إن علينا التفكير الجاد في موانع الكمال إضافة إلى مقتضياته .. فإن تمامية أية عملية في الوجود تتوقف على وجود المقتضي وعدم المانع .. ومن الواضح أن الظلم من أهم الموانع ، إذ أن : { الله لا يحب الظالمين } ويترتب عليه : عدم اعتنائه عزّ وجلّ بمن لا يحبّه أولا ، ثم تعلق البغض به ثانيا ، ثم إنزال عقوبات المبعدين عنه ثالثا..

2 إن الظلم يساوق في مفهومه : تعدي الحدود ، وعدم إعطاء الشيء حقه .. وعليه ، فإن الخطوة الأولى لترك الظلم هي معرفة حدود الأشياء ، وحقوق العباد .. فالجاهل يتجاوز الحد بلا قصد ، كما ورد من : (أن من اتجر بغير فقه ، فقد ارتطم بالربا ).. ورسالة الحقوق للإمام السجاد (ع) خير معين في هذا المجال.

3 إن من أشد صور الظلم ، هو افتراء الكذب على الله تعالى ، والتكذيب بآياته ألا وهو الظلم العقائدي .. فالذين لا يملكون فهماًً صحيحاً للدين ، ويتعمدون تشويه الحقائق ، بل وإنكار ما ثبت منها ، في معرض الانتقام الإلهي الذي لو حلّ على عبدٍ لترك دياره بلاقع!.

4 إن التعامل مع المستضعفين من العباد (كالخدم وغيرهم) أمر خطير ، لأنهم في مضان الظلم الفاحش ، وذلك لعدم وجود الرادع البشري لعدم ظلمهم ، وقد اكدت النصوص على لزوم اتقاء ظلم من لا ناصر له إلا الله تعالى ، فإن الله تعالى سريع الانتصار لمن لا نقيم لهم وزناً..

5 ان التعامل المستمر مع الاشخاص كالزوجة والأولاد ، من موجبات عدم الاعتداد بوجودهم بعد فترة من الزمن ، ومن هنا يسهل تعدي حقوقهم ، فيتحول وجودهم بعد فترة إلى وجود باهت وتبعي ، ومن هنا تكثر الانتهاكات في هذا المجال ، لعدم استشعار كيانهم على انهم عيال الله تعالى.

6 من صور الظلم هو التعدي على أموال الغير ، بقصد أو بغير قصد ، ومن هنا لزمت المبادرة إلى دفع الحقوق المالية أو الاستحلال من الغير، ومع الجهل بأصحابها يدفع المال كرد للمظالم ، ومجهول المالك ، لئلا يطول الوقوف يوم القيامه ، فإن الله تعالى يغفر ما يتعلق به محضاً ، ولا يغفر حقوق العباد فيما بينهم ، إلا أن يرضى تعالى الخصماء بما لديه من فضل ، ولكن كيف يمكن احراز ذلك ؟