نعم فعبد الناصر وبومدين أحبطوا بالفعل تلك المؤامرة التى تقوم بها إسرائيل الآن لزعزعة العلاقات بين المصريين والجزائريين .

فلم تفوت إسرائيل فرصة الحرب الإعلامية المستعرة بين مصر والجزائر على خلفية المباراة الكروية الفاصلة بين منتخبي البلدين في 14 نوفمبر في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2010 وسارعت لإثارة الفتنة بينهما على أمل تمزيق الصف العربي أكثر وأكثر .

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية ركزت في الأيام الأخيرة على ما أسمتها حالة الغضب المحتدمة بين جماهير كرة القدم في مصر والجزائر بسبب مباراة 14 نوفمبر ، وفي محاولة مفضوحة لإثارة الفتنة بين البلدين الشقيقين ، ذكرت صحيفة " معاريف " أن الفريق المصري يتأهب للفوز على نظيره الجزائري في المباراة التي سيتأهل الفائز فيها إلى بطولة كأس العالم القادمة ، قائلة :" في 14 نوفمبر ، ستزلزل أرض ملعب القاهرة تحت أقدام لاعبي الجزائر، المباراة بمثابة حياة أو موت لمنتخبي البلدين من أجل الصعود ".

وركزت في هذا الصدد على الأخطاء التي وقعت فيها وسائل الإعلام الجزائرية والمصرية ، والتي كان من أبرزها سخرية البعض من شهداء الثورة الجزائرية عبر الإشارة إلى زيادة عدد شهداء الثورة المليون إلى مليون و11 في استاد القاهرة في إشارة إلى عدد لاعبي المنتخب الجزائري .هذا بالإضافة إلى محاولات البعض التقليل من أهمية الدعم المصري للثورة الجزائرية ، بجانب عرض فيديوهات لمشجعين جزائرين يحرقون قميص منتخب مصر بجانب عرض صور مسيئة تم تركيبها لمدرب المنتخب المصري ولاعبيه وغيرها من الأدلة التي تساق للبرهان على أن كره مصر والمصريين يملأ قلوب ونفوس جميع الجزائريين دون استثناء .

وأخيرا ، استندت صحيفة "معاريف" للتصريحات المنسوبة لبعض لاعبي المنتخب المصري لتزيد التوتر بين مصر والجزائر وركزت في هذا الصدد على تصريحات منسوبة للاعب أحمد حسن قال فيها مخاطباً لاعبي الجزائر :" إن ملعب القاهرة سيتحول إلى جهنم " ، كما استندت لتصريحات الفنانة الكبيرة وردة حول أمنيتها بفوز الجزائر وما أعقبها من دعوات لمنعها من دخول مصر .

الأخطاء السابقة وإن كانت تبعث على الحزن وتعتبرها إسرائيل فرصة ذهبية لتعميق الانقسام العربي ، إلا أن حقائق التاريخ وعلاقات الأخوة ورابط العروبة والإسلام لن تسمح لها بتنفيذ مثل تلك المؤامرة .

ولعل هذا ما ظهر في الإعلان عن زيارة رسمية يقوم بها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لمصر قبل مباراة 14 نوفمبر لبحث تعزيز العلاقات الثنائية ، كما ظهر في تعليق صحيفة "الخبر" الجزائرية على ما جاء في صحيفة معاريف ، حيث كتبت تقول :" إسرائيل تثير الفتنة بين مصر والجزائر" .

هذا بالإضافة إلى الإعلان عن بث مشترك بين التليفزيون الجزائري والقناة الفضائية المصرية عشية مباراة 14 نوفمبر ، حيث يتم تقديم برنامج يتطرق إلى العلاقات الجزائرية المصرية من الناحية السياسية والتاريخية والرياضية والفنية على أمل تلطيف الأجواء قبل تلك المباراة ولتأكيد رسالة مفادها أن المباراة تظل في النهاية مباراة كرة قدم وأخذت حيزا إعلاميا أكبر من حجمها من الجانبين المصري والجزائري .

وكان تقرر اختيار موعد الـ 13 من نوفمبر في حدود الساعة التاسعة ليلا لانطلاق البرنامج التليفزيوني الذي سيقدمه الصحفي الجزائري بوسالم كريم ويشهد حضورا مميزا لنجمي الغناء في مصر والجزائر محمد منير والشاب خالد .


ولمزيد من التفاصيل
http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=315868