النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: مارأيكم بهذا المقال ؟؟؟

  1. #1
    Banned
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    368

    مارأيكم بهذا المقال ؟؟؟



    تعاقب العسر واليسر قانون إلهي
    28-8-2007 ثلاثية عقيدة السلف الصالح (1-3)
    عمودا فسطاط الإسلام العديلان: العدل والصلاة بقلم د. أبو بلال عبد الله الحامد


    أـ كيف تسللت الروح اللا عملية عبر التفسير والأحاديث الضعيفة؟

    العسر واليسر يتعاقبان، تلك هي القاعدة الاجتماعية الطبيعية المطلقة(المحكمة)، كما قال تعالى: " ونبلوكم بالخير والشر فتنة" ثم هناك موقفان نسبيان:
    الأول موقف التحذير وشحذ العزيمة، فيأتي التركيز على العسر، من أجل غرس فضيلة الصبر والتحمل، في قوله تعالى " ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين".
    الثاني: موقف بث فضيلة الرجاء والأمل،عن طريق التركيز على اليسر، في مثل قوله تعالى" سيجعل الله بعد عسر يسراً، وقوله تعالى " إن بعد العسر يسرا ، إن بعد العسر يسرا.
    فالموقفان وجهان للعملة الواحدة، هي"ونبلوكم بالخير والشر فتنة" ولكن المفسيرين-عندما لايردون المتشابه إلى المحكم، ويهملون مناسبات القول، يطلقون المقيد وعممون الخاص، فبعد مقدمات جدلية أرستها قواعد لغوية وأخرى بلاغية ، توصل فيها العلماء إلى أن تكرار اليسر منكراً يعنى أنه يسران ، أما تكراره معرفاً فيعني أنه واحد.
    ومعنى ذلك أن الله وعدنا بأنه كل ما مر بنا عسر الواحد، أن يهبنا بيسرين اثنين، وتطبيق ذلك أن المؤمن الصالح إذا فجع بوفاة بوليد واحد، فإنه سيرزق بوليدين اثنين، وعلى هذا فقس. وروى ابن جرير حديثا لم يرد في الصحاح يثبت هذا المفهوم " ابشروا أتاكم اليسر ، لن يغلب عسر يسرين " وروى ابن كثير حديثاً آخر غير صحيح " كان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً وحياله حجر فقال " لو جاء العسر فدخل هذا الحجر ، لجاء اليسر حتى يدخل عليه فيخرجه".
    وهذه الأحاديث لو صحت لما كانت صريحة، ولما دلت على أن ذلك الأمر عام، بل هو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقد ذكر المفسرون أن هاتين الآيتين ، نزلتا عندما اشتد العسر والفقر والأذى بالنبي والمؤمنين الأولين في مكة ، فذكره الله وذكرهم بأنه وعده بالنصر واليسر.
    وكل ما يمكن فهمه من الآيتين أنهما بشارة للنبي صلى الله عليه وسلم باليسر بعد العسر، والفرج بعد الضيق ، والعزة بعد الذلة . وقد صار ذلك بمزاولة الأسباب أيضاً ، أي بارتباط البركة الإلهية بالحركة الإنسانية ، التي هي أساس اكتساب اليسر. فاليسر موجود في الأرض وفق قانون التسخير ، ولكنه لن يتم للناس إلا وفق قانون التمكين ، الذي يعتمد على المكابدة والكدح .
    هذا قرره القرآن الكريم ، "إن الإنسان في كبد " و " إنك كادح إلى ربك " والكدح والكبد يعنيان الكفاح والنضال، فمن يكدح للآخرة ويكابد مضمون له الوصول إليها، ومن يكدح للدنيا ويكابد؛ حري بالوصول إليها ، ومن يكدح ويكابد لهما معاً ، يوشك أن يصل إلى الدنيا ، ومضمون له أن يصل إلى الآخرة ، كما وعدنا الله " إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً "، والخطأ في نشر هذه المفاهيم التي تقلل من قيمة حسن التدبير والتفكير، ناتج عن خلل في منهج أصول الفقه، عنوانه: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب"،وستبينه مقالة أخرى.

