب إلكترونية ، إلخ ...

- و أخيرا الفكرة ، و هي الجرثومة المضمنة في المادة المرسلة، و هي التي ترتدي اللباس الذي يناسب الموقف أو الحالة و تحقق الهدف.

ثانيا:- الأهداف الرئيسية:

- السيطرة الكاملة على العالم، و استعباد شعوبه، و سلب ثرواته،

- و بالتالي، يتطلب الأمر القضاء على كل من يعترض طريقهم،

- الإسلام، و معتنقوه، و هم أهل الدين الأكمل، و النظام الأشمل، و لذلك يحسب لهم الحساب باعتبارهم أخطر أهالي الأرض على مصالحهم، و يرجع ذلك كما قلنا إلى قوة الإسلام دينا و منهجا و فكرا، فيسعون إلى أن تكسر شوكتهم، و يستعصي قيامهم بأي مقاومة.


ثالثا:- المستهدفين :

الشباب ثم الشباب ثم الشباب، من الجنسين، و لا أحد غيرهم، و بالطبع يبدأون معهم من الطفولة، فيترعرعون في كنف الثقافة التي أرادها المستعمر لهم. و نتيجة لذلك، ينشأ المجتمع على قاعدة شبابة منحلة أخلاقيا و مشتتة فكريا، فماذا نرتجي من مجتمع كهذا؟؟؟


رابعا :- كيف يفكرون( أمثلة) :

- المستعمر: يعرف من العلم الحديث ، و خاصة علم النفس، ما لفترة المراهقة من خصائص، فيستغلها ليبعث بالجرثومة إلى عقل و وجدان المراهق، في التلفاز على هيئة دعاية لسلعة معينة مثلا. إذ يعرف أن في هذه الفترة تكون غرائز الشاب متقدة، فيضرب على الوتر الحساس كما يقال، و يعرض له مشاهد نسائية مثيرة. لماذا؟ لأن هدفه هنا قتل الوازع الديني و التقوى عند الشاب، و قد عرف المستعمر مسبقا أنه من أهم عناصر الإسلام، فاستهدفه، هذا مثال.


- المستعمر: يقوم أحد المخرجين السينمائيين بالتركيز على مشاهد تظهر فيها الكنائس و المعابد الوثنية، و ما فيها من عتاد و معدات، لماذا؟ لأنه يعلم من علم البرمجة العصبية اللغوية أو NLP، أن تكرار ظهور شيء معين و استقباله من قبل الحواس، يؤدي إلى برمجته في العقل الباطن، بدون وعي المتلقي، و بالتالي تكون مسألة الشرك بالله ، مسئلة عادية بالنسبة للمسلم و هو لا يعلم، هذا مثال.

- المستعمر: يجتمع مجموعة من السياسيين و الإعلاميين، لمناقشة الطريقة المثلى لإظهار المسلمين للعالم على أنهم إرهابيين. كيف؟ الإعلام المضلل، مثل إخفاء فيل كبير في المسرح، في حظور حشد غفير من الناس، هكذا يعمل الإعلام المضلل. بالطبع التخلف الفكري لزعماء العالم الثالث، و خوفهم على مصالحهم، يلعب دورا في تسهيل عملية إخفاء الفيل، فبينما تقوم إسرائيل بالتنكيل في الفلسطينيين، يظهر جروج بوش و هو يصيح بأعلا صوته: نحن نريد السلام و نسعى إليه. و هو أول معين و مساند لإسرائيل. و هذا مثال آخر.

و الأمثلة كثيرة ...

و كما تلاحظون أن كل خطوة من خطواتهم تكون مبينة على دراسة و تخطيط على أساس علمي كما شاهدنا في الأمثلة السابقة، حيث يستخدمون أحدث ما توصل له العقل البشري في تحقيق مآربهم و خططهم. " و الله من وراءهم محيط"

و لذلك إحذروا إخواني من كيد الإعلام، فإن كيده عظيم.

خامسا:- ماذا علينا أن نفعل:

1- العودة إلى الدين، و دراسة مبادئه و تحقيق معانيه، و ذلك بالرجوع للقرآن الكريم، و تراث النبي صلى الله عيه و آله و سلم، و أله بيت عليهم السلام منابع الحكمة و العلم.

2- تحكيم العقل في أمورنا كافة، و إغلاق الأبواب في وجه التعصب و العاطفة العمياء، و ما إلى ذلك من مصادر تقويض التطور.

3- إقامة وزن للعلم و العلماء، و احترام الثقافة عامة، و توفير كل ما تحتاجه ماديا و معنويا.

4- الوعي الثقافي و الفكري الدائم في مجالات الحياة عموما، ففي المعرفة قوة و مكانة بين الشعوب.

5- الإهتمام بالنشأ و توعيته و تعليمه و تربيته، من الأسرة و المدرسة إلى الشارع و بقية مرافق البلاد.

6- و إن تحقق ما سبق، يمكننا أن نشارك مشاركة فعالة و إيجابية في المؤتمرات و الإجتماعات العالمية، سواء في الحقول العلمية و الإقتصادية أو السياسية إلخ. فيكون لنا صوت و كلمة مسموعة و مكانة مرموقة في العالم.


و هذا تصوري العام عن المسألة، بحسب نظرتي القاصرة و معرفتي المحدودة، زادكم الله و زادنا، دينا بيقين، و علما بعمل.


و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب.


و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله الطاهرين.


و السلام على أهل الله إله إلا الله


أخوكم

المفكر