صيفاً وشتاءً، حالة الطقس دائماً هي المنفذ الوحيد لكسر أي عملية سكوت، وكذلك الموضوع الوحيد الذي يصلح في كل الأوقات وبدون مقدمات.


في أحد المشاهد يصعد أبو محمد إلى الباص، محملاً بأكياس الخضرة، فيجلس في أقرب مقعد، ويصدف جلوسه بجانب شخص يعرفه شكلاً لا اسماً، فينقسم مشوار الرحلة إلى الفترة الأولى وهي فترة السؤال عن الحال والأخبار والصحة…، ثم فترة “هوشة” لدفع الأجرة، بمشادة أبو محمد لنصف الدينار بيده، ومشادة صاحبه للدينار، وحلفان بالله غير أدفع أنا، حتى انتهاء المعركة، تأتي فترة السؤال عن أسعار الخضرة وتنتهي بسرعة لأنها دائماً “غالية الله يخرب بيتهم شو طماعين”، تتبعها فترة “صفنة” وسكوت لفترة… ثم يغافله أبو محمد، الجو حامي اليوم، … آه والله نار. وينتهي المشهد.



في زيارة ضيف، بعد انتهاء الكلام، أبو محمد يُدَّور بفنجان القهوة، ويلتفت إلى صوت “طقطقة” المروحة… فيغافله ضيفه، الجو اليوم حامي، فيُأيّده أبو محمد: آه والله نار، وبقلك كمان بكرة لسة أحمى، الضيف: رحمتك يا رب…. فينتهي المشهد.


الجو حامي، توضع فقط لإنهاء السكون الحاصل، وتُستبدل نفس العبارة شتاءً بـ: اليوم صقعة، فتؤيد بـ آه والله جمودة.


فهي عبارة عن كلام تحصيل حاصل دون أي مغزى إلا لعدد معين من الناس؛ فتجد مدير شركة منتجات باردة، يسأل: الجو اليوم حامي….؟ طيب زيدو الانتاج خلي الشعب يبورد. مدير شركة “الفازلين”، الجو اليوم حامي…؟ طيب زيدو الانتاج خلي الشعب يعرف يمشي.
.
.
اختصاراً لختم الموضوع:
لا بس جد اليوم الجو حامي.


حسام كراسنه
http://5rbashat.net/?p=564