    ب-نتائج الغفلة عن الخطاب الوجداني في القرآن

    من أخطر الأمور في نظرية التربية الاجتماعية الإسلامية، أن تترسخ قيم اللامبالاة والفوضوية الاقتصادية، محمولة على خطاب ديني. نترك الإعداد والتنظيم والتخطيط للمستقبل ، ونقول: انفق ما في الجيب يأت ما في الغيب، فنرمي بعلم التدبير خلف ظهورنا ، ونقدم على أعمال خيرية أو تجارية أو أسرية دون حسبان، فتضيع ثرواتنا أفراداً أو جماعات ودولاً ، وقد تدفعنا العواطف إلى البذل في مندوب، ينتج عنه التقصير في واجب.ثم إذا أصابنا العسر قلنا : سيجعل الله بعد عسر يسراً ، فإذا لم يأت اليسر ، بررنا كسلنا وخيبتنا وإخفاقنا؛ أيضا بخطاب ديني، ولوينا عنق الحديث الصحيح:" الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر "، لنبرر به تدبيرنا الكسيح.
    لأننا نسيء فهم القرآن الكريم ، ونستقبل آياته بروح انتقائية ، فنكبر بعض العناصر ونصغر أخرى ، ونلتقط ما يناسب تقاليدنا وشهواتنا، هذا ما لاحظته إحدى النساء عندما رأت الرجال يتحدثون عن أن التعدد مشروع دون أن يلتزموا بضوابطه وشرائطه ، قالت : تأخذون من النبي صلى الله عليه وسلم ما تشتهون ، وما هو من حقوقكم ، وتتركون ما تستثقلون وما هو من واجباتكم.
    فالمقطع الذي فيه أن بعد عسر يسرا له مناسبة معينة، هي الخلاف عند الطلاق،فهو مقيد لا يمكن إذن إطلاقه إلا بشروط سياقه ، ولذلك خصصه بعض المفسرين كالزمخشري بالأزواج المتخاصمين.
    وقد يكون وعدا خاصا لا يمكن تعميمه أيضاً –إن كان قد نزل وعدا للمعسرين من المسلمين-، ولذلك خصصه بعض المفسرين كالزمخشري بفقراء الصحابة قبل الهجرة ، قبل انفتاح الرزق عليهم حسب ما قيل عن مناسبة له أخرى.
    ثم إنه معنى يعالج موقفا جزئيا جانبيا لاتختزل فيه الصورة الكلية، وهو فقرة من موقف لغوي واحد ، ترتبط فيه فقرة في صدر الآية بفقرة في عجزها: " لينفق ذو سعة من سعته ، ومن قدر عليه رزقه ، فلينفق من ما آتاه الله ، لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها ، سيجعل الله بعد عسر يسراً " ( الطلاق : 7 ). ففيه توجيه بأن ينفق المعسر ، حسب دخله الذي آتاه الله ، فلن يكلف الله نفساً إلا وسعها.
    وقد لا يتضح مفهوم الآية؛ إلا بإدراك طريقة القرآن الكريم؛ في مراعاة المواقف النفسية، حيث تمتزج الفكرة بالموقف النفسي، فلا تأتي الحقيقة العلمية جافة، كأنها في كتاب علمي فلسفي ، يخاطب العقل دون الوجدان، فالقرآن يخاطب العقل والوجدان معا، والموقف النفسي هو تزكية الضمير، وتذكيره بالرحمة والشفقة والإنصاف.
    ولكن لما طال على الناس الأمد، حذفوا أجواء وظلال النص ، ورسخ في الثقافة المجتمعية؛ أن الله سيجعل بعد كل عسر يسرين، أي المعنى غير الصريح،مثلاً شائعاً مبتور العلاقات.واتكأنا عليه لتبرير إهمال الحساب والتخطيط.
    مقام الآية وعد خاص وليس وعدا عاما لكل معسر؛ بأن يجعل الله له بعد كل عسر يسرا أو يسرين، بل مقام غرس قيمة الأمل الفعال وطرد اليأس والتشاؤم والقنوط ، الذي يصيب المعسرين الصابرين. والأمل والرجاء الإيجابي مهم ، ولكنه يختلف عن الأمل الخداع، الذي هو من سمات المفرطين الذين " يلهيهم الأمل" . والأمل الفعال يحفز الهمم ويرفع الهامات ، للضرب في الأرض . فكم كانت الظروف القاسية دافعاً للإنتاج المتميز .

    مجلة العصر : تعاقب العسر واليسر قانون إلهي





    التعديل الأخير تم بواسطة majd2006s ; 23-09-2009 الساعة 04:07 PM






ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

أضف موقعك هنا| اخبار السيارات | حراج | شقق للايجار في الكويت | بيوت للبيع في الكويت | دليل الكويت العقاري | مقروء | شركة كشف تسربات المياه | شركة عزل اسطح بالرياض | عزل فوم بالرياض| عزل اسطح بالرياض | كشف تسربات المياة بالرياض | شركة عزل اسطح بالرياض