قصة حزينة
>في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ·· جاءني اتصال دولي ايقظني من منامي ··· يقول المتصل من أنا ·· قلت لا أعلم أنت أعلم بنفسك ولتنظر إلى ساعتك قال من أنا ··· قلت دع عنك الجنون ومع السلامة ·· قال أنت عادل ··· قلت نعم ·· قال إذن فلتسمع كلامي ولا تقاطعني ولسوف تعلم من أنا·
>··· أنا الابن المتفوق في العائلة ·· الأول في الابتدائية والاعدادية والثانوية ·· أنا من تغرب عن وطنه وذويه ·· أنا الذي بلده لم يقصر معه ·· انا من سافر الى الخارج لإكمال دراسته ··· أنا الابن المدلل المرفه الغني والذي يملك أرقى السيارات ويلبس أجود الملابس ويظهر بأبهى صورة ··· أنا الذي كان اسمه في لوحة الشرف في جميع مراحل الدراسة وصوره في الجرائد ··· ونجاحي موضع حسد الجميع ··· بنات عمي وبنات خالي وبنات الجيران يتوددن إليَّ · كنت أحرص على أن آخذ ولا أعطي ولا أدع فرصة تفوت دون ان ابتلعها ·· كنت أفر هاربا من الارتباط ··· لم أكن أريد أن اتعجل الزواج لأنني قد كنت اعلم ان الزواج قيد وأنا لا أحب القيود حتى لو كانت مغزولة بخيوط الحب الحريرية ··· ولم الزواج وكل ما اتمناه يصلني دون عناء أو تعب مني ·· وامري مطاع من أهلي·
>قلت له من أنت ·· إني اعرفك ··· وانفجر باكيا وكلماته تخالط الشهيق والتنهيد، وردد يقول ·· من أنا، أنا الذي انساق وراء ملذاته وخلف غرائزه ·· أنا من فقد شهية الأكل ونسي رائحة الزهور وفقد الأصدقاء وابتعد عن أهله دون عودة انا من خذل ناسه ووطنه ونفسه ·· انا الذي موته اقرب اليه من ظله·
>وردد الموت الموت، حلول العاصفة ·· كدت اعلم من هو ولكن بكاءه ونحيبه أفقداني التركيز ·بكاؤه متواصل ويردد الموت الموت، قلت له ·· من منا لايموت ·· ومن يملك اطالة عمره ومن يملك رد القدر ·· ومم الخوف ·· وعلام الخوف؟
>قال أنا الوحيد بعذابي والوحيد بلعنتي ·· أنا الوحيد الذي لا يستطيع أن يتفوه: باسم امه خوفا من ان يدنس بلساني القذر أنا الذي جلب لنفسه العار والدمار وانا العبره للترف والجاه والدلال واصدقاء السوء ·· أنا الذي اموت خجلاً ·· وأنا ··· أنا ·· وشهق شهقه كبيره بكاؤه في ارتفاع ·· · هدوء وقال انا من كانت طاولته قرب طاولتك سبع سنوات أيام الدراسة قلت أنت فلان بن فلان ·· قال نعم وقلت ماذا حل بك ··· قال سأقول ولكن بعدها سوف انهي مكالمتي، قال وليته لم يقل ·· طار النوم من عيني وقلب حالي وهز كياني ···· قال أصابني مرض نقص المناعة الإيدز
>
>يقول (طه حسين)
>العقل زينة الحياة، فعندما نفقده فإننا نفقد معه أعصابنا وتتعقد أمورنا وتصبح حياتنا قاسية وبدونه تعمى ابصارنا ··· ثم نندم


منقول للفائدة